• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الخطاب العلماني وحديث التجديد

الخطاب العلماني وحديث التجديد
محمد صديق


تاريخ الإضافة: 19/8/2014 ميلادي - 23/10/1435 هجري

الزيارات: 5876

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخطاب العلماني وحديث التجديد


ينهال فريق من علمانيِّي العرب ومثقفيهم باللوم على العلماء ودعاة الحراك الإسلامي لأنهم السبب في نشوء التطرف ومفرزاته من الحركات المتطرفة، ويضعونهم في خانة الاتهام والمسؤولية، ويطالبون اليوم بتقليم أظافرهم وتهذيبهم في خطة لإصلاح الخطاب الديني وفق رؤيتهم للدين!

 

وبعد محاضرات طويلة عن أخلاقيات الرحمة في الإسلام وسعته للآخر يعودون لممارسة أيديولوجيتهم وأخلاقيتها التي أَصِفُها بأنها: فوقية في أُطُرِها الفكرية، عنصرية في مفرزاتها السلوكية، وهي مسؤولة عن نشوء التطرف؛ لأنهم حاولوا وسعوا جاهدين لإقصاء الدين وملتزميه من الحياة، واشترطوا لتبوُّء المناصب أو اكتساب صفة المفكِّر خلوَّ صاحبه من أي صلة بالدين أو أي رمز يشير إلى معتقده، مُستتبعين في ذلك خطى العلمانية الأتاتوركية التي طمست المعالم الدينية التاريخية وأقصتها تمامًا من الحياة حتى إن الأذان جعلته بالتركية!

 

ويحاول هذا الفريق - الذي قد نستطيع وصفه بمتطرفي العلمانيين - أن يوحي إلينا أن الدين في جوهره يُناقض الحياة المدنية وقيم المجتمع المدني، وما عليك إلا أن تخلع لباس الدين لتدخل أرض الحداثة طاهرًا من أي وَسْمة دينية أو معتقدية، وهم في هذا الفعل يولِّدون العداوات داخل المجتمعات التي تعدُّ الدين مكوِّنًا من مكونات هُويتها الذاتية والمجتمعية، ويعدُّ - أي: الدين - أساسًا من أسس اجتماعها وعقدها الاجتماعي.

 

هذا الفريق يُحاول جاهدًا قطع الشعوب عن ذاكرتها التاريخية الجمعية؛ بدعوى أن القديم محاصر بحدوده التاريخية دون أن يكون له امتداد معرفي في حاضرنا، ويدعو لقراءة النص قراءةً مُعاصرة معتمدة لا على شيء إلا على ما يراه القارئ مِن منفعَة لإسقاط النص عليه، ويُشبه هذا الفعل بالنسخ الذي هو فعل إلهي، وقطيعته المعرفية بين المجتمع والدين هي في نهاية المآل ستجعل الفرد والمجتمع في مواجهات شائكة بين نظم حياتهم الجديدة وبين ما أَلِفوه، وهذا الصراع قد يزعم البعض أنه مُتناهٍ، لكن أحداث العالم العربي ترينا أن الدين ما زال يتصدر قائمة مكوِّنات الهُوية، ونشوء حركات التطرف هي أكبر مثال على ردّات الفعل تجاه مَن يُنادي بقطع شرايين الدين عن أن تصل إلى مفاصل الحياة.

 

إن من يُحاول أن يمنع الدين من أخذ مجراه الطبيعي في الحياة كمن يمنع اللغة أو التاريخ من فعله الطبيعي في المجتمع، فكلهم عامل مهمٌّ في ديمومة الحياة الاجتماعية، ودافعٌ للإنتاج المادي الشيئي والمعرفي المعنوي.

 

أما حديث الإصلاح والتجديد فهو أمر ستَفرضه الحاجات الحياتية؛ أي: إنه أمر يحدث بفعل الحرية الفكرية وضغط سير الحياة نحو الأمام، فالمذاهب الفقهية قد تعدُّ تجديدًا، وهو - أي نشوء المذاهب الفقهية - أمر فرضته محدثات في الحياة الدينية والاجتماعية، وهكذا الحال في أيامنا هذه، فأي محدث في الحياة يحتاج لمُقايسته من أمور الشريعة أو نظر فيه حسب مقاصد الشريعة، هو تجديد في حد ذاته، واستحداث أداوت جديدة تخدم المقاصد الشرعية والصالح العام هو تجديد في حد ذاته، كما استُحدِثت في عصر عمر الدواوين وغير ذلك من الأمثلة التي يزخر بها التاريخ الإسلامي.

 

وإن حصل ركود في العصور الأخيرة في المجتمعات الإسلامية فذلك له بحث خاص، وأسبابه الخاصة التي تعزى - حسب رأيي - إلى فجوة في فهم القرآن، والاتكال على ما كتبه المتقدِّمون، وإحياء الحركة التجديدية يكون بإعادة النص إلى مكانته، وتفقيه الناس وتبصيرهم بأمور الشريعة، حتى تغدو لغتها وألفاظها واضحةً لهم؛ حتى يتم بفعل تجديدها بفعل ديالكتكي دون فرض من الخارج أو تنفير منها من قبل العلمانيين.

 

وعند إتاحة الأمر لمجتمع بممارسة دينه وَفْق رؤية علمية ومن دون فرض رؤى أحد على آخر فإن الحديث عن التطرُّف يصبح حديثًا عن فئة قليلة يُحاربها المجتمع بأُطُرِه كلها كما حدث في فترة الخوارج التي لم يُكتَب لها بقاء مادي؛ لأن المجتمع نبذها وحاربها.

 

التطرف في أحد أشكاله الفكرية يكون ردة فعل لتطرُّف آخر يُساويه في الفعل ويعاكسه في الاتجاه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة