• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

حرية الرأي في الإسلام مقارنة بالمذاهب الوضعية (3)

حرية الرأي في الإسلام مقارنة بالمذاهب الوضعية (3)
د. عبدالحميد عيد عوض


تاريخ الإضافة: 29/12/2015 ميلادي - 18/3/1437 هجري

الزيارات: 8891

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حرية الفكر في الإسلام مقارنة بالمذاهب الوضعية

حرية الرأي (3)


إذا كان الإسلام قد قرَّر حرية التفكير بما يتفق مع منهج الله تعالى، فإنه من الطبيعي أن يتبع ذلك حرية التعبير عن هذا الفكر، سواء كان للتعبير باللسان أو بالقلم أو غير ذلك، وهو ما يُسمى بحرية الرأي، وهي تعني "حرية الإعلان عن الرأي الذي توصَّل إليه بالنظر والبحث، وإشاعته بين الناس، والمنافَحة عنه، والاقتناع به"[1].

 

وما دُمْنا قد سلمنا بأنه ليس هناك محظورات في مجال الفكر إلا ما يقصد منه هدم الدين وهو أساس المجتمع، فقد سلمنا بأنَّ مِن حق المسلم أن يعلن رأيه فيما يكون من مشاكل الناس والمجتمع الذي يَعيش فيه.

 

وحتى تتحقَّق هذه الحرية في المجتمع دعا الإسلامُ المسلمَ "أن يَنطق بالحق إذا سكَت الناس، ويجأر به إذا توارت الأصوات، وخفتَت الألفاظ، وكُمِّمت الأفواه، وذلك ما نراه في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الجهاد كلمة عدْل عند سلطان جائر أو أمير جائر))[2].

 

كما نهى الإسلام المسلم عن تَحقير نفسه بأَسرِه لرأيه وكتمِه لفِكْره؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَحْقِر أحدكم نفسه))، قالوا: يا رسول الله، وكيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: ((يرى أمرًا لله عليه فيه مقال ثمَّ لا يقول فيه، فيقول الله عز وجل يوم القيامة: ما منَعَك أن تَقول في كذا وكذا؟ فيقول: خشية الناس، فيقول: فإياي كنت أحق أن تخشى))[3].

 

كما حرص الإسلام على منع الاستِهزاء بسبب الآراء؛ فمنَع المسلمين من أن يسخر بعضهم من بعض، ونصَّ على أن المشركين هم الذين يستهزئون بكل تفكير سليم يأتي به أهل الإيمان؛ قال تعالى في شأن المشركين: ﴿ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [البقرة: 15][4].

 

ولقد كان من نتيجة هذه الدعوة إلى حرية الرأي والجهر بالحق "أنَّ المسلمين ما كانوا يخشون أن يُنبِّهوا على الخطأ حين يَجدونه، وأن يُناقِشوا أولياء أمورهم، فإما أن يكون رأيُهم الصواب، فيعدل وليُّ الأمر عن خطئه، أو يُقنِعهم وليُّ الأمر بصحة رأيه وموقفه.

 

فقد خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: "ألا لا تُغَالوا في صَدُقات النساء؛ فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله، لكان أولاكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أصدق قطٌ امرأة من نسائه ولا بناته فوق اثنتي عشرة أوقية، فقامت إليه امرأة، فقالت: يا عمر، يعطينا الله وتَحرِمُنا؟! أليس الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ﴾ [النساء: 20]، قال عمر: أصابت امرأة وأخطأ عمر"، وفي رواية: "فأطرَقَ عُمر ثمَّ قال: كل الناس أفقه منك يا عُمر"، وفي أخرى: "امرأة أصابت، ورجل أخطأَ، والله المستعان"[5].

 

وللإنسان أن يعجب بعد هذا كله؛ إذ يرى تعاليم الإسلام هي التي تحضُّ على إبداء رأيه، وتنهاه أن يتخاذَلَ أو يَستكين أو يُغمض عينيه، ويرى بعد ذلك بعض النِّحَل والأديان المحرَّفة تَطلُب خلاف ذلك.

 

ففي شرائع "الهند" جاء ما يلي: "ويأمر الملك بصبِّ زيت حارٍّ في فم الشودرا[6] وفي أذنيه، إذا ما بلغ من الوقاحة ما يُبدي به رأيًا للبراهمة"[7]، [8].

 

"وحرَّمت الدِّيانة اليهودية على الشَّعب اليهوديِّ مناقشة الأحبار والكتَبة والقدِّيسين"[9].

 

وتقول المسيحية المحرَّفة: "اعصبْ عينَيك وسِرْ وأنتَ أَعمى، وتقول: دعْ ما لقيصَرَ لقيصر، وما للهِ لله"[10].

 

وحتى دعاة الحرية الذين يتغنون بها لم يَخرجوا في الحقيقة عن هذه النظرة؛ حيث "أعطوا الحرية في الشيء التافه فكانت كلامًا، ولقد عبَّر عن هذا المفهوم نفسه "أناتول فرانس" قائلًا: لقد كان للناس حرية النوم تحتَ جسورِ باريس"[11].

 

"وإذا كانت أوربا قد قادتْها حرية الرأي إلى الإلحاد؛ لما كان مِن سيطرة الكنيسة وضيق أفقِها للعلم ووقوفها حاجزًا ضد إبداء الرأي أو النقد ونشرها للخرافة، فإنَّ حرية الفكر في الإسلام قادت الأمة الإسلامية إلى الاكتشاف والتقدُّم العِلميِّ والخلقيِّ، ونشر الحضارة، وطمأنينة الناس، وحل مشكلاتهم، وإنارة الطريق للباحثين دون إلزام أو إكراه أو إجبار على رأي معين، ودون نقْض للقواعد الأساسية والقيم العليا التي تَحكم المجتمع"[12].

 

وهكذا نرى أن حرية الرأي هي إحدى الثمرات التي أنتجها الإسلام، وأننا لا نعرف حركةً عقائدية كانت أو سياسيَّة في التاريخ القديم والحديث أعطت حرية الرأي مثل تلك المنزلة التي وضعها فيها الإسلام.



[1] حرية الرأي من منظور إسلامي؛ د. عبدالمجيد النجار (ص: 188)، مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية الصادرة من مجلس النشر العلمي، جامعة الكويت، السنة التاسعة، عدد 23 أغسطس 1994م.

[2] أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الملاحم، باب الأمر والنهي (4 / 124) ح: (4344)، ط دار الكتب العلميَّة، بيروت، لبنان د. ت، وقال المنذري في الترغيب: رواه الترمذيُّ، وقال: حديث حسن غريب.

[3] أخرجه ابن ماجه في سننِه، كتاب الفتن باب (20)، ح: (4008)، (2 / 1328)، ط الحلبي، تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، وقال المنذري في الترغيب: رواته ثقات، (3 / 168).

[4] تنظيم الإسلام للمجتمع؛ الشيخ محمد أبو زهرة، (ص: 187).

[5] تفسير القرطبي (3 / 1669).

[6] الشودرا: هم طبقة الخدم والعبيد؛ انظر: "أديان الهند الكبرى"؛ د. أحمد شلبي، (ص: 55)، ط مكتبة النهضة الحديثة، الخامسة، 1979م.

[7] البراهمة: طبقة الكهنة ورجال الدين؛ انظر: أديان الهند الكبرى؛ د. أحمد شلبي (ص: 55).

[8] الإسلام؛ د. أحمد شلبي (ص: 183).

[9] المرجع السابق نفسه.

[10] إنجيل متَّى / الإصحاح: 22.

[11] الحضارة الإسلامية مقارنة بالحضارة الغربية؛ د توفيق الواعي (ص: 235).

[12] المجتمع المتكافل في الإسلام؛ عبدالعزيز الخياط (ص: 75).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة