• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

ذات الفصول الأربعة

ذات الفصول الأربعة
محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 13/5/2014 ميلادي - 14/7/1435 هجري

الزيارات: 7462

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ذات الفصول الأربعة


لستُ منزعجًا لما يجري من حولي، وعلامَ الانزعاج إذًا وأنا حلقة من حلقات هذا العقد الفريد الغريب، الذي تأبى حبَّاتُه أن تنتظم ائتلافًا، أو أن تتَّسِق اعترافًا بأفضلية الاتحاد على الفُرْقة، وأحقية الانصهار في بَوْتَقة الألفة؟! حتى ولو كانت الدواعي تستوجب الاختلاف، فإن الروابط من دين وعرق وعقيدة تتطلَّب الانبطاح أرضًا حتى تمرَّ عاصفة الشيطان، ليس خوفًا منه، أو لكونه الأقوى؛ لكن لقطع الطريق عليه، وإن كيده لمنعوت بالضعف يقوَى بضعف إيمانِ أحدنا.

 

إن هذا المسرح الكبير، والذي يعرض ويستعرض الآن مسرحيةً هزليةً من فصول أربعة، هي بمثابة فصول العام، فالصيف حيث القيظ والحرُّ، والشتاء حيث ذكر المطر والخير، والربيع حيث الدعة، ومباهج الجنان من ثمر وأزهار، والتي تعشقها الأنوف عشقًا، ووصولاً للخريف الذي تصدَّر دَوْر البطل في كثير من الأحوال - لا يمنع من الحياد، ويتطلب الصدق البيِّن بأن يقال: كما أن للصيف شظفًا وحرًّا، ولم تُنْعَتِ النار والعقاب سوى به؛ ﴿ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 81]، فإن له بعضَ محاسن يحبُّها الجميع، وكذلك لو ذكرنا خيرات الشتاء، فلا ننسى قارسَ بردِه، وصفير وعاصف رياحه، وحتى الربيعُ الذي هو فتنة الشعراء، ومادة خصبة للتمثيل بها، والتعويل عليها في كثير من مجالات التريُّض في حدائق الأدب الرفيع - لا يُعفَى من ذكر عيوبه، فبأي آيات العدل نُمارِي؟!

 

وعودة للمسرحية الهزلية التي تُعرَض من سنوات وسنوات، لا ينفكُّ كتَّابُها ومُعِدُّو الحوار من الإبداع الخالص الذي يتخطَّى حدوده وضوابطه المعروفة.

 

فالجمهور الذي هو الشخصية الأولى في المسرحية الهزلية ذات الفصول الأربعة، هو الذي يرفع على خشبة المسرح (الأبطال)، يسلِّط عليهم الأضواء كثيرًا، كلما ألحن لهم وجَمَّل كلامه، ونظم قريضه وشعره، حتى إذا أُقحِم فيه وأُعطِي فرصة السياحة بين جنبات المسرح الكبير، بدأ الجمهور - والذي أنا منه وحلقة فيه - يستجدي له الأخطاء، ويلتقط له النواقص، وإن لم يكن على بيِّنة منها، ثم سرعان ما تثور ثائرة الجمهور كما ذكر أحد أعضائه الدائمين:

ليس على الوجه الأمثل تمثيله لنا، لم يكن موفَّقًا، خُدِعنا فيه، ثم تبدأ في الظهور مساوئه، وبقدر الحبور والإنصاف الذي رفع به، يكون على النقيض وقت هبوطه درجات السلم.

 

وتسدل الأستار إيذانًا بنجم جديد يتصدر المشهد، ومع كل مشهد يقيل الجمهور ساعة ليحتسي الشاي والقهوة، ويأكل ما لذَّ وطاب، في حين أن عيونًا أخرى تنظر من خلف الأستار المرخاة، وينام الجمهور ساعته، وتكون قد جهزت شخصية جديدة فريدة من نوعها تختلف عن الأسبق اختلافًا في المِشية والعبور، ثم في ديدن الاحتواء للجمهور، فيكنيه محبُّوه بصاحب التغيير.

 

يُفِيق الجمهور في الفصل الثاني من المسرحية الهزلية، يقذف البطل الأول بالحجارة، ويلقون عليه التهم بكثرة، ويهبط من المنصَّة غير مأسوف عليه، فما صدق، لكن استهوَتْه الشياطين على المنصة حيرانَ أيصدُقُهم القول فيصدموا بالحقيقة المُرَّة، أم يلحن لهم في الحديث، فيستمر بطلاً للنهاية؟

 

ولا تخلو قارعة المسرح الكبير من بطلٍ يصنعه الجمهور على عينه، وليس من المدهش ولا الباعث على الاستغراب أن مَن يرفع بطلاً جديدًا على المنصَّة قد يأتي بحركات بهلوانية سحرية، تأخذ الألباب وتسحر العيون؛ لتحبِّب الجمهور فيه لأول وهلة، فإما أن يضرب على وتر العقيدة والمبادئ، وإما أن يعوِّل على الانتماء وغريزة المواطنة، وفي كل الأحوال هو (فذٌّ) استطاع أن يبنِي جسورًا للتواصل مع الغالبية الغالبة من الجماهير.

 

ثم يُعطَى فرصة السياحة على المسرح الكبير، فيفعل عكس ما وعد، وينحاز لمن يصفّقون له، ويزداد غروره وصلفه، فيُحصِّن محبّيه ويُقصِي معارضيه، ثم تثور الثائرة عليه من سواد عظيم من الجمهور الذي يتريَّض كل ساعة في مراتع النوم والقيلولة الصيفية.

 

والعيون التي تراقب من خلف الستائر المرخاة تتشبَّع بمتعة الانشقاق والاتفاق على الخلاف، فتغرّر بمن كان البطل، فيهيج فريق المؤيّد لمن أُلقِي من على خشبة المسرح، يهتفون باسم العقيدة استرقاقًا لمن رام الانحياز، وتبدأ المعارك وتنخرط الطائفتان في الاقتتال والعراك.

 

ولا أنسى أن أذكّركم بأني دائمًا إحدى حبَّات عقد هذا الجمهور، الثاوي بكراسي ليِّنة ناعمة، أقيل مع مَن يقيل، وأحتسي الشاي والمشروبات الباردة في الصيف الممقوت لهيبُه.

 

وبما أني قاصٌّ وكاتب، فليس من اللائق أن أقطع على الجمهور القارئ فرصة التعبير عن باقي فصول القصة؛ حتى لا أُنعَت بالمهيمن على الأفكار، أو بكثير الأحبار فيما لا يفيد.

 

لكن توقعاتي تشير - والله قادر وقدير أن يقيَنا شرها - أنه بعد حينٍ يُصبِح الجمهور على كراسي من حجارة، وستخلو جنبات المسرح ومقاعد الجمهور من كل مشروب يثلج الصدور، إلا من شراب لونه قانٍ (أحمر)، يستحقُّه الغافلون، وبنظرة من الإبداع سيحدث العراك، وستسقط خشبة المسرح الكبير، وسنرجع من جديد نبني مسرحًا ربما نخلد إليه لنرفع مَن نشاء ونخفض مَن نشاء بأمر الله.

 

وأثناء رفع الأنقاض وتزاحم الأضداد من الهلكَى والقتلى بسب أشياع الطائفتين، عُثِر على خشبة كبيرة قد غيَّب الأحمر القاني معالِمَها، فنجتهد في الاطِّلاع عليها، فنبهت بأنها (هنا مسرح العرائس والدُّمى يا سادة).

 

ولكن بعد ماذا؟ بعد أن تسقط الحوائط والعروش، وتنهار السدود بأيادي الحمقى والحمية الممقوتة، ونرى دموع التماسيح.

 

اللهم أعزَّ المسلمين بعزة الدين، واجمَع العرب على كلمة سواء، يُعَز فيها أهل الطاعة، ومحبو الألفة، ويُدحَر فيها أصحاب الفتن وأرباب الكذب يا رب العالمين

 

تمت بحمد الله





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة