• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الرسم في المخطوطات

الرسم في المخطوطات
أ. صالح بن أحمد الشامي


تاريخ الإضافة: 28/9/2015 ميلادي - 15/12/1436 هجري

الزيارات: 22739

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الرسم في المخطوطات


إن أقدم ما وصل إلينا من مخطوطات مزينة بالرسوم يرجع إلى القرن السادس الهجري، وربما تظهر مع مرور الزمن مخطوطات تعود إلى ما قبل ذلك. فقد ضاع من تراث المسلمين الكثير.

 

وما ظهر من هذه المخطوطات يؤكد أن رسومها ليست بداية لهذا الاتجاه في الرسم، وإنما تؤكد القدم الراسخة للفنان في عطائه، مما يؤكد أنها مرت مراحل قبل ذلك حتى وصلت إلى هذا الرقي، فليس من المعقول أن تظهر هذه الصور منذ بدايتها فجأة بهذا التقدم الذي وصلت إليه.

 

ومن هذه المخطوطات:

• مخطوط لكتاب (مقامات الحريري) رسم صوره: يحيى بن محمود بن يحيى الواسطي. وهو محفوظ حاليًا في المكتبة الوطنية بباريس. ويرجع تاريخه إلى (653هـ 1237م) ويضم 94 صورة بقياس (37 × 28 سم).

 

"وقد استعمل الواسطي في رسم هذه الصور الألوان الزرقاء والحمراء والصفراء بدرجاتها، من غير أي اتجاه لإِبراز العمق. ويفصل بين المستوى القريب والمستوى البعيد بخط داكن. وصور هذا المخطوط تعبر عن الحياة الاجتماعية في العراق في القرن الثالث عشر الميلادي، سواء أكانت هذه الحياة داخل المسجد، أم الخان أم المكتبة أم الحقل، وهي تلقي أضواء على الشخصيات الواردة في المقامات بحيث تبدو معبرة حية على الرغم من أن أسلوب الأداء زخرفي وفي مجال البعدين"[1].

 

• مخطوط مصور لكتاب (كليلة ودمنة) وهو محفوظ كذلك في المكتبة الوطنية في باريس ويرجع إلى عام (628هـ - 1230م) ويشتمل على 98 صورة عن الحيوان، صادقة التعبير بأسلوب مبسط.

 

• مخطوط لبعض أجزاء كتاب الأغاني، لأبي الفرج الأصفهاني، مزين بالرسوم وموجود في المكتبة الوطنية بالقاهرة.

 

• مخطوط لكتاب (خواص العقاقير) كتبه وصوره عبد الله بن الفضل في عام (620هـ - 1222م) وكان به 30 صورة هي موزعة الآن بين المتاحف.

 

• مخطوط لكتاب (في معرفة الحيل الهندسية) محفوظ في متحف (المتروبوليتان) للفن في نيويورك. وقد وضعه وشرحه بالصور التوضيحية "الجزري" أحد مهندسي بلاط السلطان ناصر الدين محمد.

 

• كتاب البيطرة (606هـ - 1209م) من عمل علي بن حسن بن هبة الله. وهو محفوظ بدار الكتب بالقاهرة.

 

• مخطوط عن الفلك مزين بعدد من الصور تمثل البروج والنجوم، محفوظ بمتحف (المتروبوليتان) في نيويورك[2].

 

ومن الملاحظ أن هذه الكتب المصورة يمكن إرجاعها إلى فئتين:

• الكتب الأدبية: حيث تكون مهمة الصورة الإِسهام مع خيال القارئ في استكمال الواقعة الأدبية التي بين يديه، والعيش في أجوائها..

 

• والكتب العلمية، وهنا يكون العبء الملقى على الصورة أقرب إلى الجانب العملي التطبيقي منه إلى الجانب التزييني. فرسوم النباتات في كتب العقاقير ورسوم آلات العمليات في الكتب الطبية، والرسوم الهندسية في كتب الهندسة.. تعتبر من الوسائل المساعدة على الفهم، فهي وسائل إيضاح أكثر منها وسائل زينة. وهي بالتالي لن يكون للرسم التشخيصي دور كبير فيها.

 

وترجع هذه الرسوم إلى مدارس متعددة نذكر منها: مدرسة بغداد، والمدرسة المغولية، والمدرسة التيمورية، والمدرسة الصفوية، والمدرسة المملوكية، والمدرسة الهندية[3]..

 

خصائص رسوم المخطوطات:

لا بد من الإِشارة إلى أن الفن الإِسلامي قد ابتعد عن التجسيم، وحتى في الصورة آثر ألا يكون فيها أثر لما يوحي بالتجسيم، ولذا اكتفى بالصورة المسطحة التي تعتمد على البعدين ولم يبال بالبعد الثالث.

 

إن المنظر في لوحة مسطحة، يجعل الأشياء مجابهة للناظر، وتكون الإِضاءة عامة شاملة، وليست مسلطة من اتجاه معين. "وهكذا فإن الرسوم تبقى إسقاطًا للأشياء وليس انعكاسًا" - كما يقول الدكتور بهنسي[4] - وعلى هذا فحينما يوجد الظل فهو لا يخضع لوحدة المصدر الضوئي بل يخضع لرغبة الفنان وإرادته.

 

إن هذا الاتجاه في التصوير يتساوق مع الظاهرتين اللتين ذكرناهما في بحثنا عن التصوير الإِسلامي: ظاهرة اللاطبيعة، وظاهرة اختفاء العناصر الشخصية.

 

والظاهرة الأولى واضح تطبيقها في رسوم المخطوطات.. فالأزهار والأشجار... تأخذ طابعًا هندسيًا في الغالب.. وطابع التكرار.. وهكذا تخرج إلى إطار اللاطبيعة. أو كما يقال تخضع للأسلبة.

 

وأما الظاهرة الثانية - انعدام العناصر الشخصية - فهي لم تحقق، ولكن الفنان استطاع بعبقريته أن يبتعد بها عن الطبيعة بعدًا كبيرًا، وقد بذل في سبيل تحقيق ذلك جهودًا كبيرة أوصلته إلى اتخاذ كثير من الوسائل منها:

• إلغاء البعد الثالث الذي يعطي الأشياء شكلها الحقيقي.

 

• إنه حينما رسم الأشخاص لم تكن معالمهم واضحة، ولم يكن هناك اهتمام بإيضاحها، بل نقول إنه قصد إلى ذلك، إذ ليس المقصود عنده رسم إنسان بعينه وإبراز ملامحه وخصائصه، وإنما الإِشارة إلى وجوده، وهكذا تقترب القضية من المعنى التجريدي.. فالمقصود إنسان ما من الناس.

 

وكذلك فإن الحيوانات كثيرًا ما يقضى على العناصر التشبيهية فيها، بالتحوير الذي يخضعها المصور له، وبالزخرفة.. وبالألوان التي لا تكون لها - عادة - في الواقع.. الأمر الذي يبتعد بها عن الطبيعة.

 

إن الجهد الذي بذله الفنان المسلم في سبيل تحقيق هذه المعاني لهو أعظم من أي جهد بذله فنان آخر، بل وفيه من الإِبداع ما لم يصل إليه الفنان الكلاسيكي.

 

إن ما قام به الفنان المسلم يبرهن على قدرات وإمكانات لا حاجة لها في أي عملية فنية تقوم على النقل أو المحاكاة.

 

إنه سعي حثيث وجهود مبذولة في سبيل الالتزام.

 

يقول الأستاذ كامل يوسف حسين:

"لقد تجنب الفنانون العرب، بالضبط، ما نهت الأحاديث عنه، وهو الصورة الشخصية، وانطلقوا نحو عالم آسر خلاب، يصورون فيه البشر والحيوانات والنباتات من دون تعيين، أي من دون نقل لملامح كائن بعينه، تحدد من حيث الزمان والمكان والذات، فقد كان همهم تصوير مفاهيم بالمعنى الأرسطي ومثل بالمعنى الأفلاطوني. أو إذا شئنا استخدام تعبير آخر لقلنا إن همهم كان تصوير المعاني الكلية للكائنات في إطار عالم فني تتكامل له مقومات جديدة كل الجدة.

 

وهكذا وصلت إلينا من الشام ومصر وبلاد الرافدين والمغرب العربي والأندلس منمنمات تمثل فنًا جديدًا باهرًا له مقوماته الذاتية، وتحكمه ألوانه ومساحاته وقوانين إبداعه الخاصة به: يحذف فيه المنظور، ويستبعد تضاؤل الأشياء بمفعول المسافة، ويضرب صفحًا عن الأضواء والظلال، ويقدم فيه البشر والحيوانات كمفاهيم ومعان كلية"[5].

 


[1] الفن الإِسلامي. أبو صالح الألفي ص 237.

[2] انظر بشأن هذه المخطوطات: كتاب (الفن الإِسلامي) أبو صالح الألفي ص 236 وما بعدها, وكتاب (جمالية الفن العربي) د. عفيف بهنسي ص 58 وما بعدها.

[3] انظر في تفصيل هذه المدارس كتاب (الفن الإِسلامي) أبو صالح الألفي ص 236 - 248.

[4] جمالية الفن العربي ص 44.

[5] من مقال تحت عنوان "التصوير العربي" في مجلة الكويت. العدد (45) رمضان 1406.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة