• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

كبش الفداء وناتج المساومة

كبش الفداء وناتج المساومة
علي كامل خطاب


تاريخ الإضافة: 20/8/2014 ميلادي - 24/10/1435 هجري

الزيارات: 3737

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كبش الفداء وناتج المساومة


لا يستطيع التخاصمَ مَن كان مُقعدًا، ولا النِّطاحَ ما كان أجمَّ وأجلحَ، هكذا من يبني قصورًا في الهواء، من غير طموح بائن، ولا استعدادٍ مُبدًى، ولا ذهن صافٍ، ولا تتوق نفسه إلى منصبٍ رفيع، ولا امتياز مرموق.

 

هؤلاء هم القابعون أمام الشاشات بكل أنواعها، ومنهم أسرى البرامج الحوارية، والنوافذ الإعلامية، والأمواج الهادرة من الإعلانات التجارية، وهم يدينون بالولاء لصنَمٍ واحدٍ: المتعة والإثارة؛ فلا مناص لديهم من متابعة بضاعة مزجاة؛ فالإثارة، عبر مزيج من الدين، الملك، الجنس، الجريمة والغموض، التزييف، والخرافة والزخرفة والتملُّق، وتغطية عين الشمس البادية بغربال الأفكار المترهِّلة التي يتيهون في غمارها، وعواصف من الهدم والنقد غير الهادف - أغلب ما تحمله هذه الشاشات.

 

وإن كان أوَّل اعتماد لا بد أن يكون على النفس، وإن كنَّا نمتلك في كل وقت الريموت، ونستطيع التجول بعيدًا عمَّا لا يروق لنا، إلا أننا في كثير من الأحيان أسرى بثمن بخس في سوق النخاسة؛ فلا حيلة ترقى إلى المجابهة، ولا عزيمة تقوى على التخلُّص من ذلك الريموت.

 

لكني اكتشفت أن الركون للخضوع والاستسلام وإنفاق العمر هباء، كجلجامش السومري في مغامراته باحثًا عن عشبة الخلود، فيما تُواصل عقارب الساعة نحيبَها وأنا جالس أمام الشاشة، أو ككسيحٍ أعمى في انتظار رفع الحرج عنه، لا أستحق إلا أن أكون كبش الفداء لهؤلاء القائمين على ذلك، وناتج المساومة بين المستفيدين؛ فيضيع الوقت والجهد الذي يبذله الوطن في الرُّقِيِّ واللحاق بالمتقدِّم من الأوطان هباءً، فمن لا وطن له في حياته، لا قبر له في مماته، ونظل غارقين في جدل عقيم جراء ما نشاهد ونسمع، جدلاً لا يُجدي نفعًا، ولا يبني مستقبلاً، ويموت الطموح لديَّ وأنا قابع أمام الشاشة لا أجيد الاختيار السليم لما يصمُّ أذني، ويُرهِق نفسي، في أحاديثَ تضرُّ أكثر مما تنفع، وأكتفي بأن

أبارك في الناس أهلَ الطموح
ومن يستلذُّ ركوبَ الخطر

 

وأقع ضحيَّة سلعة تجارية استهوتها نفسي عندما لاحت على الشاشة، هذا دون مساهماتي وبذلي الذي ينتظره المجتمع.

 

أمام الشاشة الصغيرة تموت الآمال، وينتحر الطموح، ولن يطول انتظار المجتمعات المتقدِّمة لنا إن لم نسارع بغرس أحلامنا؛ لنضمن بقاء الحلم حيًّا، تنبض به الحياة، وإن استمر الأمر سينطبق علينا قول أبي العلاء:

أأُذهِب فيكمُ أيامَ شيبي
كما أذهبتُ أيام الشبابِ؟

 

 

فينقضي العمر، ولم نحظَ بقول وهيب بن الورد: لو استطعتَ ألا يسبقك إلى الله أحد، فافعل.

 

الشاشات قِبْلة كثير منَّا، ولا بد أن يُودِّع كلٌّ منَّا جَهْلَه في إنفاق الوقت فيما لا يُجدي، ولا نشاهد إلا ما يستحقُّ؛ فلا يُعكِّر صفوَ ما نرى حضٌّ على الاستهلاك غير الواعي لسلَعٍ ومنتج قد لا يطابق المواصفات الصحِّية، فالنابه لا ينتصر الشرُّ على نفسه حين تصارع الخير، ولا يَلهث وراء كل ما تتوق إليه نفسه، ففي اللحظة الحاسمة تتدخل نفسه مناصرة ترفض الإذعان؛ فتطلق نفسُه صرختَها المدوِّية، لكل من أراد لها ذلك، ونحن إذا كنا حريصين على المشاهدة؛ فنعهد إليكم أننا الآن لن نحرص إلا على ما يستحق المشاهدة، وحين تكون قضايانا أولى اهتمامِ هؤلاء القائمين على ذلك، الذين لن تنسينا أعمالُهم بإخراجها وتأليفها وإنتاجها وإذاعتها، وما تحمله من إثارة ومتعة - انحسارَ ساحات الثقافة ومنابع المعرفة فيها، وفقدها كثيرًا من المصداقية وعكس الواقع الاجتماعي، والركون إلى خيالات بعيدة في كثير من الأحيان، لا تجدي نفعًا، ولا تُقرُّ عادة، ولا تتَّبع تقليدًا ومنهجًا.

 

من أوَّل السطر:

ارفضوا هذا البقاءَ والمكوث، وحرِّكوا الريموت عمَّا لا يجدي على الفور وقبل فوات الأوان؛ فلن يكون غيرُكم كبشَ الفداء وناتج المساومة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة