• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

حقوق الإنسان

حقوق الإنسان
أ. د. محمد رفعت زنجير


تاريخ الإضافة: 30/9/2015 ميلادي - 17/12/1436 هجري

الزيارات: 5084

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق الإنسان


تعتز هذه الأمة العربية بميراثها الضخم في مجال حقوق الإنسان، فالشريعة الإسلامية قررت حقوقاً للفرد وللجماعة، وللمسلم وغير المسلم، وللعبد والحر، وللذكر والأنثى، وللمولود والشاب والعجوز على حد سواء.

 

فمن ذلك:

• حق الطفل في الرضاعة والنفقة، قال تعالى: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 233].

 

• وحق المرأة في المهر، قال تعالى: ﴿ وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً ﴾ [النساء: 4].

 

• وحق العبيد والمستضعفين، في تكوين الأسرة، قال تعالى: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32].

 

• وحق الوالدين والجار والصاحب والقريب بالمعاملة الحسنة، قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ﴾ [النساء:36].

 

• وحق الأقليات من غير المسلمين ممن لا يرفع سيفاً في وجه الدعوة بالأمن والتعايش السلمي، قال تعالى: ﴿ لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8].

 

• وحق حرية العقيدة، قال تعالى: ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ ﴾ [البقرة: من الآية256].

 

والعرب أمة تحب مكارم الأخلاق، قال عمرو بن الأهتم: [1]

ونكرمُ جارنا ما دامَ فينا ♦♦♦ ونتبعُهُ الكرامةَ حيث مالا

 

وكانوا في جاهليتهم يقرون الضيف، ويجيرون المستجير، ويطعمون الطعام، ويحترمون حرية العقيدة، فمنهم من عبد الأصنام، ومنهم من عبد النجوم والشياطين والطواغيت، ومنهم من تنصر أو تهود، ومنهم من كان على الحنيفية الإبراهيمية، وتعايش الجميع في جزيرتهم من غير سلطة مركزية، فلما جاء الإسلام عزز القيم الأخلاقية، وشرع من الأحكام ما يحمي حقوق الإنسان، وألغى من قوانين الجاهلية وأعرافها مما فيه مساس بحقوق الإنسان من وأد للبنات، أو احتقار للمرأة، أو أذى للعبيد، أو عدوان على حرية الديان، قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر: 28].

 

بيد أن هذه الميراث الضخم في حقوق الإنسان بدأت هذه الأمة تفقده شيئاً فشيئاً عبر الزمان، فابتدأ ذلك في عهد الصحابة، فقد قتل ثلاثة من الخلفاء الراشدين المهديين المنتخبين من الرعية، ثم وقع السيف بعد ذلك بآل بيت النبي عليه السلام، فقتل الحسين وعدد من آله وذريته، ولم تزل الفتن تنمو وتتفاقم إلى يومنا هذا، حتى صارت الأمة الإسلامية مثلاً للظلم والاستبداد، وصارت تقارير الإدانة تنصب عليها من جمعيات حقوق الإنسان العالمية ليل نهار، ووجدت بعض الدول ذات النفوذ مدخلاً لها للسيطرة على أجزاء من العالم الإسلامي بدعوى نصرة المظلومين وتحرير الإنسان، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ألسنا نحن أولى بتعليم الآخرين حقوق الإنسان؟ ألم يقل عمر بن الخطاب: [متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً]؟ فلماذا لا نمارس ما تعلمناه من ديننا وتراثنا وحضارتنا بهذا الصدد، بدلاً من أن يأتي الآخرون ليهبونا هذه الحقوق وكأننا أمة متخلفة جاهلة لم تعلم الناس يوماً أصول الحضارة، ومناهج البحث في العلوم وقواعد المدنية والنظام.

 

ومن نافلة القول أن نذكر بأن انتهاك حقوق الإنسان ليس قاصراً على هذه الأمة، بل جميع الأمم شريكة فيه على درجات متفاوتة، قال الشاعر:

قتل امرئ في غابةٍ
جريمةٌ لا تغتفرْ
وقتل شعبٍ آمنٍ
مسألةٌ فيها نظرْ

 

فالناس فوق الأرض جميعًا مدعوون إلى مزيد من الفهم والرعاية لحقوق الإنسان، فالذي يسكت عن انتهاك حقوق الإنسان، أو يقوم بانتهاكها خارج حدود بلاده، كلهم سواء في انتهاك حقوق الإنسان، وعليه فليس ثمة مكان إلا وتنتهك فيه حرمة الإنسان بطريقة أو بأخرى وعلى درجات متفاوتة.



[1] معاهد التنصيص للعباسي، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، [3 /25]، عالم الكتب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة