• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

عناء الفلسفة

وليد بن عبده الوصابي


تاريخ الإضافة: 27/10/2015 ميلادي - 14/1/1437 هجري

الزيارات: 6408

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عناء الفلسفة


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

 

وبعد:

قال صلى الله عليه وسلم: ((خير القرون قرني، ثمَّ الذين يلونهم)).

 

ولو نظرنا إلى هذه القرون الخيِّرة، لرأينا أنَّهم كانوا متمسِّكين بالكتاب والسنَّة، لم يحيدوا عنهما، ولم يَلتفتوا إلى ما سواهما.

 

فلما دخلَت على الأمَّة الآراء الشاذَّة، والبِدَع الكاسدة، أُصيبوا بالضَّعف والوهن، ولا زالوا كذلك حتى ما شاء الله.

 

وممَّا دخل على المسلمين من بلاء تَعريب كتب الفلاسفة واليونان، التي تَحمل الشرَّ المستطير، والضرَّ الكبير.

 

والإسلام لا يعرف الفلسفةَ، بل ولا يحتاجها، ولا يتوقَّف على معرفتها فضلٌ ولا مزيَّة؛ بل إنَّ الفتن ما كثرَت وزادَت وتشعَّبَت إلاَّ بعد تعريب كتب الفلسفة واليونان!

 

وللأسف، لم يقتصر التعريب على النَّافع - على قلَّة جدواه - بل عرَّبوا كلَّ ما هبَّ ودرج! فنشأَت بِدعة خَلق القرآن، وهلمَّ جرًّا وسحبًا.

 

وكان النَّاس في عافية وسلامة، فجاء المعتزِلة، وعلى رأسهم: أحمد بن أبي دؤاد، فأغروا المأمون على نبش ما عفا عليه الدهرُ، فنبشوا الشرَّ على أنفسهم وعلى العالمين.

 

وقد كانت النواة الأولى لمحاولة بعث الفلسَفة في عهد المنصور، ثمَّ شبَّت وترعرعَت في عهد المأمون، ثم وُئدَت في عهد المتوكل، ولكن بقيَت أذنابُها في التراب، تلسع متى تمكَّنَت.

 

والعجم والمستشرقون يعرفون الجميل للمأمون بتعريب كتبهم؛ إذ إنَّه في كثير من المصادر لا يوجد له مصدر إلاَّ ما عرَّبه المسلمون.

 

ولكن بعد أن دخلَت الفلسفة وفُرضَت فرضًا على العرب والمسلمين، احتاج المسلمون أن يهذِّبوها ما شاؤوا، فهذَّبوها وشذَّبوها، ليتلقَّاها النَّشء على أحسن المخارج، ولا يقع في الشَّطط، ولكن بقيَت شوائبها وأغلاطها وأتعابها، حتى غزَت كتبَ الأصول، وكتب البلاغة، وصعَّبوا علومنا القحَّة بألفاظ فجَّة، لا تُفهم إلاَّ بإعمال عقل وكدِّ فِكر؛ حتى نأى كثيرٌ من الشبيبة عن دراسة ما ذُكر؛ للصعوبة التي نشأَت وترعرعت معها.

 

والخلاصة: أنَّ الفلسفة "لا تُسمن ولا تغني من جوع"، وبلاؤها وشقاؤها كثير، ولا يُنصح بالإغراق فيها؛ فوراءها متاهات، قَلَّ من يتمكَّن من الخروج منها، إلاَّ إذا كان سبَّاحًا خرِّيتًا، يستطيع التكيُّف مع الأمواج العاتية، واللجَج المتلاطمة، ومَن لنا بهذا؟!

 

وما حاجتك إلى هذا العناء الذي وراءه الكدُّ والتعَب.

 

ومن أنت بجوار العلاَّمة الكبير أبي حامد الغزالي؟ الذي ابتلع الفلسفةَ، ولم يستطع تقيؤَها! وقال ما قال، ولجَّ في بحور ولجج، لم يَخرج منها إلاَّ عند الموت - على ما قيل - حتى جاءَت كتبه، فيها ما فيها من ذلك الغثاء.

 

والله المستعان.

هذا ما كتبته الآن على عجل ووجل.

والله نسأله الثباتَ والسداد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة