• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

هل سمعت ذات يوم شخصا يتحدث عن النهضة؟

مصعب الخالد البوعليان


تاريخ الإضافة: 14/10/2015 ميلادي - 1/1/1437 هجري

الزيارات: 3883

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هل سمعت ذات يوم شخصًا يتحدث عن النهضة؟


لا بد وأنك قد فعلتَ، ولا بد أنه قد راعك التعقيدُ الكبير المحيط بالموضوع، حتى إنك لم تعد قادرًا على تعريف النهضة التي ربما شاركتَ يومًا ما في الحديث عنها.

 

ألا يبدو الأمر مضحكًا؟! بلى، إنه كذلك، نحن نحبُّ أن نُعقِّد الأمور، ونَمنَح أحاديثنا هالةً من الغموض تعود علينا بانطباع لدى الآخرين بالحكمةِ، وتشعُّب المعارف، وعُمقِ الفكر، حتى ولو كنا خاوين أحيانًا، أو مجرد بارعين في رصف الكلمات.

 

ورغم ذلك فالنهضة ليست قضيةً يسيرة، إنها مبحث كبير، يَضمُّ في إطاره أجزاءً من علوم شتَّى، ولا شك بأن الإحاطة بجوانبها ليست ممكنة من خلال مقال صغير كهذا، لكن هل يُمكن أن تتحقق النهضة فعلاً حين نُقدِّمُ في بحثها أفضلَ الأوراق العلميَّة العالمية، وأكثرها توثيقًا.

 

هل يعتقدُ هؤلاء الذين يدبِّجون الأحاديثَ المعقَّدة في النهضة بأنهم سيُطلِقون النهضة من خلال حواراتهم وجدالاتهم التي لا تنتهي؟ وهل تحققت النهضة في الغرب أو الشرق أو في أمتنا تاريخيًّا من خلال هذه النقاشات الفكرية؟!

 

لا شكَّ بأن لكل هذا دورَه على نحوٍ ما، لكن الذي يُطلق النهضة هو شيء آخر تمامًا، مختلِف عن كل ما سَبَقَه كما تختلِفُ أنشطةُ السيد المزارع عن أنشطة صاحبِنا المهندس الزراعي.

 

مزارع ومهندس زراعي:

يستيقظ المزارع فجرًا، يتوضَّأُ، يُصلِّي فرضه، يتناول فطوره مع زوجته الحبيبة وأبنائه ... ثم يخرج إلى الحقل ليَرعى تلك النباتات الصغيرة رويدًا رويدًا، ويومًا بعد يوم، تكبر النَّبْتة يشتد عودُها، تمرضُ فينقذها، تعود للنموِّ، تبدأ بالإثمار، ينضج الثمر.

 

سلسلة طويلةٌ من الأعمال والأنشطة التي تتَّسِمُ بالتدرج والإصرار، وتحمُّل المسؤولية، تَتَّصِفُ بها حياة هذا الفلاح، وفي المقابل بعيدًا هناك في أروقةِ الجامعة مهندس زراعي يَعرِفُ الحقولَ من خلال الكتب، وليس له عَلاقة شخصيَّة بأي منها (ليس كلهم طبعًا)، إنه بعيد عن حياة الفلاحة، هناك في المدينة حيث لا عَلاقةَ لأحد بالزراعة، وإنما فقط بوزارة الزراعة!

 

هذا المثال لا ينفي الأهمية عن جهود المهندس الزراعي، الذي يبحث في تطوير الأساليب الزراعيَّة، وتحسين السلالات، ومقاومة الأمراض، وترشيدِ استهلاك المياه، لكنه يُذكِّرنا بأن أعمالنا البحثيَّة والفكرية لن تكون شيئًا يُذكَرُ دون أن يكون لها صَداها في حياتنا اليوميَّة، في سلوكياتنا التي تُؤثِّر في شخصياتنا، وتسهم في تكوينها، وتحديد ملامحها من خلال التَّكْرار والتأكيد.

 

فلسفة المليون صغير:

في إحدى اللقاءات، أورَد الأستاذ الكبير د. عبد الكريم بكار في مَعْرِض حديثه عبارةً ملهمة، قال فيها: "هذا زمنُ المليون صغير، وليس زمن عملاق واحد"، والحقيقة أن تلك العبارة لم تكن مجردَ كلمة تشجيعيَّة عابرة؛ وإنما فلسفة جديدة لو عقلناها كما يجب.

 

في أدبيَّاتنا العربية أحاديث كثيرة عن القائدِ المخلص الذي تنتظرُه الأمة؛ لإنقاذها من الأعداء، لكن ليس لديها ما يكفي من الأدبيَّات المتعلقة بمعالجة القصور الذاتي، بتحسين الذات وتطويرها، بالتغيير الذاتي نحو الأفضل؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، وفلسفة المليون صغير تفتح ثقبًا كبيرًا في الوعي المتكلس حول صورة القائد المنتظر.

 

نعم يحتاج التغيير إلى قائد كما يزعمُ خبير القيادة البريطاني جون آدير، لكن القائد الجيِّد لن يكون موجودًا إذا لم نستَطِعْ نحن أن نُلهِمَه، أن نحفِّزَه للعمل معنا، أن نشجِّعَه على أن يكون بيننا وأن يقودنا؛ أنا وأنت وهو وهي وهؤلاء وأولئك، يجب أن نضطلعَ جميعًا بمسؤولياتنا الصغيرة تِجاه ذواتنا، وتِجاه من هم حولنا قبل أن ننتظر انقلابًا دراماتيكيًّا في الأحداث يقلُبُ الموازين دفعةً واحدة.

 

على فكرة، ينطوي سيناريو الموازين المنقلبة دفعةً واحدة هذا على خبر سيئ، وهو أننا لن نكون موجودين في المرحلة التالية، أو على الوجه الآخر للطاولة المقلوبة؛ لأننا سنكون عندها في الأسفل، في الجزء المقابل للأرض من الطاولة، فنحن في الحقيقة جزءٌ من الواقع الذي لا نرتضيه، الواقع الذي نتمنَّى أن ينقلب دفعة واحدة، هل فهمتَ الفكرة؟

 

عودًا إلى النهضة: يا مليون صغير

ما عَلاقة كل ما قلناه بالنهضة؟ أي نهضة؟ ما هي النهضة أساسًا؟

يقول د.جاسم سلطان: النهضةُ أفكارٌ حيَّة تتنزَّل على بيئة ركودٍ، فتستفزُّها، وتُحفِّزُها وتفعِّلُها.

 

لو فككنا الموضوع، سنجد أن بيئة الركود متوفرة (وإن لم تكن بمستوى الركود الذي كانت عليه عام 2010 م)، فما الذي نحن بحاجة إليه؟ الأفكارُ الحيَّة التي نحصل عليها من مصادر كثيرة ننتبه لبعضها، ونغفلُ عن كثير منها، وفي مقدمتها الوَحْيان: القرآن، والسنة، ومن خلال أنْفَسِ ما يقولُه المفكرون في حواراتهم المعقدة الخاصة بالنهضة التي تحدثنا عنها آنفًا، أتذكرُ؟

 

إذًا توفر لدينا الآن بيئةُ الركود والأفكار الحيَّة، وبقي أن نصل ما بينهما، فكيف سنفعل؟!

سنفعل تمامًا كما يفعل المزارعُ، الذي يتعاهَدُ بإصراره وروحه المتوهِّجة وشعوره بالمسؤولية حقلَه، وستكون حقولُنا في البداية هي ذواتِنا؛ ليعملَ كلٌّ منا على نفسه؛ ليطوِّرها، ليزكيها؛ ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾ [الشمس: 9].

 

لاحظ الاستمرارية والإصرار الموجودَيْنِ في قلب الصيغة المشددة (زكَّى)، التزكية الذاتية، مرادفٌ قرآني لتطوير الذات!

 

وحين نمتلك روحَ المزارع، سنكون بحاجة إلى معرفة كمعرفة المهندس الزراعي الغزيرة، إلى أساليب وفنون التأثير في الآخرين، لماذا؟ لكي نعمِّم تجربتنا الذاتية في بيئتنا المحليَّة، لكي نتمكن من إقناع الآخرين بمشاركتنا رحلة التزكية الذاتية، رحلة النهضة الشخصية.

 

هكذا تعمل فلسفةُ المليون صغير في تحقيق النهضة، وتذكَّر أنك حين تنهض فإن أمة بأكملها تنهض معك، إنما ليس قبل أن تؤدِّيَ دورك تجاهها، والبُشرى هي أنك تفعل ذلك تلقائيًّا من خلال سلوكياتك الممتازة، وتألُّقك الروحي الذي يجعلك أقربَ إلى خالقك، وأخلاقياتك العالية، وإنجازاتك الشخصية.

 

هل رأيت؟ هكذا ينهض المليون صغير، انهض!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة