• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

أمة مأزومة ومرجعية معدومة

أمة مأزومة ومرجعية معدومة
رشيد العطران


تاريخ الإضافة: 20/4/2014 ميلادي - 20/6/1435 هجري

الزيارات: 5931

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أمة مأزومة.. ومرجعية معدومة!


أمة مأزومة:

لو تأمَّلتم العنوان قليلاً لوجدتُم أنه يُشِير إلى أن الأصل في هذه الأمة السَّعة والخير، والنهوض والتقدم، والقيادة والفكر، والنضوج والعقل؛ فلذلك حين غاب عنها ذلك أصابها الضيق والشدة، والعَوَز والعجز، ووجبت عليها التبعية، وتخلف عنها الاستخلاف، وعادت إلى أصلِ خِلْقتِها (الطين)، تدوسها الأقدام، بعد أن كانت الأقدامُ تستجمع قواها لحملها، وهذا ما يجعل الكاتبَ يُسطِّر حقيقة مرة تقطع كَبِدَه، ويصف ذلك بقوله: (أمة مأزومة)!

 

فمثلاً: حين يَغِيب عن العقل الدليلُ والبرهان يُصبِح الإنسان مجردًا من التوفيق، ويوكل إلى نفسِه وتدبيرِه، وتصعب عليه أدنى المسائل في التفكير والتنظير، ويعيش حالة من التَّيَهانِ والحيرة، فكيف بما هو فوق ذلك من العمل والرياضة الحسية المجهدة؟

 

لأن العقل المجرد من القيم العادلة، والمبادئ القطعية الثابتة، لا يملِك قرارًا ثابتًا، ولا حلاًّ كليًّا، ولا عدلاً شموليًّا؛ فهو مع نفسِه أو فئته وجماعته قرارًا وعدلاً وحلاًّ، فتلك أزمة محورية أصابت نواة العقل والتفكير؛ حيث تعلَّق العقل بذاته وهواه!

 

• وحين يُفكِّر الإنسان تحت أُطُرٍ فردية أو جماعية، متخليًا عن عضويتِه في جسد هذه الأمة، ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾ [المؤمنون: 52]، ورابطًا تفكيرَه في عضوٍ من أعضائها، أو جزءٍ من أجزائها، كأن بقية الأعضاء مخلوعة من منظومة الحياة التي يعيشها، والدين الذي يرابط بينها، واللسان الذي يجمع كلمتَها، وكأنه لا يدري أنه بذلك قد زاد من الأزمة التي نشكوها؛ لأن الأفكار المنغلقة والمؤطَّرة، أو المفصَّلة على مقاس مُعيَّن من التفكير، في الغالب تكون عصًا للتعصب والغلو، والتشدد الذي يُضرَب به الآخرون، وتجلد به ذواتهم وأفكارهم، وتلك أزمة فكرية مستعصية، بسببها تأخَّرت الأمة عن التقدم، وتثاقلت عن النهوض، وأصبحت كالعجوز المنقطعة عن بِرِّها!

 

والحل مع هذه الأزمة وأصحابِها يكون في ترشيدِ وتوجيه تلك الأفكار، لا في بترها وقطعها عن سياقها، وفي الانفتاح على الآخرين والنظر في أفكارهم ومحاولة الاستفادة منها؛ فـ: (الحكمة ضالَّة المؤمن، أنَّى وجَدَها فهو أحقُّ بها!)، وليس حلاًّ أن نحقر وأن نشتمَ في أصحابِها، ولا أن نشجبَ في زوايا الخنوع والتقادم!

 

إن المتأمل في قضايا الفكر والثقافة والعلم والمعرفة، يُدرِك مدى أثرِ تلك العلوم على سلوك الإنسان، وأثرها في تصرفاته وأفعاله وأقواله؛ فالإنسان المأزوم فكريًّا يستحيل أن يكون ذا سلوك تربوي راقٍ ورفيع؛ لأن الأفكار - كما يقولون - مصنعٌ تربوي خام، ومنه نستخرج كثيرًا من تصرفاتنا وأفعالنا سلبًا وإيجابًا، دون تناسٍ للدور البيئي الذي نعيشه.

 

ونتاجًا للأزمة الفكرية التي تعيشها الأمة نتج لدينا أزمةٌ تربويةٌ في كيفية التعامل مع الآخر، فحينًا نهمشه ونهمله، وحينًا نرميه بأقذع الألفاظ، وحينًا نخلع عنه ثوب إنسانيته، فصار الواحد منا "بروفسور" كبيرًا، إلا أنه في التربية لا زال في "السنة الأولى تمهيدي"، وبسبب سقوط هذه الألقاب في مثل هذه التربويات اليسيرة والميسرة، سقط النظامُ الأخلاقي الوصفي والمعنوي من حياتنا، وأصبح الناس بلا تربية، بل بلا أخلاق وقِيَم، ولا شك أن الأخلاق نظامٌ مستقلٌّ في حياة الناس؛ فسقوط أو تساقط هذا النظام يعني بالضرورة حصولَ أزمة أخلاقية في الأمة، والحل في صيانة الأخلاق وحمايتها من الكبير قبل الصغير!

 

مرجعية معدومة:

إذًا كلٌّ منا يُؤمِن أن الأمة اليوم مأزومةٌ في أفكارها، مأزومة في أخلاقها، وكل شيء من ذلك يُولِّد أشياء أخرى، وليست المشكلةُ في هذا التوالد؛ فهذا نتاجٌ طبيعي لتلك الأزمات، لكن المشكلة الكبرى تكمُنُ في انعدام المرجعية بشقَّيْها؛ مرجعية الأصل، ومرجعية الفهم:

مرجعية الأصل:

هي حقيقة الدين (الكتاب والسنَّة وفهم الصحابة رضي الله عنهم، وكذلك الآثار السلفية التي نُقِلت إلينا وحصل الإجماع عليها)، وانعدام هذه المرجعيَّة بسبب الجهل الذي خيَّم على عقول الناس، ووجود أفكار تزاحم الفكر الإسلامي، وتُضيِّق عليه، وتسعى لتغييبه عن حياة الناس.

 

مرجعية الفهم:

وهم العلماء والقدوات، الذين فقهوا وعلموا معنى المرجعية الأولى، فصاروا مرجعًا يُعتَدُّ به عند تفاقم الأزمات، وحصول الفُرقة والخلاف، وحلول عاصفة الفتنة والضياع، وهذه الثانية هي المرجعية المعدومة التي عَنَاها الكاتب في الشق الآخر من عنوان المقال: (ومرجعية معدومة)، فبين أزمة الأمة وغياب مرجعيتها تصاعدتِ الأمور، وزادت سوءًا لمن تأمل ونظر؛ فالمرجعية اليوم صارت مقصورةً على جماعة وحزب وفئة من الناس!

 

نعم، فلم يَعُدِ العلماء ظلاًّ يستظل به المسلمون جميعًا، ولم يعُودوا كتلك الواحة الخضراء يأوي إليها الناس عند كل شدة وكرب، غابت المرجعيةُ أو غُيِّبت، لست أدري!

 

المهم أن غيابَهم عن حياة الناس وحضور مَن دونهم جعل الناسَ في شكٍّ من علمائهم، واستطاع المتربِّصون أن يُوسِّعوا الفجوة بين العالَم وأمته، وأن يجعلوا الريب والشك عامرًا في قلوب الناس، بينما يقف العلماء حيرَى أمام هذا المكر كأنهم لا يبصرون، أو كأنهم في حيرتهم يتردَّدون!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة