• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

خطوات إلى الحقيقة

خطوات إلى الحقيقة
أحمد زين


تاريخ الإضافة: 18/5/2014 ميلادي - 19/7/1435 هجري

الزيارات: 3616

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطوات إلى الحقيقة

 

"وقد شاءت قدرة الله أن يجعل للاستمتاع البشري حدودًا،

بينما بقي العقل البشري يطمع بلا حدود، ويأخذ،

ويأخذ، بلا وعي لما يريد"


ونمضي في الطريق نحاول بقدر ما يستطيع البشر أن نستطلع معالمه، وأن نتعرف سبيله.

 

إن الطريق إلى الله تملؤه العزة، ولكن ما هي العزة؟ إننا أحيانًا نبحث عنها في المال، وأحيانًا نطلبها في الجاه والسلطان، ولكننا نادرًا ما نراها في الطريق إلى الله، بل إننا في بعض الأوقات نخاف طريق الله، يُخيَّل إلينا أنه يَنزع منا الدنيا، أنه سيأخذ منا البريقَ الذي تقدمه، أنه سيمضي بنا إلى مكان مُنزَوٍ بعيد، أنه سيعزِلُنا عن المجتمع الذي نعيش فيه، هل هذه هي الحقيقة؟ أبدًا، ولكن مَن منا يريد الحقيقة؟ ومن منا يبحث عنها؟

 

ولنناقش كل شيء ببساطة الإيمان ووضوحه، إن العزة هي البُعد عن الذلِّ، هي أن تكون منيعًا كالحصن القوي، لا يستطيع أحد أن ينالَك، هي أن تُحسَّ في داخلك أنه لا شيء أقوى منك، وأن الشيطان لا يستطيع أن يستزلَّك بشيء مما تريد، فيبعدك عن الطريق، كل شيء يضيء في الدنيا وله بريق، ولكنه بريق أكثر من أي شيء آخر، ولو كان اللهُ في نفسك أكثر من هذا كله، لاستطَعْتَ أن تصلَ إلى عزَّةِ الله.

 

وأنت محتاج إلى الله، كلنا محتاجون إلى الله، نحن الفقراء وهو الغني، ونحن الضعفاء وهو القوي، نحن العاجزون وهو القادر، حتى أقوى الأقوياء منا يحتاج إلى الله، قد ينساه أيامًا، وربما أعوامًا، ولكنه في لحظة من اللحظات يبحث حوله فلا يجد إلا الله، يتجه إليه، وتدور عيناه في كل مكان فلا يجد إلا السماء يتطلع إليها، ويسأل قلبه وعقله فلا يجد إلا بابَ الله أمامه، ويحس أنه ضعيف ذليل لا ملجأَ له إلا رحمةُ الله.

 

والعزة في الطريق إلى الله، في السَّير في هذا الطريق، فأنتَ آمِنٌ ما دمتَ تسير على الطريق، وإذا انحرَفْتَ عنه، دخل الخوفُ إلى قلبك، وزُلزلتْ نفسُك، وممَّ تخاف وأنت لا تقول إلا الصدق؟ وماذا تخشى وأنت لا تمدُّ يدَك إلى المال الحرام؟ وما الذي يهزُّك وأنت تتقدَّم في الحياة بمجهودك لا تسرقُ من جُهدِ غيرك؟ وماذا يقلقُك وأنت تحكُمُ في كلِّ ما يعرضُ عليك بالحق ما استطعتَ؟

 

وماذا يضيرك إذا كنتَ تعترف بخطئك كلما أخطأت، وجلَّ من لا يخطئ؟!

 

إن البُعدَ عن طريق الله هو الذي يورِثُك الخوف، ويسلُبُك الطمأنينة، ويأخُذُ منك راحة البال، إنه هو الذي يجعَلُك تتقلَّبُ في فراشِك بلا نومٍ، وتصحو خاشيًا أن يكشف اللهُ ما ارتكبتَه في الظلام، وتمشي وأنت ترتعد من أن يعرفَ الناسُ الحقيقة، وتعيش وأنت تحمل ثقلاً على ظهرك وإن لم يَرَه أحدٌ من الناس.

 

لماذا؟ لأن الطريق إلى الله مليء بالنور، لا يسيطر عليه الظلام في أي جزء من أجزائه، والبعد عن طريق الله هو الدخولُ في ظلمات ليس لها قرارٌ، لا شيء هنا، لا شيء تُحس بدناءته وتريد أن تخفيَه، إنه طريق واضح آمنٌ تُحِسُّ وأنت تمشي فيه برأسك مرفوعًا، وظهرك مستقيمًا، وداخلك كخارجك بلا زيفٍ ولا غش ولا محاولات للإخفاء، تُحِسُّ أنك لا تريد شيئًا يستُرُ حقيقتك العارية، ولا تخفي نفسك الحقيقة، تُحِس أنك تستطيع أن تقفَ في أي وقت وتتباهى بذاتك وتتفاخَر بعملك وتقول: تعالَوا تعالوا جميعًا، فليس هناك ما أخاف منه، وليس هناك ما أُخفيه.

 

هذا هو الطريق، فلماذا لا نتبعه؟ إنه يأمُرُنا أن نعمَلَ بصدقٍ، ولا يطلب منَّا أن نستكين، ولكنه يطالبنا بأن نجاهدَ، ولا ينهانا عن طلب العلم، بل يفرِضُه علينا كالصلاة تمامًا، ولا يقول: اتركوا الدنيا لغيركم، ولكن خُذوها بالحق والعدل، ولا يدَّعي أن السماءَ تُمطِرُ ذهبًا وفضة، ولكن يؤكِّدُ أن لكل عامل نصيبًا، وليس من قوانينِه أن نُهمِلَ في أعمالنا؛ "فإن اللهَ يجب إذا عمِل أحدكم عملاً أن يُتقِنَه"، فيه كلُّ أسباب العلوِّ والارتفاع في الدنيا والآخرة.

 

ولكننا أحيانًا نُحِسُّ أن المتعةَ في كثرة المال، مع أن أمامنا في الحياة الألوف من أمثلة قارون، أمامنا الذين كانوا يملِكون شيئًا، الذين كانوا يحسبون أن الدنيا قد دانت لهم، ثم وجَدوا أنفسهم عرايا مما كانوا يحسبونه أنه يغطيهم، إنها حقيقة، ولكن من منا يبحثُ عن الحقيقة، من منا يريد الحقيقة؟

 

كل شيء بحدود:

وأحيانا نعتقد أن العزةَ في المنصب والسلطان، فإذا توليناه أصبَحْنا أذلاَّء، أمامنا المثل في الحياة لو فكَّرْنا قليلاً، ولكننا نُلغي تفكيرَنا، ونفكِّرُ بأطماعنا، ونمضي معتقدين في عزة المنصب، المنصب يتخلى عنا، المنافقون حولنا، ونبحث عن أنيس أو رفيق لنجدَ الناس تخافُنا وتبتعد عنا وتتجنبنا، ونتلفت حولنا فإذا لا شيء، ونجد أنفسَنا ضائعين؛ لأننا اختَرْنا ما لا يُعِزُّ ولا ينفع، ومع ذلك نظل نحلم بالزيف ونترك الحقيقة، ومن منا يريد الحقيقة؟

 

وكم من إنسان حسب أنه في منعةٍ من الله بما متَّعه به في الدنيا، واعتقد أن ما حوله ليس زائلاً، ثم جاء قضاءُ الله وبحث عمَّا حوله فلم يجِدْه، وجَده اختفى، انتهى، تبخَّر.

 

ولقد شاءت قدرة الله أن يجعل للاستمتاع البشري حدودًا، بينما بقي العقل البشري يطمع بلا حدود؛ فالمعدةُ لا تستطيع أن تأكُلَ أكثر من طاقتها، فإذا حمَّلتها أكثرَ، أعطتك الأمراض، وقادَتْك إلى الموت، ولقد أثبتت أحدثُ مقاييس الصحة صدق عبارة: "جوعوا تصحوا"، وكان الجهل بالعلم يصور لنا حتى وقت قريب أن الصحةَ في كثرة الطعام نحشره حشرًا، وثبت أيضًا أن المعدة لا تعملُ كما يجب إلا إذا كان فيها مكانٌ للهواء، وفي الحديث: ((ثلث لطعامك، وثلث لشرابك، وثلث لنَفَسِك)).

 

بل أكثر من ذلك أن الرفاهية تقودُك دائمًا إلى الحرمان؛ فالرفاهية وعدم الحركة وكثرة الطعام هي الطريق السريع إلى المرض والموت، وأنت إذا مرِضْتَ فأول ما يأمُرُك به الطبيب لتستعيد الصحة هو الامتناعُ عن الطعام الدسم، عن الأصناف التي لا تقدَّم إلا على موائد المترفين، وكم من قادر محروم مما تستطيع أن تأكل منه، أسرف ناسيًا القيود التي وضعها الله على قدرة الاستمتاع البشري حتى لا يطغى الناس ويلهثوا أمام ما تقدِّمه الدنيا من متاع، وهكذا جعل الله سر الصحة في أرخص الأطعمة، وسر المرض والحرمان فيمن يستطيع أن يملأ ويملأ بلا حساب، ولم يكن هذا عبثًا، وإنما كان ليعرف الناس أن هناك حدودًا لِما يستطيع أن يستمتع به الإنسانُ، وأن من يتجاوز هذه الحدود إنما يشقى، بينما يعتقد أنه يسعَدُ، ويمرض وهو يظنُّ أنه يطلب العافية والقوة، ويُحرم من بهجة الحياة الصحية، وهو يأمُلُ الاستمتاع إلى أكبر حد، ويموت بينما هو يريد طول العمر، هذه حكمة الله، ولكننا لا نتدبَّر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة