• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الدالوة: مدرسة توقظ فقه المآلات

الدالوة: مدرسة توقظ فقه المآلات
هشام محمد سعيد قربان


تاريخ الإضافة: 10/11/2014 ميلادي - 18/1/1436 هجري

الزيارات: 4420

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدالوة

مدرسة توقظ فقه المآلات

 

أنت مدعو معي إلى تأمُّل هذا المشهد السعودي، الذي يوجد له نظائر أخرى في عالمنا؛ دولة واحدة موحدة، يعيش فيها ملايين من متَّبعي سنة الرسول الأكرم، عليه وعلى خلفائه الأخيار وصحابته الأبرار وآل بيته الأطهار أفضل الصلاة والتسليم، وملايين آخرون من المسلمين من أتباع مذهبي الشيعة الجعفرية الاثني عشرية والإسماعيلية المكارمة، هدى الله الجميع، وحفظهم.

 

عاش الجميع ردحًا من الدهر متجاورين ومتحابين، مع قلة علم، وبساطة طبقة "العوام" من كل الأطراف، متسالمين، لا يختلفون إلا نادرًا، ثم جاءت مرحلة الصحوة الإسلامية السنية العالمية، وتلاها بعد زمن الثورة الإسلامية الإيرانية الشيعية وبرنامج تصدير الثورة، فزاد الطلب على العلم، وذم التقليد، والاجتهاد في ظاهر الأمر في شتى الأطراف.

 

لعل بعض الناس يرى في جانب الإقبال العلمي بشائر خير، ودلائل حكمة، ولعلهم محقُّون في بعض الجوانب، ولا نقول كلها، فلقد شهد العالم الإسلامي وخارجه تشنجات مذهبية، وصراعات من كل الأطراف، كما شهد عدة محاولات للتفاهم والتقارب بين المذاهب، لعلها كانت للفشل أقرب منها للنجاح في نظر الكثير، الذين يكبر عددهم مع الوقت ليشمل أعدادًا ممن كان متحمسًا للتقارب في بداياته.

 

تأمل معي ما حصل، إقبال علمي تجديدي وتصحيحي ناقد يُنتج تشنجًا وتنافرًا أكثر مما شهدنا في سني قلة العلم والبساطة الخوالي، أهذا تناقض؟! أيعقل أو يصح أن ننسب التنافر وزيادته للعلم والاشتداد في طلبه؟! أليس العلم في لُبِّه وجوهره طلب للحكمة؟! أليس العالِم أقدر على استيعاب المخالف من المقلد والجاهل ونصف العالم؟!

 

ليس هذا مبحثًا عقديًّا، ولكنه بحث عن الحكمة باستقراء بعض سنن الله في خلقه، ألم يخلقنا الله ليبلونا أينا أحسن عملاً؟! ألم يخبرنا أن مِن خلقه كافرًا ومؤمنًا؟! ألم يُعلِمنا عن حقيقة التدافع بين الخير والشر؟! ألم يخبرنا خالقنا صراحة أنه بمقدوره أن يجعل الناس أمَّة واحدة؟! ألم نَتْلُ في كتابه القويم أن لا إكراه في الدين؟! ألم ينهَنا ربنا عن سب آلهة الكفار لكي لا يسبُّوا الله عَدْوًا بغير علم؟! ألا نذكر حكمة نبي الله هارون، وبديع فقهه للمآلات في أزمة الابتلاء السامرية؟! فقد أخَّر مواجهة فتنة السامري المشرك لحين عودة موسى؛ دفعًا لمفسدة أكبر، وهي تفريق القوم، واضطراب وحدة الصف، ألا نذكر القواعد القرآنية النورانية للتعايش السلمي؟! فلا ينهانا الله أن نَبَرَّ ونُقْسِطَ إلى مَن لا يقاتلنا في الدين، ومن لا يخرجنا من ديارنا، أو يظاهر عدونا علينا.

 

مَن الملوم في ذلك التشنج والتنافر؟! أنلوم العلم؟! أنلوم المتعلم؟! أنعزوه لخلل في العلم، أم لخلل في المتعلم، أم لكليهما؟!

 

لعل الأسباب كثيرة ومتشعبة، ولكن من أرجحها: الخلل في المتعلم، وطريقة التعلم ومنهجه، طلبًا وفهمًا وتطبيقًا، وفي حادثة الدالوة المفجعة إيقاظ غير رفيق لكل الفقهاء، والحكماء، والعقلاء، كبارًا وصغارًا، من كل الأطراف، مصاب مؤلم، ورُبَّ ضارة نافعة؛ ففيه إيقاظ لجزء ثمين من فقهنا، نِمْنا عنه ولم ينم، هو فقه المآلات، والنظر إلى عواقب الأمور، وموازنة المصالح والمفاسد، وتقديم الأهم على المهم، والتذكير بحقيقة حياتية حاضرة وغائبة، ولعلنا نسيناها أو تناسيناها؛ فنحن ومن نخالفه، ومن يخالفنا ونحن، كلنا على ظهر سفينة واحدة، شئنا أو أبينا، فإن غرق أحدنا لَحِقَه الآخر لا محالة، ولا نجاة لأحدنا بمفرده، فيا عقلاءنا، نحن نريد النجاة، وأغلب الظن أنكم مريدوها كذلك، ﴿ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 94]، والله أعلى وأعلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة