• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

التهيئة الترابية والتعمير

التهيئة الترابية والتعمير
محمد هادفي


تاريخ الإضافة: 8/8/2014 ميلادي - 12/10/1435 هجري

الزيارات: 10675

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التهيئة الترابية والتعمير


إن مسألة التهيئة الترابية والتعمير من المسائل التي تسترعي الانتباه، وتدفع بحكم طبيعتها إلى ضرورة الوقوف عندها بالتأمل والتفكير فيها.

 

حيث إن هذه المسألة تتمثل أساسًا في طريقة أو كيفية تصرف الإنسان في المجال الترابي وتعميره، هذه الطريقة لها تأثير بالغ على نمط ونوعية الحياة؛ حيث إن الاستغلال والاستعمال اللامسؤول واللاواعي من أبسط الدرجات إلى أعلاها للمجال الترابي من حيث تهيئته وتعميره إنما له تأثير بالغ وفعال على الإنسان، وهذا التأثير هو تأثير سلبي لا محالة.

 

من ذلك مثلاً:

أن تعامل الإنسان مع المحيط يساوي في النهاية مساسًا به وتغييرًا له، وكأن الإنسان كائن دخيل عليه، ويتمظهر ذلك في الفضلات والتلوث والتغيير للمحيط، إلا أن ما يلاحظ هو قدرة المحيط على تحمل تلك العلاقة؛ حيث إن المحيط هو محيط متجدد، وكأنه وجد ليستوعب ويقبل الإنسان باعتباره كائنًا متعاملاً مستغلاًّ ماسًّا لمختلف أجزائه، وأقصد هنا المحيط، إذًا المحيط بكل عناصره مهيأ لعلاقته مع الإنسان، متحمل لذلك المساس به، قادر على التجدد والتفاعل مع تلك العلاقة التي تربطه بالإنسان.

 

إلا أن ما يلاحظ هو تأثير تلك العلاقة على الإنسان؛ فالإنسان غير قادر وغير مؤهل لتحمل النتائج السلبية لتعامله مع المحيط، من ذلك مثلاً: عدم قدرته على تحمل الضجيج والتلوث والازدحام والاكتظاظ والضيق والقلق والمعاناة... وسعيه بالطبيعة والفطرة إلى الهدوء والنقاء والصفاء والتفسح، طبيعة إنسانية جُبِل وفُطر عليها الإنسان تقر وتفضي مباشرة إلى ما يجب أن تكون عليه مطلوبات علاقة الإنسان بمحيطه.

 

فعلى الإنسان أن يكون واعيًا مدركًا أن محيطه يقبل ويحتضن فعله وتفاعله معه إلى الحد والحدود التالية، وهي بلوغ الإنسان درجة عدم القدرة على تحمل النتاج السلبي لذلك التفاعل مع محيطه، درجة تؤكد للإنسان أنه تجاوز حدود ما هو مطلوب منه وهو موجود في محيطه تجاه محيطه، إذًا هو تجاوز للفطرة السليمة المجبول عليها كل إنسان في كيفية التعامل مع محيطه.

 

حيث إن على الإنسان أن يسعى من خلال تفاعله مع محيطه إلى جعله محافظًا على ما يريده الإنسان ويطلبه؛ من هدوءٍ ونقاء وصفاء وتفسح، وأن يقاوم ويرفض كلَّ ما من شأنه أن يجعل نتاج ذلك التفاعل ضجيجًا وتلوثًا وضيقًا ومعاناة وقلقًا.

 

إذًا؛ محيط الإنسان قابل لتفاعل الإنسان معه إلى حد سعادة الإنسان بذلك التفاعل، ورافض لذلك التفاعل مع الإنسان إلى حد تعاسة الإنسان بذلك التفاعل، ومحيط الإنسان هيأ للإنسان أسباب ما يجعله سعيدًا ناعمًا في تفاعله معه، كما هيأ للإنسان أسباب ما يجعله شقيًّا تعيسًا في تفاعله معه؛ لذلك وجب على الإنسان أن يطلب ويسعى إلى بلوغ ما أَمْلَتْه عليه فطرته من سعادة وتناغم وهدوء ونقاء وصفاء في تعامله مع محيطه، وليس العكس.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة