• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

ملاحظات من تجربتي الشخصية مع الفلسفة

د. مطيع عبدالسلام عز الدين السروري


تاريخ الإضافة: 23/11/2015 ميلادي - 11/2/1437 هجري

الزيارات: 9656

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملاحظات من تجربتي الشخصية مع الفلسفة

د. مطيع عبدالسلام عز الدين السروري [1]

 

ما أكتبه في السطور التالية هو دعوة للتفكير والتفكُّر، ودعوة للقراءة في الفلسفة وغيرها بعينٍ واعية، وبصيرةٍ ثاقبة بقدر المُستطاع، وليس عُدولًا عن القراءة بأي حال.

 

عن تجربة شخصية مع الفلسفة والنظريات الغربية (وكذلك مع الفلسفة الإسلامية) بشكل عام؛ وجدت أن:

الخوض في موضوع الفلسفة هو ببساطة خوضٌ غرضُه التوصُّل عن طريق العقل - والعقل فقط - إلى معرفة ماهية الإنسان وماهية هذه الدنيا التي هو موجودٌ فيها، وأيضًا التأكد من صحة المعرفة التي يتمُّ التوصُّل إليها؛ بعبارة أخرى: ما هو الإنسان؟ وما هي الدنيا؟ وكيف لي كإنسان أن أتأكد من صحة ودقة معرفتي لذلك؟

 

كل الفلاسفة القدماء - سواء كانوا غربيين أو مسلمين - ليس لديهم غير هذا الكلام، وإن كان الفلاسفة المسلمون حاوَلوا أن يربطوا هذه المواضيع بالدين الإسلامي، ولكن - وهذا رأيي الشخصي - تاه كثير منهم؛ بسبب اعتمادهم على الأسس الفلسفية الإغريقية واليونانية، وبنَوا عليها.

 

في العصور القديمة - منذ سقراط وأفلاطون وأرسطو بشكل عام - كانت الفلسفة متمركزة حول الإله والعالم والإنسان، وفي القرن السابع عشر الميلادي ظهر الفيلسوف الرياضي الفرنسي رينيه ديكارت، وقال عبارته الشهيرة: "أنا أفكر إذًا أنا موجود"؛ ليُعلِن بهذا أن الإنسان هو مركز الكون، ولا أحد سواه، وهذا في الفلسفة يعني أن ديكارت أقصى الإله من مركز الكون، ومركز نفسه كإنسان؛ أي: إنه هو كإنسان مصدر المعرفة وليس الإله، وظهرت بِناءً على أفكار ديكارت الفلسفةُ الإنسانية Humanism، وكذلك العَلمانية Secularism.

 

وكلمة Secularism - كما يبدو لي - تحتوي على الجزء Secular الذي يعني "آمن" باللغة الإنجليزية، وبهذا تكون الكلمة في معناها اللغوي وليس الاصطلاحي تَعني أن التفكير "آمن"؛ حيث لا يوجد فيه شيء من الغيبيات أو ما يُطلِق عليه الغربيون الـ Metaphysics أو "ما وراء المادة"، ومع ذلك ظل الفلاسفة مشغولين بالإنسان: كنَفْس وجسد، والعالم وطبيعته، وماهية المعرفة، وماهية الكون حتى بداية القرن العشرين الميلادي.

 

وفي القرن التاسع عشر ظهر الفيلسوف الألماني نيتشيه، وبدا له ما معناه: إذا كان الإنسان هو مركز الكون، فلماذا إذًا يتمُّ استخدام لفظ الإله؟! وعليه فقد نادى بموت الإله على لسان أحد شخصياته، وفلسفته تُصنَّف ضمن الفلسفة المادية Materialism.

 

وفي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ظهَرَ عالِم لُغويٌّ سويسري اسمه فرديناند دي سوسور (أو سوسير)؛ عمل على نقل تركيز الحديث في الفلسفة من الأفكار إلى اللغة؛ أي: بدلًا من التركيز على الأفكار المجردة إلى التركيز على اللغة؛ أي: من الانشغال بالنفس والجسد والكون - وما إلى ذلك مما كان عليه الحال قبله - إلى الانشغال بالدالِّ والمَدلول؛ بالكلمة: لفظًا ومعنًى. وهو بهذا يعتبر أول من حوَّل مجرى الفلسفة من مجرًى فكريٍّ إلى مجرًى لُغويٍّ Linguistic Turn A، وبناءً على فلسفته ظهر مصطلح الفلسفة البنيوية Structuralism.

 

وفي 1967م ظهر الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا، واتَّهم سوسور بأنه لا يزال يحافظ على الإله؛ وأنه - أي: سوسور - ليس مع الماديين، وإنما مع الإنسانيين؛ حيث تتضمَّن فلسفة سوسور (وفق كلام دريدا) أن الكلام هو المسيطر على الكتابة، وأن الكتابة عند سوسور ما هي إلا صدًى للكلام، وهذا عند دريدا صدًى للإله عند المسيحيين؛ حيث ذُكر في الإنجيل أنه: "في البدء كانت الكلمة"، والكلمة يُقصَد بها المسيح عند المسيحيين، وبالتالي رأى دريدا بأن اللغة (كدالٍّ ومدلول) هي مركز الكون، وليس الإنسان، وأن الدال يكون مدلولًا وأنَّ المدلول يُصبِح دالًّا، في إشارة إلى عدم ثبات المعنى ولا محدوديته.

 

وبهذا قلَب كل الموازين بقوله ذلك؛ حيث أصبحت اللغة هي الأساس في كل شيء، بناءً على فلسفته التفكيكية، (وإن رفَض تسميتها بفلسفة؛ لأن فلسفته تُفكِّك الفلسفة الغربية قبله)، فبدون اللغة يكون الإنسانُ لا شيء، فهي التي تبرمج الإنسان بحسب قوله؛ حتى إن أستاذَه - أي: أستاذ دريدا - ميشيل فوكو نادى بموت الإنسان Man، في إشارة إلى فقدان الإنسان لفاعليته بوجود اللغة، وفلسفة دريدا وفوكو تُسمى ما بعد البنيوية Post-structuralism.

 

وفحوى هذه الفلسفة الأخيرة هو أن الحقيقة وَهْم، والإنسان المالك زمامَ أمره وَهْم، حيث لا حقيقة مطلقة، ولا إنسان فاعل برضاه، وكل شيء نسبيٌّ؛ بمعنى: لا أحد يزايد على أحد ويدَّعي الحقيقة، فكل مجتمع له آراؤه، وليس هناك أحد يَملِك شيئًا اسمُه حقيقة؛ حيث لا حقيقة، وإنما هو "لعب دوالَّ" بلا مدلولات.

 

ولمزيد من الضياع؛ يؤكِّد كلٌّ مِن فوكو ودريدا - كلٌّ على حدة - أن كتاباتهم هذه لا تَعني أنهما مسؤولان عنها؛ لأن الفاعلية ليست بيد الإنسان كائنًا من كان؛ وأن كتبهم التي كتبوا فيها هذا الكلام ليست لَهم، ولا الأفكار أفكارهم، وإنما هي اللغة التي تتكلم من خلالهما، فهما نفسهما - في المقام الأول والأخير - فاقِدا الفاعلية؛ أي: ليس لديهما قدرة على التحكم في اللغة؛ فاللغة هي كل شيء، وهي أساس كينونة الإنسان، ولا شيء خارج نطاق اللغة.

 

وألاحظ أيضًا أن جلَّ ما يُقال اليوم في معظم مجالات الحياة المسماة إنسانية واجتماعية ولغوية وأدبية هي آثار لهذه الفلسفة "الما بعد بنيوية"، أو بها أيضًا خليط من أفكار أصحاب سوسور "البنيويين".

 

فأين صحة ما عُلِّمْنَاهُ من أن "الفلسفة معناها: حب الحكمة والمعرفة، والحق والحقيقة، والبحث عنها"؟!

 

رأيي الشخصي الذي خرجتُ به من تجربتي مع الفلسفة هو أن حب الحكمة والمعرفة والحق والحقيقة موجودٌ في كتاب الله سبحانه وتعالى وسُنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم، والله أعلى وأعلم.

 

وملاحظاتي هنا لا تَعني ألا نفكر ونقرأ للآخرين، سواء كانوا فلاسفةً مسلمين أو غربيين أو غيرهم؛ وإنما هي دعوة لأن نُعمل فكرنا فيما نقرأ؛ سواء فلسفة أو غير ذلك، لا أن نتَّبع بلا إعمال فكر وتدبُّر، والله من وراء القصد.



[1] أستاذ مساعد، تخصص أدب إنجليزي - كلية التربية، جامعة صنعاء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- بداية الفوضى الفكرية والإنحلال
محمود مسعود - مصر 19/12/2015 03:39 AM

إنها مرحلة فكرية قد يتجاوزها العقل الأوربي أو تسقطه لتجعل منه لا شيئ، وهذا اللا شيئ سيؤثر في الفن والعمل والمناهج العلمية وتصور الحياة عامة.
ومرت أمتنا الإسلامية بمراحل مثل ذلك ولكن أخف حدة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة