• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

عذرا سأختلف !

إبراهيم بن محمد صديق


تاريخ الإضافة: 16/7/2014 ميلادي - 19/9/1435 هجري

الزيارات: 4839

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عذرًا سأختلف!


• حينما يولد الإنسان يستهِلُّ صارخًا؛ يخبر الجميع بأنه موجود، وكأنه يقول: هأنذا، فالتفِتوا إليَّ.

 

• في الحديث أن الشيطان ينغز ابنَ آدم إذا وُلد؛ فيصرخ ليطلق شرارة التحدي، والنقطة الأولى من العداوة، ولسانُ حاله: لن أكون ضعيفًا مستسلمًا، سأكرّس حياتي في مخالفتك.

 

• يقول الله تعالى: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾ [هود: 118]، ومحاولة ضمِّ الناس كلهم تحت لواء واحد، ومذهب واحدٍ: نوع حماقة؛ فالله خلق المسلم والكافر، والغني والفقير، وبهذا تكتمل دورة الحياة.

 

• هذا التنوع الثقافي والحضاري والعمراني ما هو إلا نتاج الاختلاف، وهو سنة الله في الكون؛ حتى تقوم هذه الدنيا.


♦ والدي العزيز، يا وطني يا سكني، يا من أحتمي به من نائبات الدهر وفواجع الأيام، عذرًا سأختلف! ليس بالضرورة أن أتبعك في مهنتك.. تخصصك.. ميولك.. رغم فضلك وإحسانك، إلا أني كائن مستقل.


♦ شيخي الفاضل، يا من تعلمتُ على يديه أبجديات الكتابة، وطريقةَ ضمِّ حرفٍ لحرف لتكوين جملة، يا من أنرْتَ لي الطريق وأشعلت فيَّ شعلة المعرفة، عذرًا سأختلف! فليست آراؤك أبدًا صائبة، وليست أقوالك معصومة، ولن أكون نسخة منك، أختلف رغم اعترافي بفضلك.


♦ كاتبي المفضَّل، كم مرة نقلتني من عالمي إلى عالمك، أخذتَ بيدي نحو عوالم لم أكن أعرفها، جربتُ معك مشاعرَ لم أجربها من قبل، توقَّد فكري، استقام لساني؛ ولكن عذرًا سأختلف! فما تطرحه وجهة نظر، وما تُسطِّره مجرد رأي لا أكثر.


♦ طالبي النجيب، يا من علمتني حبَّ الحياة، وأرجعتني إلى أيام الصِّبا، وكل حركة منك تذكِّرني بحياتي الدراسية.. عذرًا سأختلف! لا تتوقع أن تجدني بعد سنواتٍ بنفس الأفكار التي أنا عليها اليوم، ولا تتوقع أن أكون غدًا على نفس ما أُدرِّسك اليوم.. المعلومات تتسارع بشكل مذهل، وكل يوم أستفيد معلومة، ويتجدد عندي دليل، وأكتسب فائدة.


♦ صديقي العزيز، رفيقي على دروب الخير، نشوة الروح وأُنس الفؤاد، من يُجمِّل الدنيا في عيني وهي حالكة، عذرًا سأختلف! فرغم حبك وودك لستَ محور الكون، أختلف معك لنكون معًا نسيجًا رائعًا؛ لنرى الحياة من كل جوانبها.


♦ عدُوِّي، يا من عوَّدتني على تقبُّل النقد مهما كان جارحًا بصدر رحب، يا من علمتني معنى الصبر والحِلم، عذرًا سأختلف! ولن أُغيِّر قناعاتي لأَكسِبَك.

 

الاختلاف سنَّة الحياة، وبه تدور عجلة التقدم الإنساني:

اختلفت الملائكة في قاتل التسعة والتسعين نفْسًا، واختلف الصحابة في أسرى بدر، وكل واحد من الأئمة الأربعة قال: (لو خالف كلامي كلامَ رسولِ الله، فارموا بكلامي عرضَ الحائط).

 

كل مقلِّدٍ نفسُهُ تصرخُ لتُثبتَ وجودَها؛ فهي لم تُخلق لتَكون نسخةً لأحد.. ميَّزها الله بِسِمات وأخلاق وعقل مختلف، خلقك الله إنسانًا متكاملاً بشخصية خاصة، فلِمَ تُفني عمرك في أن تكون غيرك؟

 

أختلفُ، ولكن لن أتجاوز حدودي، فلن أختلف لمجرد الاختلاف، ولا لاتباع الهوى.

 

أختلف معك، ولكن أحترمك.. أقدرك.. أحبك.

 

أختلف معك؛ لأني أقدِّر رأيك، ولن أفرض رأيي عليك، فثمة مسائل كثيرة تكتمل بوجهات النظر.

 

أختلف معك؛ لأنني أؤمن بشخصيتك واستقلال فكرك، فلن أكون نسخة منك، ولن تكون نسخة مني.

 

وأخيرًا:

قد تختلفون معي في كل ما ذكرت، ولكن تبقى المودَّة رسولَ قلوبنا، وعنوانَ حديثنا، ويبقى الحب أسمى من أي اختلاف.

 

همسة: (المجتمع الراقي يحب الاختلاف، ولا يختلف إلا بحب).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- بالإيمان والحب والصدق نحيا
زائر - الإمارات 31/07/2014 09:49 AM

سلمت وسلمت أفكارك عبرت عن كثير من من يملكون روحا مثلك متفرده فكريا ومنهجيا...ربما ﻻ يملكون صياغة دواخلهم وعمق المشاعر والفكر...وﻻ يملكون وسيلة التنفيس عما يهيج ويعتمل في النفس...وغير راضين بواقع يعكس كثير من للنفاق والزيف...وتبديل اﻷقنعة حسب نوع الحفلة المقامة على أرضي أو أرضك ﻷن من يقيمها يملك القوى المادية لكنه ﻻيملك قوة العقيدة التي تملكها وأملكها ويملكها من يشبهونا لهذا نحن أقوى ولكن ينقصنا قوة المنهح وقوة تدريسه ونشره وقوة التمسك للأخذ بيد من يريد أن يسير في الركب رغم أختلافه إﻻ أنه متفق على أن أختلافنا قوة داعمة وليس قوة محبطة ﻷنه مؤمن أني مسالم ومحب وسأضيف له من فكري وحبي وسيضيف لي من فكره وحبه وسنسير سويا على الدرب بكل حب رغم لاختلاف زادنا في الطريق إنسانيتنا التي شرفنا بها رب العباد ونهجنا وقدوتنا رسول الرحمة واﻷخلاق سيد البشرية ومصطفانا... سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ..لك يا كاتب سطور الاختلاف كل التقدير والحب والاحترام والإعزاز.... ويشرفني أن وجدت من يمثلني بصدق التعبير وخلجات النفس....من بنت اليمن صفية سالم.....

1- ولا يختلف إلا بحب ..
وفاء - سلطنة عُمان 17/07/2014 11:31 PM

راااائع جداً .. تسلم الأنامل على ما خطت بحروف من ذهب ..

إلي الأمام دائماً ..

سننتظر المزيد من إبداعاتك الكتابية ..

ومواضيعك المشوقة .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة