• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

هجرة العقول البشرية

هجرة العقول البشرية
أ. د. محمد رفعت زنجير


تاريخ الإضافة: 9/9/2015 ميلادي - 26/11/1436 هجري

الزيارات: 6177

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هجرة العقول البشرية


الإنسان هو الثروة الحقيقية على سطح الأرض، وهو أغلى ما تملكه الأوطان والأديان، إذ يكفيه شرفاً أن سجدت له الملائكة بأمر مليكها الرحمن، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 34].

 

والدول المتقدمة تدرك ما نقول، ولذلك كثيراً ما تسهل هجرة العقول المبدعة وأصحاب التخصصات العلمية النادرة إلى رحابها، وتقيم من تلك العقول الوافدة رافداً لها، ودعامة من دعائم التقدم والرقي الحضاري.

 

ولكن ثمة سؤال هنا، وهو: لماذا تهاجر الطاقات والعقول من البلدان النامية باتجاه الدول المتقدمة؟ وهل من مصلحة الدول النامية أن تحرم من خيرة أبنائها؟

 

والجواب يمكن تحديده بما يلي:

هنالك أسباب اقتصادية، فالجوع والفقر قد أنهك معظم السكان في البلدان النامية، والناس تبحث بطبعها عن الكفاية والوفر أو ما نسميه بالأمن الاقتصادي، قال عروة بن الورد:[1]

ذريني للغنى أسعى فإني ♦♦♦ رأيت الناسَ شرهم الفقير

 

وقال ابن الوردي: [2]

حبكَ الأوطانَ عجزٌ ظاهرٌ ♦♦♦ فاغتربْ تلق عن الأهلِ بدلْ

 

وهنالك أسباب سياسية، وهي تعود في مجملها إلى الحروب والاحتلال والاستبداد وقمع الرأي الآخر.

 

وهنالك أسباب نفسية، فقد يلجأ الإنسان للغربة لأسباب كامنة في داخله من عاطفة حب أو كره أو نحو ذلك، قال العباس بن الأحنف: [3]

سأطلبُ بعد الدار عنكم لتقربوا ♦♦♦ وتسكبُ عيناي الدموع لتجمدا

 

وفي الغربة محاسن شتى، منها الشعور بالتجدد والنشاط، قال أبو تمام:[4]

وطول مقامِ المرء في الحيِّ مُخلقٌ
لديباجتيهِ فاغتربْ تتجددِ
فإني رأيتُ الشمسَ زيدتْ محبةً
إلى الناس أن ليستْ عليهم بسرمدِ

 

وفيها مساوئ شتى أيضاً، وفي المقدمة الحزن على فقد الإلف والأليف، قال الزركلي:[5]

العينُ بعد فراقها الوطنا ♦♦♦ لا ساكناً ألفتْ ولا سَكنا

 

وفقدان الإلف يجعل الإنسان متخبطاً، مضطرباً، ويظهر هذا في سلوكه وتعامله مع الناس، فلا يميز عدوه من صديقه، قال زهير: [6]

ومنْ يغتربْ يحسبْ عدواً صديقَهُ ♦♦♦ ومنْ لا يُكــرِّمْ نفسَهُ لا يُكرمِ

 

فالغربة ليست إلا موتاً تدريجياً لحواس الإنسان وقلبه معاً، ولذلك تختلط أمام ناظريه الأشياء.

 

وقد لا تكون المشكلة بالنسبة للفرد في قرار الهجرة أو عدمه، ولكن ماذا سيفعل الإنسان لو ها جر وماذا سيفعل إذا بقي في وطنه؟

 

فالمهم من العملية هو الإنجاز والعطاء، ولكن المشكلة الأساسية في هذا القرار هي بالنسبة للأمة التي تفقد أفلاذ أكبادها..

 

فعلى أي شيء من بعدهم سيقوم البنيان؟

وماذا فعلت لاستبقاء أبنائها؟

وأي مستقبل لأمة يرحل عنها أهل المعرفة والإبداع؟‍‍‍‍

 


[1] البيان والتبيين، للجاحظ، تحقيق عبدالسلام هارون، (1 /234)، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1395هـ/ 1975م.

[2] جواهر الأدب، للهاشمي، ص (686)، دار الكتب العلمية.

[3] التلخيص، للخطيب القزويني، بشرح البرقوقي، ص (30) دار الفكر العربي..

[4] مختارات البارودي، (1 /19).

[5] في ديوانه.

[6] شرح القصائد العشر، للتبريزي، بتحقيق د. قباوة، ص (196)، دار الآفاق الجديدة، بيروت.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- رائع
فيصل - السعودية 07/11/2015 12:08 PM

رحم الله الامام الشافعي عندما ذكر ان طالب العلم يحتاج إلى بُلغة ...لو كانت الحكومات العربية تهتم بالشباب العربي وتوفر لهم بلغة لما هاجروا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة