• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

العلمانية والدعوة إلى القومية

العلمانية والدعوة إلى القومية
د. محمد أحمد عبدالغني


تاريخ الإضافة: 12/3/2015 ميلادي - 22/5/1436 هجري

الزيارات: 9863

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العلمانية والدعوة إلى القومية


الدعوة إلى القومية: هي دعوة تعمل على تجميع الناس تحت جامعٍ وهميٍّ: من الجنس، أو اللغة، أو التاريخ، أو المكان، أو المصالح المشتركة.

 

فالقومية تُقدَّم على أنها رابطةٌ للمجتمع تربط بين مجموعةٍ من البشر يشتركون في خصائص وصفاتٍ مشتركة.

 

وإذا تأملنا هذه العناصر: اللغة، والرُّقْعةَ الجغرافية، والتاريخ المشترك، والمصالح المشتركة...، نجد أنها نتائج وليست سببًا.

 

إنها نتائج توجد عند الناس الذين تكُون بينهم رابطة تربطهم، وليست هذه العناصر هي التي تشكل الرابطة، إنما هي وحدة أفكارهم، وخاصة الأفكار الأساسية في الكون والإنسان والحياة.

 

وعلى جادة المثال: كانت قبيلة قريش قُبَيْلَ بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تشكِّل المجتمع المكي، وكانت هي ومَن والاها من القبائل العربية ذاتَ لغةٍ، وتاريخ، ورُقْعةٍ جغرافية وعِرقيَّةٍ عصبية، ومصالح مشتركةٍ واحدةٍ.

 

فجاء الإسلام ولم يتعرض إلى لغتهم ولا تاريخهم ولا عِرقيَّتِهم ولا جغرافيَّتِهم ولا مصالحهم، وإنما تعرض لشيء واحد، هو أفكارهم، بدءًا بالعقيدة الأساس، مرورًا بالعقائد الفرعية، وصولاً إلى سلوكهم وقيمهم ومقاييسهم ومعاملاتهم.

 

وهو ما أدَّى إلى وقوع الافتراق والانشقاق في المجتمع المكيِّ؛ حيث تحول إلى فريقين؛ إلى مؤمنٍ وكافر دارتْ بينهما الحروب.

 

لماذا حصل الانشقاق مع أن كل العناصر التي يزعمون أنها تشكل الخصائص والصفات التي توجِدُ الرابطةَ موجودةٌ، ما عدا عنصر الوحدة الفكرية، ثم بعد فتح مكة ودخول قريش إلى الإسلام عادت الوحدة الفكرية إلى المجتمع المكي، ولكن هذه المرة على أساس الإسلام ومفاهيم الإسلام؟

 

وهذا المثال الواضح يرينا أن الذي يُوجِدُ الرابطة والوحدة والاندماج والانسجام هو وحدة الأفكار، وكلما ازدادت نسبة الأفكار المتفق عليها في المجتمع قَوِيَت الرابطة، واشتدت أواصرُها، وكلما ازدادت نسبة الأفكار المختلف عليها تشقَّقَ المجتمع وتفكَّك، ولا نظن أن شخصًا عاقلاً نزيهًا يماري في هذا الرأي.

 

فرسالة الإسلام رسالةٌ عالميةٌ، وليست للعرب وحدَهم، والأمة تَضمُّ المؤمنين من العرب والعجم؛ فقد كان في نص الوثيقة التي كتبها الرسول صلى الله عليه وسلم فورَ وصوله إلى المدينة وقيام الدولة الإسلامية الأولى أن: ((المؤمنين والمسلمين من قريشٍ ويثرب، ومن تَبِعَهم فلحق بهم، وجاهد معهم، أنهم أمةٌ واحدةٌ من دون الناس))[1]، ولله در القائل:

أخي المسلم في كل مكانٍ وبَلَدْ
أنت مني وأنا منك كروحٍ في جَسَدْ
وحدةٌ قد شادها الله أضاءتْ للأبَدْ
وتسامَتْ بشعار قل هو الله أحدْ

 

فالرابطة بين المسلمين يجب أن تكون رابطة العقيدة الإسلامية، ولا شيء غيرها، وأنه يحرم على المسلم التفاخرُ على أساس القوم أو اللون أو الجنس، ومن الآيات الدالة على أن رابطة المسلم هي الإسلام ولا شيء سواه: قولُه تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾ [المجادلة: 22]، وقوله تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [التوبة: 71]، وقوله تعالى:﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ [الممتحنة: 4].

 

ومن الأحاديث النبوية الشريفة: قولُه صلى الله عليه وسلم: ((ليَنتهيَنَّ أقوامٌ يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فَحْمُ جهنم، أو ليكونُنَّ أهونَ على الله من الجُعَل[2] الذي يُدَهْدِهُ الخراءُ بأنفه[3]، إن الله قد أذهَب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهلية وفخرَها بالآباء، إنما هو مؤمن تقيٌّ، وفاجرٌ شقيٌّ، الناس كلهم بنو آدم، وآدم خُلِقَ مِن تراب))[4]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس، ألا إن ربَّكم واحدٌ، وإن أباكم واحدٌ، ألا لا فضلَ لعربي على أعجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربي، ولا لأحمرَ على أسودَ، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلَّغْتُ؟)) قالوا: بلَّغَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم[5].

 

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من تعزَّى عليكم بعزاء الجاهلية، فأعِضُّوه بهَنِ أبيه ولا تُكَنُّوا))[6]؛ أي: أمرَ أن يقال للداعي بنداء العصبية والمنادي برابطة القومية الوطنية: اعضَضْ هَنَ أبيك؛ أي فرجَه، ولو أن تقولوا: عَضَّ ذكرَ أبيك، ما يدل على قُبح النداء بهذه الرابطة، وشدة بُغض النبي صلى الله عليه وسلم لها.

 

ووجه التصريح بذكر أبيه؛ لأنه خرج من ذَكَره، وهو سبب تعزِّيه وتعصبه، فليَعْضَضْ عليه تبكيتًا له، وإهانةً جزاء فعله.

 

فكل هذه الآيات والأحاديث تدل على أن رابطة القوم أو الجنس لكي يسُود شعب أو جنس على غيره من البشر - أمر بعيد تمامًا عن تعاليم الشريعة المطهرة؛ وذلك للتعارض التام بين دين الإسلام كدعوة للبشر كافة، وبين الفكرة القومية الضيقة المحصورة على أفراد الجنس الواحد أو القوم الواحد.

 

ومن العبث أن يحاول أحدٌ التوفيقَ بين القومية كرابطة وبين الإسلام، أو أن يصبغ القومية بصبغة إسلامية؛ لكونهما على طرفي نقيض، فلا يمكن أن يجتمع شرعُ الله المخاطَبُ به كلُّ البشر والدعوةُ للقومية الفاسدة، الداعية لسيادة جنس من الناس على غيرهم بلا حق.



[1] أحمد القصص: حكم الإسلام في القومية والوطنية (كتيب).

[2] والجُعَل: حشرة صغيرة سوداء يقال لها الخنفساء.

[3] ومعنى (يدهده): أي: يدحرجه بأنفه. و(الخراء): وهو العذرة.

[4] رواه الترمذي (3890)، وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي".

[5] رواه أحمد (38 /474)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2700).

[6] رواه النسائي وغيره وهو صحيح.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة