• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

في ثنايا الحقيقة وانتقاء الكتب

في ثنايا الحقيقة وانتقاء الكتب
إبراهيم عدنان إبراهيم خطاب


تاريخ الإضافة: 31/12/2015 ميلادي - 20/3/1437 هجري

الزيارات: 4751

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في ثنايا الحقيقة

وانتقاء الكتب


نقرأ كثيرًا من الكتب كقرَّاءٍ لا كدارسين، دون سؤال عن نوع الكتاب ولونِه، إنما لحاجة في نفس يعقوب، نقرأ حتى نصل إلى حقيقة نرتاح بها ونركن إليها، نقرأ لأننا نخاف أن تَبقى نفوسُنا في وهمٍ من الحقيقةِ أو خرافةٍ من العلم؛ لأننا نخاف - يومًا - أن نُسْأل عن الحقيقةِ فلا نجيب، فنرجع إلى تعبِ الحقيقةِ وشقاوتِها وصدمتِها وعبئِها.


فكيف نصلُ إلى الحقيقة؟ أو مَن الذي يقبلها؟ هل هي النفسُ أو هذا العقل؟

 

بعد جهدٍ جهيد، وتدبُّرٍ جِد التدبر، وجدتها علاقةً تكامليةً بين نفسٍ تتساءل وعقلٍ يفكِّر، وجدتهما كالجسْمِ، فالقلبُ يحتاج إلى تغذيةٍ وهو يغذِّي سائرَ الأعضاء، فهذا المنوالُ هو المسيرُ إلى الحقيقة.


كيف؟ تتغذى الروح "النفس" بالمعاني، ويتغذَّى العقلُ بالمعارف، المعاني التي هي الأخلاقُ والشمائلُ والصوفيةُ الشفيفة، والمعارفِ التي هي للإقناعِ والمناقشةِ والحوار، وللتفكيرِ في حلِّ عقدةِ التساؤلِ المبتدئةِ من النفس.

 

فللنفسِ خطراتٌ "تساؤلات"، لكنَّ التفكيرَ في الحلِّ يكون من العقل، والخطراتُ أربعة، فواحدةٌ من الله، وثانيةٌ من الملائكة، وأخرى متولِّدةٌ في النفس، ورابعةٌ وأخيرةٌ من الشيطان، خطراتٌ تدعو العقلَ إلى التفكيرِ والبحثِ وتقفِّي الأثر، اسقصاءً يوصلُ إلى الحقيقةِ أو إلى المعنى، والتي هي راحةُ النفسِ والعقلِ معًا.

 

عودًا على بَدْء، فكيف نصلُ إلى الحقيقة؟ أو كيف نعرفُها؟ فطريقُها فطريُّ الاستدلال، بَدَهيُّ الإثبات، بخاطرةٍ من النفس، أو بتذكيرٍ ممن هو أعلمُ بالحقيقةِ يثيرُها أمامها، يبدأُ العقلُ التفكيرَ والبحث، فإذا وجد حجةً توافقُ خواطرَ الإيمان، سكنَ وركن.

 

والحقيقةُ، أو أعلنُها صراحةً "الإيمان" شيءٌ أو ليسَ شيئًا لكنه غيرُ ملموس، فتبقى النفسُ في احتدامٍ من الخواطرِ والتساؤلات، ويبقى العقلُ في صراعٍ من النقاشات، بالدلائلِ والحُججِ حتى يصلَ إلى ما تركنُ إليه النفس، وهو بالتأكيد الإيمانُ الحق.

 

لكن حتى نكونَ على بينةٍ من الأمر، كيف نرى الملحدَ أو غيرَ المؤمن في سعادة ووفرةٍ من ترف؟

 

إنَّ ما بين راحةِ النفسِ وجنونِها شعرة، وهي العملُ والجدُّ، ما إن تركْناها ضللنا، فلم يكن الملحدُ يومًا في راحة، فهو يتنقلُ بين فانٍ وفانٍ وأبيقوريةٍ وميكيافيلية، من شهوةٍ إلى نزوة، فلا هو إلى قرارٍ ولا إلى استقرار، فيُوهِم نفسَه أنَّ الراحةَ في حطامِ هذهِ الدنيا بتصوُّرٍ بغيضٍ من العقلِ الذي يحبُّ الراحةَ والركونَ من عملِ التفكيرِ والبحث، فيستندُ الملحدُ على أوهامٍ وترَّهاتٍ وصدف، التي هي ليست من الحقيقةِ في شيء، حيثُ يرادُ من الحقيقةِ أنَّها أنطلوجية وميتافيزيقية.

 

فالإنسانُ سليمُ الفطرة، كاملُ العقل، لا يرضى بتصوُّرٍ فاسدٍ بغيضٍ؛ فهو يتخيرُ المسائلَ ويناقشُها ويأخذُ أفضلَها، فهو يعلمُ أنَّ الجنةَ جنتان: معارفُ وزخارفُ، فجنةُ الزخارفِ ماديةٌ وهميةٌ شيئيةٌ عينيةٌ لا توصلُ الروحَ أو النفسَ التي هي ليسَت بشيءٍ إلى مرادِها، وجنةُ المعارفِ معنويةٌ فيها راحة النفس.

 

لذا؛ فغذاءُ الروحِ معنويٌّ، وهو أسمى بالوصولِ إليهِ؛ لأنَّهَ أتمُّ وأكمل، والعقلُ يتغذَّى بالراحةِ والسكونِ إلى الحلِّ الذي وجدَه والأساسِ الذي أقامَه، وسيبني عليه التصوُّرَ السليم.

 

وعودًا على بَدْء مرةً أخرى، فإننا نختارُ ونقرأُ من الكتبِ ما نحتاج، لا ما نطلبُ من غيرِنا بالنُّصحِ لنا على وجهِ الإطلاق، فمثلًا: سؤالُ: "اقترحوا عليَّ كتبًا أقرؤها"! سؤالٌ غريب، ولو كان: "اقترحوا عليَّ كتبًا في مجالِ كذا" فنعْمَ السؤال، ولو أننا لا نسألُ عن آراءِ فلانٍ أو علّانٍ في كتابٍ ما؛ لأنَّه ليس من طريق الحقيقة أن أقرأ بعض آرائِهم، ولكنَّ منه أن أقرأَ ما تريدُ النفسُ وما تحتاج؛ لأنَّ السموَّ قطعًا وفصلًا لها.

 

والسَّلام..





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة