• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

النقد العظامي

النقد العظامي
د. محمود عبدالجليل روزن


تاريخ الإضافة: 5/5/2014 ميلادي - 6/7/1435 هجري

الزيارات: 3884

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النقد العظاميُّ


هناك مَن يصنع مجده ويبنيه باجتهاده وعرقه فيُسمَّى عِصاميًّا، وهناك مَن يتسوَّرُ المجدَ كاللصوص، أو يدخله من الباب الخلفيّ كالطفيليين، وهؤلاء هم العظاميون الذين لا يستقرُّ لهم مجدٌ ولا يرتفعُ لهم ذِكرٌ إلا بتهشيم عظامِ آخرين.

 

وإنَّ من النقد لنقدًا عِظاميًا، إذ يعمد بعض السفلة والمغمورين إلى الأعلام الـمُجمَع على فضلهم وشرفهم، فيتقافزون على أكتافهم طلبًا للشهرة، وظنًّا منهم أنَّ ذلك كافٍ في انتشالهم من وضاعتهم ونقلهم إلى مصافِّ الأعلام.

 

والسحاب لا يضيره نباح الكلاب، ولا تمنع الديم مشاكساتها أن تهطل فوق رؤوسها غيثًا صيِّبًا نافعًا، فتشربُ ماءه وترعَى نباته مما يأكل الناس والأنعام، ولكنها لا تكفُّ عن النباح.

 

وإنَّ من البليةِ أن يُضطر الغيث اضطرارًا إلى النزول من جوِّ السماءِ إلى وحلِ الأروقةِ والدهاليز والمتاهات ليطاردَ النابحين، ويجاوِب المتطاولين مُجاوبةً إن صدرت بما انطبعَ عليه من أدبٍ كانت مدحًا لهم وإطراءً لا يستحقونه، وإن قارعهم بما هم أهلُه كانَ خَصْمًا منه، وانتقاصًا للسؤدد الذي يُعدُّ من أهله، ولم يُضِفْ إلى الحقيقة شيئًا إذ قال للكلب: إنَّك لنبَّاحٌ!

 

ومبلغُ طموحِ القَزْمِ أن يجدَ عَلَمًا يتقافزُ عليه، فيأمنُ من خوفٍ، ويكرُمُ من لؤمٍ، وينبُلُ من ضعة. ولذلك؛ كان بعض السلف يوصي باجتناب الردِّ على غير المشهورين من الـمُبتدعة لئلّا يشتهروا وتشتهرَ بدعهم.

 

وقد يُعرِّض المغمورُ نفسه للنَّقد عمدًا طلبًا للشهرة، وهذا الصنف من الناس يعلمون جيِّدًا أنَّ أهمَّ ما يضعهم في مرمى النقد تعرضُّهم للرموز الـمُقدَّسةِ؛ فتراهم يأتون بشاذِّ الأقوال التي لا تصدر عن سكِّيرٍ إلا إذا استحكمتِ الراحُ من عقله، أو تراهم يتطاولون - بزعمهم - على الربِّ سبحانه وتعالى عما يقولون علوًّا كبيرًا، أو يتطاولون على النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأصحابه وأهل بيته. فهم لا يفعلون ذلك إلا ليضطروا العلماء اضطرارًا إلى الردِّ عليهم، وهو ما يجلب لهم الشُّهرة، وقد غفلوا أنَّ الله سبحانه وتعالى يُعافي كلَّ مُذنبٍ إلا المجاهرين الذين يعمدون إلى ستر الله السابغ عليهم فيهتكونه بأيديهم.

 

ولفضيلة الدكتور الشاعر حبيب بن معلا – حفظه الله - طرحٌ مُبدِعٌ ساخرٌ يُلخِّص لهذا النوع من البشر طريقهم، بعنوان (إكسير الشهرة: سبع خطواتٍ مضمونة) يُقدِّمها لطلّابها؛ يقول (بتصرُّفٍ): "عزيزي القارئ؛ إليك هذه الخطوات التي لو حققتَ بعضها فستُفتحُ لكَ أبوابُ الشهرة، وتصبح بين عشية وضحاها حديث القنوات الفضائية ونجمها المفضل، وستصبح صديقًا لكثير من رؤساء التحرير والمتنفذين في القنوات الفضائية:

1- حاول بأي طريقة مُصادمة الأمة في دينها؛ بحيث تشكِّكُ في القدر، أو تطعن في مسلَّمة من مسلَّمات الشرع، أو تمجِّد رمزًا وثنيًّا، أو تثني على مُحادٍّ لله ولرسوله، عندها ستصبح رمزًا للتحرر والتفكير المستقل، وستصبح حديث المجتمع؛ بحيث يلعنك الناس ويحذِّر منك الخيّرون، ومن جهة أخرى ستهتم بك الصحف والمنتديات والقنوات اهتمامًا خاصًّا، وستفتح لك أبواب النشر.

 

2- إن كان مظهرك يوحي بانتمائك للمتدينين ويصعب عليك الترويج لأيِّ رذيلة فالمسألة ليست صعبةً كما تظنُّ؛ بل هي سهلةٌ جدًّا؛ يمكنك أن تشكك في الجمعيات الخيرية أو حلقات تحفيظ القرآن أو المحاكم الشرعية أو هيئات الأمر بالمعروف، أو تشكك في الفتوى، أو تطعن في عالم أو داعية أو تنفر الناس من كراهية الأعداء، وتدعو للتعاون مع أعداء الأمة، أو تندلق بخطاب (التسامح) المخزي مع اليهود، أو تصبح (تنويريًّا) فتسخر من المجتمع المحافظ وتدعو لمزيد من (الانفتاح).

 

3- إن كنتِ (فتاةً) فالأمر أسهل من هذا كله؛ لا تتطلب الشهرة سوى كتابة قصيدة شهوانية أو مقالة ساقطة أو رواية منحرفة؛ عندها تصبحين حديث الصحف كلها في تزامن مقصود وستكونين ضيفةً على القنوات الفضائية حتى لو كانت كتابتكِ ضعيفة وأسلوبكِ مهترئًا ، وربما يكفي للشهرة أن ترضي بنشرِ صورتكِ العارية في صحيفة أو مجلة.

 

3- اكتب مقالات متنوعة: مرة تنصب نفسك مفتيًا، فتجيز الغناء والاختلاط وكشف المرأة وجهها، ومرة تحلل أبعاد جسد راقصة داعرة، ومرة تنقد هيئة كبار العلماء، ومرة تتابع (ستار أكاديمي)، ومرة تنصب نفسكَ مفكرًا فتكتب عن الإرهاب، ويتفتق عقلك الضخم عن فكرة توسوس بها أنَّ سبب الإرهاب هو التدين ، ومرة تثني على حمامة السلام (شارون).. وهكذا.

 

4- احفظ مجموعة من الكلمات؛ مثل: "الانتلجنسيا - الأزمة - الخطاب العقلاني -الإسلاموية- الصحويون - التسامح - التنوير- المؤسسات الدينية- التطرف- الأصدقاء اليهود – الأصولية- القندهاريون – الراديكالي – الفاشية الدينية – الثيوقراطي – الرجعية – العصور الوسطى – البداوة والصحراء" ورددها في مقالاتك ومداخلاتك بأي طريقة، ولو بأن تحشرها حشرًا ؛ عندها ستصبح مثقفًا حتى لو لم تكن تجاوزت الثالثة المتوسطة.

 

5- شارك في أي مؤامرة تدبرها الصحافة المنحرفة ؛ فإذا وجدت مجموعة من الصحف تكتب فيها مقالات متزامنة تتباكى على العدالة حين يحاكم المجتمع منحرفًا أو توقف الدولة مجرمًا ما، أو مقالات تثني على مسلسل مشبوه مدعوم من أعداء الأمة أو ممثل ساقط يسخر من القيم ؛ عندئذٍ شارك مع هذه الجوقة.

 

6- حارب أسلمة الأدب والفكر والاقتصاد والثقافة، وإياك أن تكون لك يدٌ فيها.

 

7- حرّف مفهومات القيم؛ فالحرية يجب أن تكون لنشر الإلحاد، والحوار يجب أن يكون مع اليهود والنصارى، والتسامح يجب أن يكون مع من يسبُّ رب العزة جل جلاله، أما المجتمعات المسلمة الطاهرة فيجب ألا تتمتع بهذه القيم أبدًا.

 

هذه خطوات سبع تجعلك - أو يجعلك بعضها - نجمًا قنواتيًّا مشهورًا، وسواء عليك أكنت الآن متطرفًا تكفيريًّا أو سكيرًا متشردًا، أو تلاحق محارمك جنسيًّا، أو كنتَ نزيل مصحة نفسية؛ فإنك بهذه الخطوات أو بعضها تجبُّ ماسبق، وتبدأ حياة جديدة وربما تكون لك زاوية في صحيفة يومية .والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون". ا.هـ.

 

ويُلحقُ بهذا الضَّرب بعضُ الكُّتَّاب المنسوبين إلى الأدبِ، إذ تُطبع لأحدهم روايةٌ يعلم علم اليقين أنَّ توزيعها لن يتخطَّى مائة نسخةٍ داخلٌ فيها الهدايا للأصدقاء والنُّقَّاد، فيلجأ إلى الحيلةِ بادِّعاء أنَّ الرقابة على المـُصنَّفات الأدبيَّة قد حَجَرَتْ على الأديبِ في روايته، وأنَّ أعداء الأدب - بزعمه - يقفون له بالمرصادِ، فيختلق ضجة من لا شيءٍ، فيُهرَعُ الناس إلى استكشاف أبعاد القضيَّة بشراء الروايةِ، وما عَلِمَ المسكينُ أيَّ سُحْتٍ يأكلُ، وأيَّ فِريَةٍ يفتري.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة