• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

النقد الجاهز

النقد الجاهز
د. محمود عبدالجليل روزن


تاريخ الإضافة: 9/6/2014 ميلادي - 11/8/1435 هجري

الزيارات: 4069

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النقد الجاهز


إنَّ أخطرَ ما يُكبِّلُ العقل ليس الجدران المادية؛ فتلك يمكنُ له أن يتجاوزها، ويجد فيها الثغرات وإن بدت مُحكمةً، ولكنَّ الجدران التي تجعلُ من العقل مجرَّد قطعةٍ من اللحم والعظم والعصبِ، هي تلك الأفكار الـمـُعلَّبة الجاهزة، فكل الظواهر ترجع عنده إلى تفسير واحدٍ، وكلُّ المشكلات يصلح لها حلٌّ واحدٌ.

 

على سبيل المثال: بعضُ النَّاس يعيش أسير نظرية الـمُؤامرة، والتي تعني أنَّ كلَّ ما يتعرض له المسلمونَ مما يضيق الصدر بذكره، إنَّما هو تخطيطٌ وتدبيرٌ ومكيدةٌ من أعدائهم، ونحن وإن اعترفنا أنَّ ذلك واقعٌ في جزء منه؛ إلا أنَّ إرجاع كلِّ مشاكلنا إليه هو نوعٌ من السلبية غير مقبولٍ، فصاحب التفسير المؤامريِّ لا تكاد تجدُ عنده تفسيرًا لـمُشكلةٍ تافهة أو جليلة إلا نظرية المؤامرة. وصاحب التفسير المؤامريّ لا يريد أن يعترف بحقيقة أنَّهم ما تآمروا علينا إلا لضعفنا، لا أننا ضعفنا بسبب تآمرهم علينا.

 

وكذلك؛ لا تجدُ عند بعضهم حلًا لأي مشكلةٍ إلا الزمن، فالزمن كفيلٌ بالكثيرِ، ومع إقرارنا بأنَّ بعض المشاكل لا علاج لها إلا الزمن؛ فجُلُّها يتفاقمُ بتركه كالورم الخبيث الذي لا تزيده الأيام إلا تضخُّمًا.

 

مما يلتبسُ بالدين ويرتدي ثوب الحكمةِ - وما هو إلا زيفٌ محضٌ - أن نتوقَّف في نقدنا للمشكلات عند الإرادةِ الكونية متغافلينَ الأسباب الماديَّة، كأنْ نُرجِعَ وقوعَ حادثة تصادمٍ بين قطارين إلى أنها إرادة الله ثم نتوقف عند هذا الحدّ، نعم إنها إرادةُ الله لا يماري في ذلك إلا من حَادَ عن نهج أهل السنة والجماعة، ولكن هل يعني ذلك أن نسكُت عن عامل التحويلة المهمل الذي انهمكَ في مشاهدة التلفازِ غافلًا عن أداء واجبه؟ وهل نسكتُ عن نقد رسوب الطالب اللعوب بحُجَّةِ أنها إرادة الله؟

 

فارِقٌ كبيرٌ بين مؤمنٍ بقوله تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]، فيدفعه هذا الإيمانُ دفعًا حثيثًا إلى التوبةِ والإنابةِ ومُحاولة الإقلاع عن الذنوب أو التقلُّل منها بتقوى الله ما استطاع، وهو في الوقت نفسه يُحاول تعاطي الأسباب الماديَّة التي تقي أثر الـمُصيبة أو تُلطِّفُ منها إن وقعت؛ فارقٌ كبيرٌ بينه وبين مؤمنٍ بالآيةِ إلا أنَّه يتركُ الأخذ بالأسباب المادّية للوقاية والدفع بحُجَّةِ أنَّه لا حِيلةَ مع الذنب، ولا خَوفَ مع التَّوْبِ! وكم من حقٍّ أريدَ به باطلٌ، وكم من صِدقٍ صُدَّ به عن واجبٍ.

 

فالنَّقدُ الجاهزُ خطَرُه كخطَر التعالم؛ لا يشفي من جهلٍ، ولا يُريحُ السَّامعيه همَّ التعنِّي له وبه، وأنْ تجدَ مَن يضبطُ إرساله على موجةٍ واحدةٍ، ولا يتلقَّى إلا قناةً نقديَّةً واحدةً؛ فقد يُقال: هذا شأنٌ يخصُّه، أما أن يفرض على الناس – كلَّ الناس – وجهة نظره في تلك القناةِ النقديَّة المكرَّرة؛ فذلك ما لا يقبله عاقلٌ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة