• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

كتاب ماركة صينية

كتاب ماركة صينية
علي الغامدي


تاريخ الإضافة: 24/1/2016 ميلادي - 14/4/1437 هجري

الزيارات: 4501

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كُتاب ماركة صينية

 

أصبَح من المعروفِ والمتداول بينَ أفراد المجتمع أن الصناعةَ الصِّينيَّة تُمثِّل أردأ الصناعات التي تُستورَدُ إلى بلاد العالم الثالث من ناحية الجودة، ومطابقتها للمواصفات العالميَّة.

 

الغريبُ أن الصناعة الصينيَّة التي تُصدَّر إلى أوروبا وأمريكا تختلف تمامًا عن البضائع المصنعة لدول العالم الثالث، وقد حدث لي موقف أثناءَ زيارتي لألمانيا في رحلة عمل، اشتريتُ بعضَ الألعاب لأبنائي - وهي من الصناعة الصينيَّة - ولكن ثقتي بما يُعرَضُ في السوق الألماني جعلتني أُقدِمُ على شراء هذه المنتجات، التي وجدتها ذات جودة عالية؛ ويعودُ ذلك إلى مراحل من المراقبة الحكوميَّة، ومنظمات العمل المدني، والمختبرات عالية الدِّقة التي تضمن أعلى المواصفات الصناعيَّة والبيئيَّة والطبِّيَّة الخالية من المواد المُسَرْطنةِ والضارَّة لمستخدميها.

 

ولعل إشارتي هنا للصناعات الصينيَّة الرديئة وما تحتويه من قلَّة جودة وإتقان، وأثرها الصحي السيئ، كذلك ابتُلِينا أيضًا بكُتَّابٍ يحملون نفسَ المواصفات الصينيَّة مع فارق التشبيه؛ بأن هؤلاء يصل أثرُهم السلبيُّ إلى أغلى ما نملِكُ: حضارتِنا، وتاريخِنا، ووحدتِنا الوطنيَّة، وعقولِ شبابنا وفتياتنا.

 

لا شكَّ عندي أنهم أخطر على المجتمع من هذه الصناعات الرديئة؛ كونُ تأثيرِهم يمتدُّ إلى العقول، فيتمُّ تلويثُها بسموم تَعْلَقُ بها، قد يَصعُبُ بعد ذلك إزالتُها وتعقيمُها من هذه المكروبات الفكريَّة التي ترسَّختْ في العقل الباطن؛ فشوَّهت نقاءه وصفاءه.

 

ومن أمثلة هذا الطَّرْحِ المُسرْطَنِ الخطير ما يلي:

١- الاعتداء على المجتمع في قِيمه وأخلاقه، ومحاولةُ التشكيك في هذه القِيم؛ حتى يَسْهُلَ بعد ذلك فرضُ أجندات وتوجُّهات مشبوهة تقضي على هذه القيم، التي هي أساس تميُّزنا عن باقي الشعوب والحضارات.

 

٢- التمادي في الثناءِ على القبيلة وعلى تاريخها وأمجادِها؛ وهذا لا شكَّ يَهدِمُ أهمَّ لَبِنات المجتمعِ وأساسياته، وهي رابطةُ الأُخوَّة في الله التي على أساسها بنى الحبيبُ علية أفضلُ الصلاة والسلام مجتمعَ المدينة بين المهاجرين والأنصار؛ فكان ميزان التمايزِ التقوى والتفاني في خدمة الإسلام فقط، ولعلي أُذكِّر هؤلاء الكُتَّاب أن العرب لم يكن لهم تاريخٌ مُشرِّف حتى أتى الإسلام ورفَعَهم بين الأمم، أما قبلَ ذلك فهم حُفاةٌ عراة قُطَّاعُ طرقٍ لا يملكون من مُقوِّمات الحضارة شيئًا، عدا بعض الأخلاق الحميدة التي أثبَتَها الإسلام وأثنى عليها.

 

٣- التعصُّب الرياضي الذي أصبح سلعةً يُتاجِرُ بها هؤلاء الكُتَّاب المرضَى؛ فنقلوا أمراضَهم وعَدْواهم إلى شريحة كبيرة من أبناء المجتمع.

 

كيف نعيدُهم إلى الطَّرْح المتوازن والمعقول؟ يحتاجُ ذلك إلى تضافرِ العقلاءِ لوقف هذا النزيف الذي شوَّه مجتمعنا، وعَلاقة بعضه ببعض.

 

٤- المبالغةُ في المدح والثناء بين أفراد المجتمع، ومن أهمِّ أسباب وجود هذه الظاهرة ذات المواصفات الصينيَّة الرديئة التكسُّبُ، والتكسُّب فقط!

 

٥- بعضُ الكُتَّاب لا همَّ له سوى استعداء شريحةٍ من المجتمع ضدَّ أخرى بسبب اختلافه معها في بعض الأمور الفكريَّة، ويُحاوِلُ جاهدًا ضَرْبَ اللُّحْمة الوطنيَّة للوصول إلى أهدافه المسمومة والمشبوهة.

 

يوجدُ في مجتمعاتنا العربية كمٌّ وافرٌ من هذه الفئة من الكُتَّاب للأسف الشديد.

 

٦- كثيرٌ من الكُتَّاب يعتمدُ على التفكير السَّطْحي في تحليل الأمور الفكريَّة والمُشكلات المجتمعيَّة والسياسية؛ مما يتسبَّبُ بدوره في عدم وضع الحلول المناسبة والجِذْريَّة لهذه المشكلات، وينعكسُ ذلك سلبًا على المتلقِّين وعلى طريقة تفكيرهم.

 

لا شكَّ أننا نَفتقِدُ في مجتمعاتنا العربيَّة ذلك المُفكِّر النِّطاسي الحاذقَ، الذي يغوص في أعماق الأمور، ويستخرجُ لنا منها الدُّرر وما ينفع ويفيد.

 

لعلَّ هذه عينةٌ وشريحة من الكُتَّاب الذين ينخرون في مجتمعنا وعقولنا، ويُؤسِّسون ويروِّجون لبضاعة رديئة هشَّة، لا يقلُّ خطرُها عن المنتجات الصينيَّة المُسرطَنة، وعلينا التنبُّه لهم، والتحذير منهم؛ حتى لا يصيبَنا داؤهم وعللهم القاتلة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
6- مشكور أبو سعيد
علي الغامدي - السعودية 26/01/2016 10:23 PM

شاكر مرورك وإضافتك النافعة أخي أبو سعيد

5- لماذا يفعلون هذا
أبو سعيد - السعودية 25/01/2016 10:17 PM

من يطرح هذه المقالات الصينية الرديئة الصنع (هو من اختار أن يكون فكره رديء الصنع) هم لا يهمهم أن يكون مجتمعهم ذو ثقافة عالية بل الأصح أن يكون هناك رادع للحد من تفكك المجتمع بسبب التفرقة فيما بينهم سواءً بالقبيلة أو غيرها

شكرا لك يا أبا ريان لنشر مثل هذا المقال وهذا دليل حرصك على مجتمعك وعلى أن يكون على ثقافة عالية

4- مشكور أخي أبو فيصل
علي الغامدي - السعودية 25/01/2016 05:15 PM

شاكر مرورك أخي أبو فيصل

3- رائع
أبو فيصل - السعودية 24/01/2016 11:23 PM

رائع أبا ريان ومتألق في طرحك للمواضيع نفع الله بك الإسلام والمسلمين

2- شاكر إضافاتك أخي العزي
علي الغامدي - السعودية 24/01/2016 09:23 PM

شاكر مرورك وتعليقك وحسن ظنك بأخيك أخي العزي

1- أصبت الهدف
العزي - السعودية 24/01/2016 07:22 PM

يا ليت يصل هذا المقال إلى كل كاتب عمود وصحفي. للأسف هم كثير وغثاء. أرجو من إخواني من له علاقة مع الكتاب إرسال هذه المقالة الرائعة  لهم والتي أصابت الهدف من ضربة مباشرة لمعلم رائع.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة