• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

تشريع الأنسنة

عبدالله بن محمد السهلي


تاريخ الإضافة: 9/5/2007 ميلادي - 22/4/1428 هجري

الزيارات: 6667

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
لقد جاء الإسلام صريحاً في تكريم الإنسان والرفع من شأنه، والآيات والأحاديث في هذا الصدد كثيرة، وهذا التكريم يبرز في تسخير الله الكونَ للإنسان: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء:70] وفي منحه هذا الإنسانَ مزايا العقل والبيان، دون سائر المخلوقات، وفي المقابل أنيط بهذه المزايا أمانةٌ وتكليفٌ؛ تُحتِّم السيرَ على منهج الإسلام، ولهذا جاء في سورة العصر (في) بيانُ حال الإنسان، وأنه في خسر لا محالة؛ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.

والمتأمل في الطرح الليبرالي المعاصر يجد طرحاً وتناولاً لقضية الإنسانية والأنسنة، ومحاولةَ تشريعها وإحلالها محل الشرائع السماوية، لاسيما الإسلام، وقد يظن البعض أن هذه بدعة جديدة لا سابق لها في تاريخ المذاهب والأفكار؛ فإن المطلع على تاريخ أوروبا، لا سيما حقبة العقلانية الأوروبية، التي تعتبر ربيبة شرعية - أو غير شرعية - للفكر الإغريقي الموغل في الوثنية؛ يجد الفكرَ الإنساني، أو تأليه الإنسان؛ واضحاً جلياً في فلسفتهم ومدوناتهم.

وفي العالم الإسلامي؛ حمل راية الأنسنة أحفاد المعتزلة وأغيلمة الليبرالية، وأخذوا يرددون ويجترون عباراتهم وأقاويلهم؛ بالتلميح تارة، وبالتصريح تارة أخرى، ولا أَصرحَ من قول أحدهم: "أنا أدين بدين الإنسانية"! ثم أردف: إنه يحترم دين الإسلام! ويقول الأخر: ".. درس الإنسان لم يكن حاضراً في تراثنا، أو - على نحو أدق - لم يكن حاضراً حضوراً يكفي لزحزحة تصورات بدائية تمتهن القيمة الإنسانية؛ في سبيل الأسطوري والخرافي". وتأمل! مَن يقصد بالأسطوري والخرافي؟!!

ولولا الحرص على سلامة ذوق القراء؛ لسقت أمثلة كثيرة لمثل هذا الغث، ولمثل هذا الطرح؛ الذي يراد منه هدم الدين، وتقديمُه بديلاً صالحاً لكل الأطراف، زعموا! ولقد سبقهم في ذلك مُنَظِّرُ الاتحاد والحُلول ابن عربي، النكرةُ، إذ يقول:  
لقد صار قلبي قابلاً كلَّ صورةٍ        فمَرعىً لغِزلانٍ و دَيرٌ  لرُهبانِ
وبيتٌ  لأوثانٍ  وكعبةُ  طائفٍ        وألواحُ توراةٍ ومُصحَفُ قرآنِ

إن الأنسنة مذهبٌ يؤكد وجهة النظر المادية الدنيوية، وهو مِن أُسُس فلسفة (كُونْتْ) الوضعية، وفلسفة (بتنام) الذرائعية، وكتابات (برتراند راسل) الإلحادية، لكن هؤلاء لهم سلف في الفكر اليوناني؛ كما أوضح الدكتور علي أبو العينين في بحثه القيم (نقد الفكر التربوي المعاصر)، فقد ظهر أثر الإنسانية فيما أنتجه الفكر الإغريقي - من علم وفلسفة وفن - ظهوراً ميزهم عن غيرهم؛ فالإغريق جعلوا الإنسان محل اهتمامهم، وموضع تأملهم ودراساتهم، بل وتناولوا كل موضوع آخر من زاوية علاقته بالإنسان، حتى إنهم قالوا: إن الإنسان هو المقياس الوحيد الذي يقاس به كل شيء آخر في الكون!

ولا يخفى بعد ذلك نزعتهم التي "مجدت القدرات الإنسانية، وشُحِذَت من الإمكانات البشرية، وسارت في ذلك إلى نهاية الشوط الذي يغلِّب النزعة الإنسانية على كل شيء، ونعني بالنزعة الإنسانية هنا: ذلك الإنسانُ مقابلَ الكون والوجود والقوة العليا!! قد يحاربه القدر الأعمى، وقد يسقط؛ ولكن، سقوطَ أبطال التراجيديا، المثير للشفقة والرحمة! حتى الآلهة، قد ألبسوها ثوباً إنسانياً يكاد يلغي البعد بينها وبين الإنسان، حتى قيل: إن الآلهة عند (هومير) بشر، والبشر آلهة! ووُجِدت عشرات الآلهة التي تحارب بعضها، وتغضب وتثور، وتهدد وتنذر، ثم تهدأ وتلعب وتشرب الخمر!!

وبعد؛ هل يدرك هؤلاء الإنسانيون من بني جلدتنا هذا؟؟!! وإذا أدركوا هل يعون خطورته؟!! أم أن {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَْنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ}. [الأعراف:179].




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- موفق
محمد العوشن - السعودية 12/05/2007 10:06 AM
طرح موفق ..

القضية مهمة ورائجة في زماننا اليوم ..

أتمنى أن يواصل الكاتب أطروحاته المتميزة ..
1- مقال رائع
منصور الشنيفي - السعودية 11/05/2007 08:40 AM
مقال رائع رغم اختصاره
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة