• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

رؤى روح!!

رؤى روح!!
د. سليمان زيدان


تاريخ الإضافة: 24/9/2015 ميلادي - 11/12/1436 هجري

الزيارات: 4359

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رؤى روح!!


تخامر عقلَ المرء رؤىً متنوعة الأنساق، مترامية التأثير، ممتزجة بمعرفة ساقتها إليه ثقافته ؛ فتفتحت مداركه على أنماط من المعطيات الذهنية المتمازجة، والمنصهرة في بوتقة التداخل الناشئ عن اختلاط المعارف والمفاهيم والآراء والافكار، وبكلِّ ما حفلت بها اجتهادات الذات، وما تلقفت الأسماع ؛ إذ اختلطت فيها فلسفة أفلاطون بآراء ديكارت، بمعايير فرويد، بأفكار ماركس، بجرأة هتلر ونزقه، بنظريات إسحاق نيوتن، وأنشتاين، وفيثاغورث، بحِكَمِ العباس بن الأحنف، برثاء الخنساء، بمجون أبي نواس، بأقوال الجاحظ، بحكايات ألف ليلة وليلة، بسيرة الهلالية، بمقدمة ابن خلدون، بقواعد سيبويه، بأوزان الخليل، بمعاملات البشر ؛ فوجد المرء نفسه محصوراً بين الوعي واللاوعي، بين الحسي واللاحسي، بين القائم والمتحول ؛ فدفعه ذلك إلى باب التَّحير، ونافذة التَّردد بين ممارسة فعل الحياة كما تتجلَّى في صورتها الواقعية، وممارسة خصخصة الأفعال لتكون قصراً على ما يتوافق مع القبول الذاتي ليتم رفض ما لا تقبله المُثُلُ، وترى أنه ليس من حبات مسبحة القيم التي تحرص على مراجعتها كل حين. ولعل من أهم هذه القيم ما يتعلق بالعلاقات الإنسانية في زمن أصبح الناس فيه على شفا انهيار قيمي، مما صَعَّب مسألة إيجاد موضع لغرس بذرة التآلف بصورته المحمودة، حيث إنَّ جُلَّ المساحات قد شُغِلت بنبت لا ثمر له، ولا ظل، ولا رائحة، لكن البذرة الطيبة لا تعدم المساحة التي يمكنها أن تتخذها مأوى تعشش فيه حتى تنفلق، وتحتمي به حتى تترعرع، كذلك النَّفسُ الطَّيِّبة لن تعدم الفضاء الذي تُحلِّق فيه لترى كلَّ الأشياء من عَلٍ، وعن كثب، وحتماً ستجد البقعة الطاهرة التي تحط عليها كلما أعياها التحليق، وشعرت بحاجة إلى الخلود، وجاعت إلى الطمأنينة والاستقرار.

 

وكما أنَّ الدلائل – في زمننا - تشير إلى أن المعاملات والعلاقات نزَّاعة صوب اللامحمود لتفشي وباء السُّوء، فإنها تشير - أيضاً - إلى عدم انتفاء الخيرين، وأنهم ذوو تأثير في المحيط وإن قلَّ عديدهم. وكما أنَّ الدَّوال تقود إلى مدلولاتها، والأحكام تحتاج - أبدا - إلى بيِّنات من الواقع، فإنَّ مدلول قولي، وبينة حُكمي: سمو نَفْسِ بعض ممن نعرفهم، ممن تعاملنا معهم : ممن تشفع عن ذكرهم فعالُهم التي تكسر حاجز الصَّمت لتنطق.

 

إنهم الثَّمر المنتظر قطافه من دوحة المثالية المفقودة، المسايرة للمنطق القابلة للتحقق، التي لا تنفك أن تكون ذات طعم وريح طيب وفائدة جليلة. إنهم هم من يعرفون للنقاء معنًى، وللسجايا نبلاً وللمبادئ السَّاميات الخالدات موطأ جسدٍ وروح، وللطهر نورًا تزهر على جنباته الفضائل، لتتخلق منها روافد لمكارم ؛ فتفيض منها جداول الوجود بإنسانية مشتهاة، وراحة مرجوة، وسماحة وعدلا وألفة وسعادة غير محقَّقة في المعاني ولو أنَّها في الألفاظ حاضرة مُفَهَّرَة[1]: الأقوال × = الأفعال. [2]



[1] تفهر الرجل في الكلام: اتسع فيه.

[2] الأقوال لا تساوي الأفعال.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة