• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

مصائب قوم عند قوم مراقص

حامد الإدريسي


تاريخ الإضافة: 23/8/2009 ميلادي - 3/9/1430 هجري

الزيارات: 6937

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وانتهت جولة قاسية من عتوِّهم الكبير على غزة، وأفاق أهلها يلملمون جراحهم، وارتاح العرب أخيرًا من ضغطة العار التي كانت تغطي وجوهَهم، ولو إلى حين.

 

الجميل في هذه الصورة - إن كان فيها جميل - أن الشعوب المسلمة لم تُطق ما أطاقه الملأُ من السكوت على هذه المجازر، التي ترسم لنا صورة متصلة للوحشية اليهودية والصليبية، وتربط لنا ماضيَهم بحاضرهم، وتؤكد لنا حقائق آيات كتاب الله - عز وجل - فتُبين لنا أنهم لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة، وأنهم متى يثقفونا يكونوا لنا أعداء، ويلقون إلينا أيديَهم وألسنتهم بالسوء.

 

وقد أدت هذه الشعوب شيئًا مما تستطيعه، مما يفرضه عليها فقه المُمْكِن، وأنفقَ ذو سَعة مِن سعته، ومَن قُدِر عليه رزقُه فقد أنفقَ مما آتاه الله؛ إذ إن منهم مَن أنفق مِن لسانه، ومَن أنفق من قلمه، ومن أنفق من ماله، ومن أنفق من وقته، ومنهم من تولَّى وعينُه مليئةٌ من الدمع؛ حَزَنًا ألاَّ يجد ما ينفقه، أو يدفع به عن إخوانه، فرأينا صورة الأمة الواحدة، التي تبكي وتنتحب لجرحها الأليم، والتي تتداعى كلها بالسهر والحمى.

 

ويأتي في آخر الركبِ قومٌ، لا همْ من القضية، ولا هي منهم، معلنين تضامنهم الراقص مع أهل غزة، ووقوفهم الماجن في وجه العدوان، فينظمون السهرات، ويعزفون المعازف، ويضربون الطبول، ويأتون بالمغنيات المائلات المميلات، يغنين أعذب الألحان، ويبدين كل مفاتنهن؛ كي ينصرن بأصواتهن الناعمة، وأجسادهن الفاتنة، وسواعدهن اللينة - قضيتَنا وأمتنا، وهكذا يجمعون تبرعاتهم لنصرة غزة من قهقهات الحاضرين، وتمايل المغنيات، فلا بارك الله فيهم، ولا فيما يجمعون!

 

لقد تداخل الهمُّ والعجبُ في نفسي معًا، وأنا أسمع في إحدى القنوات الإخبارية واحدةً من هؤلاء المغنيات، وهي تتحدث عن أداء الواجب، ونصرة القضية: والحمد لله أن السهرة مرت على ما يرام، وغنينا ما تيسر لنا من الأغاني، وهذا أقل ما يمكننا أن نقوم به لأهل غزة.

 

إن هؤلاء يسخرون منا ومن آلامنا، وينسَون أنهم جزء من المعركة، وسلاح من الأسلحة الفتاكة التي فتكت بمبادئنا وأخلاقياتنا، كفتكِ تلك القنابل ببيوتنا ومدننا، ولولا ما وصلت إليه الأمة من الضعف الديني والأخلاقي، لما كانت لأعدائها هذه الصولة، ولما استطاعوا أن يتداعوا عليها كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، مع ما نحن عليه من العدد الكثير، لكننا غثاء السيل، فما نغني عن أنفسنا ولا عن إخواننا شيئًا، وإنما يتقاذفنا السيل يمنة ويسرة، ويهبط بنا وينزل، ويرطم بعضنا ببعض، إلى أن نغيِّر ما بأنفسنا، فيغير الله ما بنا.

 

فلهؤلاء المُجَّان نقول:
إن الله طيِّب لا يَقبَل إلا طيبًا، وإن غزة غنية عن أموال المراقص والملاهي والحانات، فدماؤها أطهر من أموالكم النجسة، وأبطالها لم يكونوا يومًا ينتظرون دعم الراقصات لنضالهم الشريف، فاتركوها عنكم، ولا ترقعوا بآلامها سمعتَكم الممزقة.

 

وصدق مَن قال: شر البلية ما يضحك.
 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- آمال معقودة بالخواصر
أبو ناصر - اليمن 08/10/2009 10:36 AM
يتلعثم اللسان..... ويتعثر مقام الكلام ...... وتصمت أعواد المنبر .....وتتنكر اللغة لأصحابها في زمن تسلقت فيه الغواني عواتق الرجال..... واستبدلت البيض أوتارا والضيم أشعارا...... فعدت على قيم الأمة فداستها بأخفافها ووطئتها بأظلافها.... فإلى الله المشتكى..... يوم تربعت القينات على مسارب الحياة ..... فكيف لأمة هذا حالها أن تعطى مقاليد الخلافة وسيادة الأمم ......وأنا من هذا المقام أهتف بهن (( ما هكذا يا سعد تورد الأبل )) .



..... أشكر الكاتب وأبادله حرارة المشاعر وصدق اللهجة ..... .
1- تحية لقلمك الرشيق النافذ
محمود توفيق حسين 28/08/2009 10:38 PM
شكرا أخي الكريم على هذا المقال السديد
وأشاركك الإحساس بالألم
كثرت علينا المضحكات المبكيات

تحية لقلمك الرشيق النافذ
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة