• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

رؤى تأصيلية في طريق الحرية (PDF)

مجموعة مؤلفين

عدد الصفحات:377
عدد المجلدات:1

تاريخ الإضافة: 11/1/2015 ميلادي - 21/3/1436 هجري

الزيارات: 15925

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحميل ملف الكتاب

رؤى تأصيلية في طريق الحرية

مبدأ الاسترقاق

 

كان الناس أحرارًا مكرمين منذ خلقهم الله وأهبطهم إلي الأرض واستخلفهم فيها، وخلق لهم ما فيها جميعًا، وسخَّرها لهم يمشون في مناكبها و يأكلون من رزقه، قال الله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعً﴾ (البقرة:29).

 

﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلً﴾ (الإسراء:80)، وحين وقع الإنحراف عن منهج الله ورسالته وظهر الكفر، أرسل خالقهم جل وعلا إليهم رسلاً منهم، و أنزل معهم كتبًا؛ ليقوم الناس بالقسط، ويتحقق فيهم العدل، وتوفر الكرامة؛ ولئلا يُسلبوا هذه النعم، ويُستعبَدوا و يتسلط عليهم، فعاش حرًّا كريمًا كلُّ من لم يرضَ بسلب حريته وكرامته، وبذل ثمن الحرية والكرامة بالوقوف في صف أتباع الرسل المجاهدين الساعين لحفظ كرامة الخلق وحريتهم، وقاوم معهم طغاة الأرض الساعين لاستعباد الناس وسلب كرامتهم، حتی قال أحد أتباع أنبياء كلمته الشهيرة التي عبر فيها عن كنه الرسالات: (نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلي عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سَعَة الدنيا والآخرة، و من جور الأديان إلى عدل الإسلام)، وبالتزام اتباع الرسل هذا المفهوم لرسالات الله جاهدوا لاسترجاع الحق المسلوب إلى عباد الله، و تحقيق الحرية لهم بتعبيدهم لخالقهم وحده جل وعلا، و فتح الباب أمام كل إنسان لنيل حقه فى الحرية والكرامة؛ فكانت تلك العبارة العظيمة من أحد قادة محرري البشر (متی استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا) ويشير الشيخ صالح رحمه الله في مقال "قضية أن تكون المرأة أجيرة" إلى نوع من الرق قد يخفی على أكثر الناس، وذلك عند كلامه على ما نشأت عليه الحضارات من تسخير الناس لأغراض أساطينها، بقوله: (والشعوب البدائية - كما يعبرون - هي وحدها التي يندر فيها الرق والعمل المأجور، وقامت الحضاراة الرومانية على الرق، وقامت حضارة الإقطاع الأوربي علي شبه الرق، وقامت الحضاراة الأوروبية بعد الثورة الصناعية على العمل المأجور) ثم أشار إلى ملمح الرق فی العمل المأجور بقوله: (فى العمل المأجور يبيع الأجير وقته وجهده لقاء ثمن مادي؛ أي: يبيع جزءًا من نفسه، هذا يعني: أن العمل المأجور نوع من الرق،... لا أنسی مرة موظفًا فی إحدی الشركات كان يريد أن يعبر لي عن ضغوط عمله فقال بتأثر ظاهر: أنا قن!).

 

هذا وقد ابتُلِي البشر فی العصر الحديث بآصار وأغلال كبَّلتهم بها الأنظمة والقوانين الحديثة التي تصدر فی كل شيء بلا إذن من الناس ولا استشارتهم، فضلاً عن موافقتهم، وظلت هذا الآصار والأغلال و القوانين طوال القرون الماضية تسعی لإحكام سيطرتها على العالم، ومن وصفها وصفًا دقيقًا بقوله: "غطَّتْ ما تغطيه الشمس بل أبلغ من ذلك دخلت الأكواخ فی الغابات والمغارات فی الجبال" وقال: (إن التأثير الطاغي للحضارة الغربية - فلسفتها وقيمها وأنماط عيشها - على العالم تأثير شامل وعميق، شامل من حيث تناولُه مختلف مجالات الحياة، وعميق من حيث وصولُه إلى أعماق النفس البشرية؛ بحيث يزاحم أو يطرد جزئيًّا أو كليًّا القيم الثقافية الأخری ليحل محلها).

 

و أصبح الناس فی رق عام، لا يفلت منه أحد، ولا يملك الانعتاق منه رئيس ولا مرؤوس، ولم يمرَّ على الناس منذ عهد آدم عليه السلام مثل هذا الرق الذي غشي كل الناس - إلا من رحم الله - وتجذر في الناس حتی صيرهم أرقامًا لا غير، تجري على أكثرهم أحكام الحجر بضغطة زر من موظف بلا ترافع لقضاء، فلا يتصرف في ماله، وليس له الحق أن يضعه في بيته وإنما هو محفوظ في البنوك، ولا يعطی منه إلا بالقدر الذي يؤذن فيه، وهو مُعرَّض لأن ينزع منه أو يمنعه في أي وقت، والهبة والعطية والزكاة والصدقة لا يحق له أن يفعل من ذلك شيئًا إلا فيما أذن فيه، بل لا يتأتَّی له تصرف إلا بالرق لا بما تقتضيه كرامة الإنسان، و هذا خسف بكرامة الإنسان و حريته لا نظير له فيها مضی من تاريخ البشر.

 

وإن الناس قد غيَّبهم ما صاحَبَ هذا الرق من تعليم ممنهج وإعلام مسيطر لهدم القيم وغرس ثقافة الفساد والانحلال، والذل والخنوع حتی لا يعوا حقيقة الرق الذي يعانون آصاره وأغلاله في سائر شؤون حياتهم.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة