• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

النقد التشاؤمي

د. محمود عبدالجليل روزن


تاريخ الإضافة: 21/4/2014 ميلادي - 21/6/1435 هجري

الزيارات: 4142

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النقد التشاؤمي


صنفٌ آخر من جلَّادي الذات – بل هم جلَّادو الذات على الحقيقة - ينظرُ للدنيا حوله بمنظارٍ تشاؤميٍّ، وليته إذ ابتُلي بذلك؛ احتفظ بوصف ما يراه لنفسه، ولكنه يأبى إلا أن يرتدي زيَّ الناقد الخريت وهو يُوصِّف ما يخيِّله له منظاره الداكن، تسمع إلى حديثه كأنَّه نَعيُ الإخوان وفقدان الأحبَّةِ، فالناس عنده لم يعودوا كما كانوا، والأيام كلها كئيبةٌ، والذاهبون أخذوا الخير معهم بلا عودة، ولا خير فينا على كلِّ حالٍ، ولا تنتظر الغدَ فلن يأتيَ من الشرقِ الضياءُ، ولا تحسبوه عارضًا مستقبل أوديتكم بل هي ريحٌ فيها عذاب أليمٌ! ولا تحسبوا الثمر يسَّاقط من فرط نُضجٍ إنما يَسَّاقط من نقص العناصر في التُّربة، أو تحسبوا الصبيَّ تقدَّم للإمامةِ لنبوغه، ولكنَّه ما تقدَّم إلا لذهاب العلماء!!!

 

ومثل هذا النقد التشاؤميّ يهدم ولا يبني، وأنَّى لمن بضاعته الكلامُ وضعُ لبنتين فوق بعضهما؟! وهذا الجلَّاد ينطبق عليه وصف النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم".

 

قال الإمام النوويّ -:

"رُوي (أهلكهم) على وجهين مشهورين: رفع الكاف وفتحها، والرفع أشهر، ويؤيده أنه جاء في رواية رويناها في حلية الاولياء في ترجمة سفيان الثوري "فهو من أهلكهم" قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين: الرفع أشهر ومعناها أشدهم هلاكًا، وأما رواية الفتح فمعناها: هو جعلهم هالكين لا أنهم هلكوا في الحقيقة.... وقال الخطابيُّ: معناه: لا يزال الرجل يعيب الناس ويذكر مساويهم، ويقول فسد الناس وهلكوا ونحو ذلك فإذا فعل ذلك فهو أهلكُهم أي أسوأ حالًا منهم بما يلحقه من الإثم في عيبهم والوقيعة فيهم"[1].

 

وعلى معنييها؛ فصاحبنا هالكٌ لأنَّ أهلَكُ الناس مَن ابتُلي في أمله فشاخت همَّته وعزيمته وإن كان شابًّا صحيحَ الأعضاء مستويَ الظهر مُنتصِبَه. ومثله يُصيب من حوله بالتشاؤم المقعد عن تحصيل كل فضيلةٍ، يبدِّلهم آجالًا من آمالٍ، فإذا به كالثقب في جوف الإناء لا يلبث أن يتركه خاويًا. وتزداد خطورة هذا الضرب من الجلَّادين إن جُعلوا هم الـمتصدرين للناس؛ يطلون عليهم من وسائل الإعلام؛ فلا يتركون أمرًا تتقطع له النياطُ كمدًا، وتزهق منه النفوس بددًا؛ إلا ذكروه ونوَّهوا به، فإن كان شأنٌ في الأسى قليل وفي جلب الحسرة ضئيل؛ لم يزالوا به ينفخون حتى يوقدوا عليه ومنه مآسيَ تنوِّحُ في جنباتها الغربانُ. ومثل هذا هالكٌ في الثلاثة الدُّور: هالكٌ في الدُّنيا إمَّا بهجر الناس له أو انتقامهم منه أو لأنَّ طابخ السُّم لابد متذوِّقه؛ فمآله إلى التشاؤم المقعدِ. وهالكٌ بعد موته إذ لا تاريخ للمتشائمين، ولا يُترجمُ لأحد فيقال: كان رأسًا في التشاؤم! أو كان كلُّ عطائه الذي يؤهله لمنصَّات التاريخِ أنَّه عتيقٌ في السلبيَّة أو داعيةٌ للبلادة! كما أنَّه مِن أهلكِ الناس يوم القيامةِ؛ إذ يُحشر في إثره آلافٌ ممن صدَّهم عن الخير بدعوته، فيأخذون من حسناته وما أقلَّها، ويطرحون عليه سيئاتهم، وما أثقلها ثمَّ يرمى به في النارِ، وما أهولها، أعاذنا الله منها. ولا يُغفل في هذا المقام - الذي لا يظلمُ فيه عبدٌ مثقالُ ذرَّةٍ – أنَّ هذا الجلَّاد مستحق للسؤال على واجبِ النصيحة التي طولب بإعرابها فأعجمها! فليته - حين لم يضطلع وَدَعَ، وحين لم يستمع سكت.



[1] مسلم بشرح النووي (8/347)، والحديث أخرجه مسلم: (ح2623).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة