• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

مسلم علماني !

مسلم علماني !
د. خليل محمد أيوب


تاريخ الإضافة: 2/5/2014 ميلادي - 3/7/1435 هجري

الزيارات: 10625

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مسلم علماني!


هذا وصف ما أكثرَ ما كنت أُنكره، وكان يدور منه رأسي؛ وذلك لما فيه من خلطٍ عجيبٍ بين الأضداد لا يقول به مَن عنده أَثَرةٌ من عقلٍ، أو بقيةٌ من علمٍ؛ إذ الإسلام منهج في النظر إلى الحياة متكاملٌ؛ ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54] يأخذ بيدَي مَن يدين به من صغائر الأمور إلى عظائمها، من البسملة قبل الطعام، ودعاء دخول الخلاء إلى تناول ما له تعلُّق بالمال والسياسة وعلاقة الأمَّة المسلمة بغيرها من الأمم في السِّلم والحرب؛ يقول تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162]، وليس للذي يدين به الخِيَرَةُ إذا ما قضى الله ورسوله أمرًا؛ ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].


وأمَّا العَلمانية (SECUL ARISM) بمعنى:

الدنيوي والواقعي، والعالمي، فمنهجٌ آخرُ مختلف كلَّ الاختلاف عن منهج الإسلام؛ إنَّها - كما يقول الدكتور محمد عمارة -: "نزعة فلسفية وفِكرية وسياسيَّة واجتماعيَّة ترى العالم مكتفيًا بذاته، تُدبِّره الأسباب الذاتية المودعة فيه، فالعالم والواقع والدنيا هي مرجعيَّة التدبير للاجتماع الإنسانيِّ والدولة والحياة، ومن ثَمَّ فإنَّ الاجتماع والحياة والدولة ليست في حاجة إلى مدبِّرٍ من خارج هذا العالم ومن وراء هذه الطبيعة، والإنسان مكتفٍ بذاته يُدبِّر شؤونه، ويُبدع قِيَمه ونُظُمه بواسطة العقل والتجربة، وليس في حاجة إلى شريعة سماويةٍ تحكم هذا التدبير"، وهذه العلمانية عند أصحابها، وآباء عذرتها وَفْقَ تقسيم المسيري، إمَّا جزئية تُقصي الدِّين عن أن يكون فاعلاً في الحياة، ولكنَّها لا تُحاربه كالتي عند الغرب، وإمَّا شُمولية ترى في الدِّين عدوًّا يجب سحقه ورمي جثَّته للوحوش الضاريات، كالتي رأينا عند أتباع ماركس وإنجلز، ولا شكل آخر للعلمانية سوى تلك العلمانية الملفَّقة التي نراها في بلاد العرب والمسلمين؛ فهي تارةً تُقصي الدِّين، وتارةً تُحاربه، وتارةً ثالثةً تَستدعيه، فإذا سيِّدُ العلمانيين أميرُ المؤمنين، ووليُّ أمر الصالحين، والخارج عليه خارج عن الملَّة، وشيطانٌ رجيم، ولن تَعْدِم لكل هذه الأحوال من يُفتيك بتناغيها وتآلفها مع صحيح الإسلام، وسويِّ الدين، من شياطين الفتاوى وتجار الدين، ممن يَبيعون دينهم بعرَضٍ من الدنيا.


ولا تتوهمنَّ أنِّي أحجر بهذا الذي أقول على أيِّ أحدٍ أن يسير في الطريق الذي يريد، وكيف أحجر؟ والله يقول: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256]، ويقول: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ [الكهف: 29]، وإنَّما الذي أريد قوله: إنَّ منهج النظر المجرَّد، والمنطق المتساوق يأبى مثل ذلك الخلط البشع المتعَمَّد بين الإسلام والعَلْمانية، وإنَّ فعل ذلك لخيانةٌ للعلم، وكذبٌ على العقل، وتزويرٌ وتلفيق يأباه كل نظرٍ مستقيم؛ لأنَّ الجمع بينهما كالجمع بين الليل والنهار، والسواد والبياض، في وقتٍ واحدٍ، ومكانٍ واحدٍ، وذلكم المحالُ، ذلكم المُحال.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة