• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

النقد الفوضوي

النقد الفوضوي
د. محمود عبدالجليل روزن


تاريخ الإضافة: 16/6/2014 ميلادي - 18/8/1435 هجري

الزيارات: 4099

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النقد الفوضَوِيُّ

 

لا يزال الناقد بخيرٍ ما تحلَّى بأدب الحوار، وإنَّ أكثر من خمس وسبعين بالمائة من الانتقادات لا يؤخذ بها ولا يُستفاد منها لا لأنها خاطئة أو مُجحفة أو غير موضوعية؛ ولكن لأنَّ الناقد بها خرج عن الأسلوب اللائق، ومن هنا تفهم حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم : "أنا زعيم ببيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحقًّا"، وما ذلك إلا لأنَّ ضرره أكبرُ من نفعه.

 

وإيَّاك وأن تنسى أنَّ الناقدَ الموضوعيَّ ناصحٌ مُتصدِّقٌ على منصوحه بأفضل الصدقة، فإذا علمت ذلكَ، فاجعل منك على ذُكرٍ دائمٍ قول الله عز وجل: ﴿ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 263].


وإنَّ من صُوَرِ النقد الفوضويّ تبادُل الاتِّهامات في صورة انتقاداتٍ، فيتحدَّث الجميعُ، ولا مُستمعَ، فكأنَّ الألسنةَ والأيدي في مضمار سباقٍ، والآذانَ في سُبُاتٍ، قد عكسوا المثل فصار: (كُلِّي لسانٌ ناقدٌ) بعد أن كان: (كُلِّي آذانٌ صاغيةٌ)!

 

وإنَّ من صُوَرِ النقد الفوضويّ: النقدَ الغامضَ؛ وذلك أن ينتقدَ الناقدُ بعباراتٍ لها من بعيدٍ مهابةٌ، ولها من قريبٍ ضبابةٌ، إن أردتَ تشبيهها فهي أشبهُ ما يكون بنُصوص ما بعد الحداثةِ، تلك التي لا تختلفُ عن مقال بَعثرَت الريحُ كلماته، قد تظنُّ ما بعيد إبداعًا؛ فإذا دخلتَها لم تعرف لكَ رأسًا من كاحلٍ، ولا لُجَّةً من ساحلٍ، وقد تقرأ النقدَ أو تسمعُه فلا تدري: أمدحًا تُمتدحُ به أم نعيًا لتوفيقٍ فاتكَ؟! وهذا إن جاء عن جهلٍ وتقصيرٍ في التحرِّي وتسرُّعٌ في التصدِّي للنقد فمذمومٌ، أما أن يُقصدَ ذلك قصدًا حتى يحتمل النقدُ الوجهينِ؛ فينفُق في سوقِ الموافقين والمخالفين: فهذا نوعٌ أشبه بالنفاقِ منه بالنقد.

 

أمَّا علاجُ الغموض الناتج عن ضعف التحرِّي والتثبُّت وعدم محاولةِ الوقوف على قصد الفاعل ودوافعه؛ فذلك لن يلبث أن ينطبق عليه قول المتنبي:

وكم من عائبٍ قولًا صحيحًا
وآفتُه من الفهم السقيمِ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة