• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

النقد السلبي

النقد السلبي
د. محمود عبدالجليل روزن


تاريخ الإضافة: 26/5/2014 ميلادي - 27/7/1435 هجري

الزيارات: 16336

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النقد السلبي


النَّقْدُ الإيجابيّ يُحقِّق غايتين: هَدْم فكرة تستحقُّ الهدم، وإحلال فكرةٍ قيِّمةٍ محلَّها. ومتى ما تخلَّفت إحداهما؛ فإنَّ عملية النقد لا تكون تامَّةً.

 

والهدمُ يحتاج إلى حِكمةٍ ولا يجيده كلُّ أحدٍ. وكلما كانت الفكرة الـمُنتقدةُ كبيرةً في نظر مُنتحليها، ومُتجذِّرةً في حنايا أرواحهم؛ كان هدمها صعبًا، واعتبرْ بحال النبي صلى الله عليه وسلم الذي ترك هدم الكعبة وبناءها على قواعد إبراهيم لأنَّ المسلمين ما زالوا حديثي عهد بكُفرٍ، وهدم الكعبة عندهم لن يمثل هدم ذلك البناء أو تلكم الأحجار، وإنما سيمثل هدم يقينٍ تربَّوا عليه ورمزٍ طالما فاءت إليه أحلامهم ومفاخرهم.

 

وفي البلاد الكبيرة التي التهمت المباني فراغاتها، وأتت على خضرائها؛ يكون مطلوبًا في أحايينَ كثيرةٍ أن يُزيلوا ذلك البناء ليُمِرُّوا شارعًا، أو يعيدوا رسم حدوده أو يُحلُّوا بناءً آخر مكانه، أو يبنوه هو ولكن على أسسٍ هندسيًّةٍ جديدةٍ مبتكرة...فكيف يُزيلون ذلك المبنى دون أن يؤثروا على المباني المجاورة له، وكيف يزيلونه دون تكاليفَ تزيد من الأعباء المفروضة على مالكيه؟ وكان الحلُّ سهلًا قريبًا في فِرقٍ من خبراء المتفجرات الذين جمعوا بين العلم بالهندسة والفيزياء وقوانينهما الأساسية إلى العلم بالمتفجرات وأنواعها وطاقاتها، ثمَّ إذا هم يدرسون البناء ، ويحدِّدون أماكن القواعد والأعمدة والحوائط الحاملة، ويُقدِّرون أحمال الطوابق وأسماكها، والمباني المجاورة وأبعادها عن المبنى الـمُزمع هدمه...إلى غير ذلك من التفاصيل التي يجب العلم بها، ثمَّ – بِحنكةٍ ومهارة – يضعون متفجِّراتهم بعد حساب طاقتها التفجُّرية بدقة بالغةٍ، في أماكن بعينها، ويضبطون توقيت انفجارها على لحظة مُعيَّنةٍ؛ فإذا انفجرت كلها متزامنةً تداعى البناء على نفسه بطريقة منتظمة دونَ أن تتناثر شظاياه خارج محيطه، ودون أن يتسبب في زلزلة الأرض حوله فيؤثر على مبانٍ أخرى، وبعدها تأتي مُهمَّةُ مزيلي الأنقاض ليصبح المبنى فضاءً مُتهيِّئًا لبناءٍ جديد.

 

هذا هو النقد الإيجابيُّ، أن تدرس الفكرة الـمُنتقدةَ وتستفرغَ جهدك في تحديد أنسب الظروف لهدمها، مُلمًّا بالقواعد والقوانين التي تربطها، وفي لحظة بعينها، بحكمةٍ بالغةٍ: تضغطُ على زرِّ التفجير، فتصيب الفكرة في مقتلٍ دون أن تؤثر على جدران العقل الذي يحملها، والقلب الذي يحيط بها. هل تعلم ما الذي فاتَكَ؟ فاتَكَ أن تفعل كل ما سبق ولكن باستبدال البناء بالهدم، فقبل أن تُقدم على خُطوةٍ مما سبق وصفه، يجب أن تستفرغ جهدك في وصف الفكرة البنَّاءة الإيجابية التي ستحلُّ محلِّ المنقضَّة، وتُلمَّ بأنسب القواعد والقوانين التي تحتاجها في التشييدِ، وتدرس أنسب الأوقات وأفضل الأحوال لذلكَ، ثمَّ تضع كلَّ ذلك موضع التنفيذ وتشاركَ بما يجب عليه أن تُشاركَ به، وعندها يكون نقدُكَ إيجابيًّا لا سلبيًّا.

 

إذًا؛ النقدُ يحتاجُ إلى هدمٍ مُوجَّهٍ حكيمٍ، وهذا لا يُجيدهُ كلُّ أحدٍ، بعكسِ النقد العشوائي أو النقد من أجل النقد أو النقد من أجل النقض، فهذا مُجيدوه كُثُرٌ. ثمَّ يحتاج النقد إلى بناءٍ مُحكمٍ مُكتملِ الأركان، والذين يستطيعون ذلكَ أقلُّ القليل من البشر، فَكُنْ منهم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة