• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

دعوة للعودة

دعوة للعودة
عبدالله بن عبده نعمان العواضي


تاريخ الإضافة: 5/5/2014 ميلادي - 6/7/1435 هجري

الزيارات: 4394

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دعوة للعودة


كنتَ في وطن أمين، وعيش هَنِيء، وجيران كرام، تتمتَّع بسَعة ودَعة، وراحة وطمأنينة، ولكن جرى قضاءُ الله تعالى العدل فخرجتَ عن وطنك، وصِرتَ إلى حياة أخرى، تبدَّل جيرانها، وتغيَّرت معيشتها، وعظُمت تكاليفها، فمِن رغَد إلى نَكَد، ومن مِنَن إلى مِحَن، غدوتَ تهتم لنفسك، وتكدح لها، وتخاف عليها، بعد أن كنتَ تأكل من حيث شئت - مما أذن لك - مطمئن البال، لا يعتري أمنَك خوفٌ، ولا أُنسَك وحشةٌ، ولا كفايتَك حاجةٌ، ولا دارَك غربة.

 

كيف كنتَ؟ وإلى أيِّ حال صِرْتَ؟!

أمَا تشتاق إلى الإقامة بعد الغربة، والراحة بعد الكُربة، والسمو بعد الهبوط، وإلى خيرِ جارٍ، في أنعمِ دار، ألا ينزع بك عِرق الوطنية إلى الحِمَى الأوَّل؟!

 

كيف استسَغْتَ المقام في منازل السَّفر، ورضِيتَ بالبقاء في دار الكَدَر؟ أمَا يَحْدُوك داعي الحق وهو يستحثك: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]؟!

 

إن تلك الدَّار الخالدة هي وطنُك الأوَّل، تتزيَّنُ لقدومك، وتتحلَّى لاستقبالك هي وكل ما فيها؛ تجد فيها الرَّوضةَ الفيحاء، هواؤها السَّجْسَجُ، ونعيمها يغدو ويروح، وطيبها يذكو ويفوح، فيها الزوجة الهيفاء، تعنو بجمالها، وتطلق حُسن دَلالها، كملت خُلقًا وخَلْقًا، هذا مع جوار السلام في دار السلام، فيما لا عينٌ رأت، ولا أُذُن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

 

أفلا تقول أيها المغترب المحب:

بانت فؤادي ذاتُ الخال سالبة
فالعيشُ إن حُمَّ لي عيشٌ من العجب

 

ألا يطير بك قلبُك إلى هناك فتقول:

فإن يكُ جُثماني بأرض سواكمُ
فإنَّ فؤادي عندك الدَّهر أجمع

 

كيف لو سمعتَ ذلك النداء العَذْبَ وهو ينسابُ في الأسماع بعد مفارَقة حياة الدنيا: حياة الموت والسُّقم والنَّصَب والهَرَم:

((إن لكم أن تصحُّوا فلا تسقموا أبدًا، وإن لكم أن تشبُّوا فلا تهرَموا أبدًا، وإن لكم أن تحيَوْا فلا تموتوا أبدًا))؟

 

فيا مَن خُلِقَت الجنَّةُ لأجله، ووصل إلى سمعه نَعْتُ ما حَوَتْ، أمَا هزك الشوق، وطار بك الحنين، وبرَّح بك الانتظار إلى تلك المنازل العالية؟ كيف يرضى عقلك أن تكون مولًى منقادًا لمن كان سببًا في إخراجك منها وأنت في صُلب أبيك آدم عليه السلام، وسباك إلى دار الدنيا؟

 

قال ابن القيم - رحمه الله -:

ولكنَّنا سَبْيُ العدوِّ فهل ترى
نعودُ إلى أوطانِنا ونُسلَّمُ
وقد زعَموا أنَّ الغريب إذا نأى
وشطَّت به أوطانُه فهو مغرمُ
وأيُّ اغتراب فوق غربتِنا التي
لها أضحتِ الأعداءُ فينا تَحَكَّمُ

 

فها هي المعشوقة الغانية قد تجمَّلت، وتعرَّضت للخُطَّاب، فلا تدَعْ غيرك يسبقك إليها؛ فالمهر اليوم، والطريق يُطوى، وشُرُف دور الأحباب عما قريبٍ ستُشرق، وعندها تُلقى عصا التَّسيار، ويَقَرُّ عينًا بالإيابِ المسافرُ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة