• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

قضية فولتير

اللواء المهندس أحمد عبدالوهاب علي


تاريخ الإضافة: 30/9/2014 ميلادي - 6/12/1435 هجري

الزيارات: 5580

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من الذين تراجعوا عن الباطل..

فولتير


اختلاف الناسِ في نظرتهم إلى مختلف شؤون الحياة، واقعٌ مسلَّم به.

 

واختلاف الإنسان بالنسبة للحُكم في قضية معينة واقعٌ ملموس أيضًا؛ فقد يرى الإنسان رأيًا في تلك القضية، ثم يرى فيها رأيًا مخالفًا، بل قد يكون على النقيض من رأيه الأول فيما بعدُ.

 

والسبب الرئيسي لاختلاف الحكم في القضية الواحدة، إنما يرجع في المقام الأوَّل إلى اختلاف المعلومات المتوافرة، وخِبرات الحياة، إضافة إلى عواملَ أخرى كثيرة.

 

ولعل أهلَ الفكر هم أكثرُ الناس تحولاً في نظراتهم إلى أهمِّ قضايا الحياة، وفيما يلي عرض لشيء مما كان من أمر بعض مَن أثاروا قضايا إسلامية مختلفة الأهمية، كانت لهم فيها آراء أُولى، ثم تراجَعوا عنها فيما بعدُ.

• • • •


أباطيل فولتير:

كتب فولتير مسرحية شهيرة بعنوان: (التعصب أو محمد النبي)، عُرِضت لأول مرة في مدينة ليل بفرنسا عام 1741، وفي هذه المسرحية يصف النبيَّ بما كان سائدًا عنه في أوروبا في ذلك الوقت - ولا يزال أغلبُه إلى الآن - بأنه كان (دجَّالاً، ومستبدًّا، تحرِّكه الشهوات الجِنسية، ومتعطِّشًا للدِّماء)[1].

 

ويعلِّق الدكتور محمود زقزوق على ذلك بقوله: (لم يكن فولتير يريد بمسرحيته إطلاقًا أن يصفَ محمدًا كما يعرفه التاريخ، وإنما استخدمه فقط لكي يحوِّل دفة الحديث ضد المسيحية الكاثوليكية وضد خداع القساوسة والخرافات، وضد الدِّين نفسه.. كما يشير إلى ذلك بفانموللر، وأقل ما يمكن أن يصف به المرءُ موقف فولتير هنا أنه نفاق كريهٌ، وتضليل متعمَّد، وعمل لاأخلاقي.

 

وقد عدل فولتير من موقفه بعد ذلك، ونعَت محمدًا بكل أوصاف التمجيد والإكبار، ومن حُسن الحظ أن هذا الموقفَ الأخير هو الذي ذاع وانتشر في الأوساط الثقافية في فرنسا آنذاك، كما يشير إلى ذلك بفانموللر أيضًا)[2].

 

تراجُع فولتير:

لقد تراجَع فولتير رويدًا رويدًا عن أباطيله في الإسلام ونبيِّه، ولقد رأينا بعضًا من ذلك فيما سبق عرضُه، ونضيف الآن مزيدًا لِما سبق، وهو ما كتبه فولتير في (دراسة في الأخلاق والعادات)، كما جاءت في المجلد الثالث من أعماله المنشورة عام 1835.

 

يقول فولتير عن الإسلام والقرآن ومحمد: (إن معتقداتٍ بمثل هذه البساطة قد جذَبَت بسرعة الاحترامَ والثقة في دينه، وإن عقيدة الإيمان بوحدانية الله دون غموض، والتي هي متوافقة مع الفهم البشري، قد جلَبت تحت شريعته جماهيرَ كبيرة من الأمم، ما بين الشعوب السوداء في إفريقيا، إلى شعوب الجزر المتناثرة في المحيط الهندي.

 

هذا الدِّين يسمى الإسلام؛ أي: يعني الخضوعَ لإرادة الله.

 

وهذه الكلمة الفريدة (الإسلام) لا بد لها أن تجلِبَ مهتدين كُثُرًا إلى هذا الدِّين.

 

إن الإسلامَ الذي يعتنقه أكثرُ من نصف مَن يعيشون في نصف الكرة الأرضية ما كان أبدًا باستخدام السلاح، وإنما انتشر بالحماس، وبالقدرة على الإقناع، ثم على وجه الخصوص بالمثال الذي ضرَبه المنتصرون.

 

فبمجرد أن اجتاز العربُ (المسلمون) حدودَ بلادهم التي لم يكونوا قد بارَحوها من قبل حتى ذلك الوقت، فإنهم لم يُجبِروا أحدًا من الأجانبِ على الدخول في الإسلام، لقد أعطَوُا الشعوب التي خضعت لهم حريةَ الاختيار ما بين أن يكونوا مسلمين، أو أن يدفعوا لهم الجزية، وعندما فقدوا حيازتهم بعد ذلك لأقاليم في آسيا استولى عليها الأتراكُ والتتار، فإنهم جعلوا من قاهريهم مهتدين جددًا إلى الإسلام، وصار الفوضويون التتار شعبًا مسلمًا كبيرًا، ومن هنا يظهرُ الواقع أنهم حوَّلوا إلى الإسلام شعوبًا أكثرَ في البلاد التي لم تخضع لهم.

 

والقليل الذي أريد أن أقوله، إنما يكذِّبُ تمامًا كلَّ ما يقوله لنا مؤرِّخونا وخطباؤُنا وأحكامنا المسبقة، ولكن الحقيقة لا بد أن تقالَ وأن تصفَعَهم).

 

وفي استعراضٍ مقارن لِما يوجد في بعض الديانات، يقول فولتير: (لا توجد أبدًا ديانة لم تأمُرْ بإعطاء الصدقات، لكن الإسلامَ هو الدِّين الوحيد الذي جعل منها أمرًا شرعيًّا إيجابيًّا لا غِنى عنه.

 

وبين القواعد السلبية - وأعني بذلك التي تحُضُّ على الامتناع عن فعل شيءٍ ما - سوف لا نجدُ سوى التحريم العام على كل الأمَّة المسلمة أن تشرب الخمر، وهذا شيء جديد بين الديانات، وتشريع خاصٌّ بالإسلام والمسلمين فقط.

 

ولربما كان تحريم جميع أنواع الميسر والقمار هو التشريع الإسلامي الذي لا نجد له نظيرًا في أي دين آخر سوى الإسلام).

••••


إن في هذا الذي عرضناه ما يكفي لبيان تراجُع فولتير عن مواقفه الأُولى الرافضة للإسلام، والتحول فيما بعد إلى شخص شديدِ الإعجاب بالإسلام ونبيه.



[1] الإسلام في تصورات الغرب - تأليف: دكتور محمود حمدي زقزوق - ص 142.

[2] المرجع السابق - ص 142.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة