• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

مخاطر عولمة ثقافة الكسب

مخاطر عولمة ثقافة الكسب
نايف عبوش


تاريخ الإضافة: 30/4/2014 ميلادي - 1/7/1435 هجري

الزيارات: 5673

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مخاطر عولمة ثقافة الكسب


ما من شكٍّ أن الحضارة الغربية المعاصرة أبدعتِ الكثيرَ من الإنجازات العلميَّة والتِّقنيَّة، والصناعية... وغيرها، ولعل التقدم الصناعي الذي أحرزته في مجال الإنتاج الكبير باستخدام أساليب إنتاج حديثة، قاد إلى تعظيم مُخرَجات الإنتاج بشكل ملموس، وارتقى بالقيمة المضافة في الاقتصاد إلى مستويات غير مسبوقة، فازداد الدخلُ القومي، وتراكمت الثروة تَبَعًا لذلك، وتَحسَّنت الحياة المعاشية للمستهلكين قياسًا بمثيلاتها في الدول الفقيرة والنامية، حتى لقد صار بالإمكان الآن أن يَجِد الفردُ كلَّ شيء يحتاجه من السِّلع والخِدْمات في أسواق الدول الصناعية المتقدِّمة، إضافة إلى العلم والتقنية، مرورًا بثقافة الإنتاج، وانتهاء بالرفاهية الاجتماعية، إلا أنه من النادر أن نَجِد فيها لمسةً رُوحيَّة مُتوهِّجة، أو حِسًّا وِجدانيًّا مُتدفِّقًا، بل ربما قد نتوصَّل إلى قناعة تامة مُفادها: أنه لمِثْل هذه الأسباب وأخرى غيرها، فإن من الملاحظ أن عواصم العالم الصناعي، ومدنه الكبرى، تُعاني أشدَّ حالات التوتر النفسي، وتعيش أعلى معدلات حالات الانتحار، بعد أن جفَّفت الرفاهية المادية الحياةَ الاجتماعية فيها، وبلَّد صَخَبُ المصانع المشاعرَ الإنسانية، حتى وصل الأمر إلى حدِّ تحويل الفرد في السوق الرأسمالية إلى ما يُشْبِه الآلة.


ولأن رياح العولمة ما فتئت تَهُب علينا من كلِّ حَدَب وصَوب، وهي مُشبَّعة بهوس ثقافة الكَسْب، ومُتْرعة بزَهْو تعظيم الرِّبح، ومُفتتِنة بوَلَعها الشديد بفكرة التوسع في استخدام تكنولوجيا الآلة في كلِّ جوانب الحياة الاجتماعية، فإن المطلوب أن يتمَّ الانتباه إلى مخاطر الانغماس الكلي في مِثْل هذا النمط من الثقافة، وتوخِّي الحذر من نسْخه في واقعنا من دون تمحيص؛ لتجنُّب التداعيات السلبيَّة فيه، وبالشكل الذي يَضمْن الحِفاظَ على ثقافة الموروث الديني والتراثي المحلي، متوافقة مع الذات الجمعيَّة التي احتضنت ذلك الموروثَ في تراتيبه مع الأجيال الصاعدة؛ ضمانًا لبقائه مُتوازِنًا مع العولمة في حركة انسياب منتجاتها المادية، والسلوكيات المرافِقة لها إلى مجتمعاتنا العربية، التي ينبغي لها أن تتشبَّث بخصوصيَّة سياق موروثها الحضاري بوعي تام، يؤمِّن لها التفاعلَ الإيجابي مع معطيات العصرنة، من دون أن يسمح لها بأن تَسلُبه خصوصيَّته، وتَنتزِع منه هُويَّته، في نَفْس الوقت الذي ينبغي عليه أن يرتقي باستخدام مُعطياتها بأعلى درجات الأداء الفني؛ لكي يُقلِّص الضياعَ في الكفاءة بوعي اختزال السياق، ويتجاوز سطحيَّة الاستيعاب وصعوبة التمثل بما تَعنيه من كُلْفة مضافة مادية ومعنوية معًا، تتمظهر بأشكال مُعقَّدة من التخلُّف والاستلاب، وتدنِّي مستوى الانتفاع في دائرة الاستخدام، مالم يتمَّ التمكن من تدجين تلك المعطيات بكفاءة؛ لكي تتلاءم مع خصوصيَّة طبيعة البيئة العربية التي ينساب إلينا في ثناياها من الماضي ذلك الموروث؛ لتفادي التفاقم المُقلِق لفجوة الجيل والتقنية بالعولمة، الأمر الذي بات يُهدِّد بتفكك قِيَمي واجتماعي مأساوي، قد يقود إلى الضياع، والاستلاب المُحقَّق في الأُفق المنظور؛ مما يؤدِّي - في المحصِّلة - إلى مسْخ الهُويَّة، وقطْع التواصل الحركي مع التراث، وترسيخ التَبَعيَّة للسوق الخارجية بالتعقيب، ومن ثَمَّ تحويل الفرد تِلقائيًّا في مجتمعنا العربي، إلى مجرد روبوت آليٍّ، خالٍ من الطاقة الرُّوحية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة