• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الفنون الجميلة والمنهج الإسلامي

الفنون الجميلة والمنهج الإسلامي
أ. صالح بن أحمد الشامي


تاريخ الإضافة: 16/6/2014 ميلادي - 18/8/1435 هجري

الزيارات: 6023

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفنون الجميلة والمنهج الإسلامي


الفنون الجميلة..

هذا المصطلح لم يكن معروفاً قديماً. وقد عرف في أوربا في القرن السابع عشر الميلادي، وكان يعني التصوير والنحت والعمارة، ويضم إليه أحياناً الشعر والموسيقى.


وقد عرف المسلمون هذه الفنون تحت عنوان آخر هو "الصناعة" فكان يقال: (صناعة الأدب) و(صناعة الشعر).. وقد أكد ابن خلدون هذا الاستعمال حين تحدث عن الصنائع، وعدَّ من جملتها صناعة الغناء، والبناء.. وكذلك ما يرجع إليه من التزيين والأشكال المجسمة من الجص..[1].


وإذا أدرنا الحديث عن "الفنون الجميلة" كمصطلح يريد أن يأخذ مكانته في قائمة المصطلحات الإسلامية، فلا بد أن نذكِّر بما قلنا قبل قليل، من أن وظيفة الفن هي صنع الجمال.


وعلى هذا فالفن وسيلة تجميل. إنه وسيلة وليس غاية، وإذا كانت الغاية تجميل حياة الإنسان ذاته، وتجميل ما يحيط به من أدوات ووسائل.. فإن دائرة الفن الجميل ستكون واسعة جداً، تذهب فروعها في كل سبيل لتدخل في كل اختصاص، وفي كل صنعة وفي كل عمل، بل وفي كل سلوك..


إن الفن سيكون على صلة وثيقة بالعمل الفكري وكذلك بالعمل اليدوي، فكل إنتاج يصل به صاحبه إلى درجة الجمال، سيكون عمله ذاك فناً جميلاً.


والإسلام يطلب من كل عامل أن يصل بعمله إلى درجة الجمال، في كل ما يعمل أو ينتج، وبهذا كان العامل المسلم فناناً، في كل المجالات التي يؤدي دوره فيها.


ويتسع نطاق دائرة "الفنون الجميلة" لأنها ترتبط بالجمال، والجمال يوشح ساحة الإسلام على اتساع أرجائها.


إن هذا الاتساع ناشئ عن طبيعة المنهج الإسلامي الذي يشمل الحياة كلها، وناشئ أيضاً عن فطرة هذا الإنسان.


إن طبيعة الإنسان في فطرته، ميالة إلى الارتقاء نحو الأفضل والأحسن والمسلم في هذا مثله مثل غيره، فمن وجهة النظر هذه ينطبق عليه ما ينطبق على غيره، وفقاً لقوانين الحياة العامة.


ولكن الأمر الذي يتميز به المسلم في ظل منهجه، أن فطرته لا تترك وشأنها، بل تحاط بمجموعة من المؤيدات التي تحفظ لها اتجاهها السوي وترفده بروافد صافية قوية، تضيف إلى نزوع الفطرة إلى الجمال نزوعاً آخر إرادياً فكرياً. وبهذا يلتقي الفكر والإرادة مع الفطرة..

 

المؤيدات:

ونشير إلى بعض هذه المؤيدات التي أكدت قيمة الجمال في النفس المسلمة فبات الاهتمام بها أمراً دينياً[2].


1) حسن العمل وصلاحه:

العمل كل ما يصدر عن الإنسان، والقرآن الكريم يطالب بإلحاح كل مسلم أن يحسن عمله، ويحرص على صلاحه، فذلك سعادته في الدنيا والآخرة، وحسن العمل وصلاحه هو الاتجاه به نحو الأجمل بقدر الطاقة - ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها - ولو ذهبنا ننقل الآيات التي وردت بهذا الشأن لطال بنا المقام، ولكنا نحيل القارئ إلى مادتي "حسن" و"صلح" في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ليقف بنفسه على كثرة الآيات..


2) حب الجمال:

وردت أحاديث كثيرة تقرر حب الله تعالى للجمال، وهي في الوقت نفسه تدفع المسلم إلى صنع الجمال رغبة منه في عمل ما يحبه الله تعالى ومن هذه الأحاديث:

قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى جميل يحب الجمال"[3].


وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله جميل يحب الجمال، ويحب أني يرى أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتباؤس"[4].


وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى جميل يحب الجمال، ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها"[5].


3) إتقان العمل:

والإتقان بلوغ النهاية، ولا يكون ذلك إلا إذا توافر العنصر الجمالي. وقد جاءت الدعوة إليه صريحة في الحديث الشريف من قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"[6].


وبهذه المؤيدات - وغيرها كثير - نعلم أن حب الجمال أصبح في طبيعة المسلم فطرة وتعليماً، فلا غرابة أن يصل المسلمون إلى غايات في الإنتاج الجمالي لا نجد ما يوازيها لدى الأمم الأخرى.


وبها - أيضاً - دخل الجمال إلى مجالات جديدة، كان المسلمون أول من أوصل الجمال إليها.


وبها - أيضاً - التقى الجمال والصنعة، والتقى الجمال والمنفعة، ذلك أن منهج الإسلام هو تعميم الجمال.


نخلص من هذا إلى أن الإسلام جعل الفن مرتبطاً بالجمال، فلا فن بلا جمال، ولذا يعد اصطلاح (الفنون الجميلة) مساوياً لمصطلح الفنون. وليس هناك فن جميل وآخر قبيح..


ومع هذا فسنتناول بالبحث من الفنون ما هو متفق على جماله ومن ذلك الرسم والبناء..



[1] انظر مقدمة ابن خلدون ص 405 - 408.

[2] هذا البحث سيكون تفصيله في مكانه من هذه الدراسة, وهو الجزء الثالث الذي سيكون بعنوان (التربية الجمالية).

[3] رواه مسلم والترمذي.

[4] انظر صحيح الجامع الصغير. حيث قال عنه: صحيح.

[5] المصدر السابق وقال صحيح.

[6] المصدر السابق. وقال: حديث حسن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة