• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

حكاية حجر

الشيخ حسن عبدالعال محمود


تاريخ الإضافة: 16/4/2014 ميلادي - 16/6/1435 هجري

الزيارات: 5651

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حكاية حجر


الدنيا مليئةٌ بالحكايات والقِصص، منها الحقيقي ومنها الخيالي، ولكن قصتي تحمل الحقيقةَ الناصعة، وسوف أحكي لكم قصتي بنفسي:

أنا الحجرُ، لي قصة طويلة عبر التاريخ مع المسلمين والمؤمنين، نبدأ بإبراهيم عليه السلام حين يلاحقه إبليسُ محاولاً إقناعه بالتمرُّد على أمر ربه، حين أمره بذبحِ ولده إسماعيل، محرِّكًا في نفسه عاطفةَ الأبوة، ماذا فعَل إبراهيم عليه السلام؟ التقَط حجرًا أخذه من بطحاء مكة، وقذَفه في وجه الشيطان، وعاوَد إبليسُ المحاولة مرة ثانية وثالثة في ثلاثة أماكن مختلفة؛ طمَعًا في النجاح في إقناع الخليل، لكن إبراهيم عليه السلام يعاود رجمه في كل مرة، حتى يئِس، ثم تصبح هذه سنَّة خالدة، واجبًا يؤدِّيه الحاجُّ في ذلك المكان إلى يوم الدين؛ اقتداءً بسنَّة إبراهيم الخليل عليه السلام، وتعبيرًا عن العَدَاء الأبدي بين المسلم وبين الشيطان.

 

• ولي قصةٌ مع موسى عليه السلام، حين طلب قومُه منه السقيا وهم في الصحراء، فئةٌ مؤمنة أصابهم العطش وهم في وسط صحراء قاحلة مع نبيِّهم، فتوجَّه موسى لله رب العالمين، فيستجيب الله له، ويأمره أن يضربَ بعصاه حجرًا، فينفجرُ من ذلك الحجرِ - بأمر الله جل وعلا - اثنتا عَشْرةَ عينًا بعدد أسباطِ بني إسرائيل.

 

• ولي حكايةٌ أيضًا مع قوم لوط عليه السلام، عندما ارتكب قومُ لوطٍ تلك الجريمة البشعة، التي تُنافي الدِّين والخُلق والمروءة، تلك الجريمة الشنعاء التي تتعارضُ مع الفطرة السليمة، حيث يترك الرجلُ زوجتَه ويمارس الرذيلةَ مع الرجال أمثالِه، مع أن نبيَّهم لوطًا عليه السلام حذَّرهم مِن ذلك، وعرَض عليهم بناتِه ليَنكحوهنَّ عن طريق الزَّواج الشرعيِّ، ولكنهم رفَضوا ذلك، وأصرُّوا على مقارفةِ الجريمة، فأرسل الله ملائكتَه وأمَرَهم أن يُمطِروهم بحجارة من طينٍ، مسوَّمة عند ربك للمسرفين، فكان الحجَرُ سلاحًا إلهيًّا فتَّاكًا ومدمِّرًا في يد الملائكة.

 

قال الله تعالى: ﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 80 - 84].

 

• ويدورُ الزمان دورتَه، فتكون لي قصةٌ مع أهل مكةَ قبل ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم، حين يغزو أبرهةُ مكةَ بجيش جرارٍ، تتقدَّمُه الفِيَلة، وهو يُريد هدمَ بيتِ الله العتيق، ويَعجِزُ العرب عن التصدي لهذا الزحف الهائل، وبعد أن يصل الأمر بقريش مبلغًا عظيمًا، حيث بلغتِ القلوبُ الحناجرَ، وشخَصتِ الأبصار، وترَكوا الدِّيار، وخرَجوا من مكةَ لا حولَ لهم ولا قوة ولا حيلة، عندها يرسل المولى - سبحانه وتعالى - بعضًا من جنوده، طيورًا تملأ الآفاقَ، تحمل حجارة من سِجِّيل، فترميها عليهم، فتجعلهم كأوراق الشَّجرِ الجافة المحترقة، ويحفظ اللهُ بيتَه، ويسجِّل القرآن الكريم وقائعَ هذه الحادثةِ في سورةٍ كريمة، يذكر الناس بأن الكونَ وما فيه يأتمر بأمرِ خالقِه، ويتحرك بمشيئتِه.

 

قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾ [الفيل: 1 - 5].

 

• ولي قصةٌ طويلة مع أهل فِلَسطين، كانت - ولا زالت - حديثَ البشر، فها هم أطفالُ الحجارة، يلتقطونني من الأرض، ويرمُون اليهود، فكان لتلك الحجارةِ وَقْعٌ ودَوِيٌّ تحدَّث عنه الإعلامُ العالَمي في وقتِه، وخافه اليهودُ أشدَّ الخوف، وهم يملِكون القنابلَ المحرِقة، والأسلحة الفتاكة، ولأن الحجرَ جنديٌّ من جنود الله؛ فهم يخشَوْنه ويهربون منه ويفرُّون.

 

وإنني في انتظار حارٍّ أن يأتيَ الوعدُ الحقُّ الذى أخبرنا به الصادقُ المصدوق صلى الله عليه وسلم، حين يأتي اليهودُ فيختبئون ورائي، وأنا أدلُّ المسلمَ عليهم، فيأتي فيقتُلُهم.

 

عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقومُ الساعةُ حتى تُقاتِلوا اليهودَ، حتى يقولَ الحجرُ وراءَه اليهوديُّ: يا مسلمُ، هذا يهوديٌّ ورائي فاقتُلْه)).

 

حكايتي لا تنتهي عند ذلك؛ فقد أكون أجرًا وثوابًا لمن أزالني عن طريقِ الناس حتى لا أؤذيهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((وإماطتُك الحجَرَ والشوكةَ والعَظْمَ عن الطريقِ لك صدقةٌ)).

 

وأشهدُ للمؤذِّن يوم القيامة، وأكون عقوبةً لآكلِ الرِّبا.

 

هذه قصتي، وتلك حكايتي...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر وإعجاب بالموضوع
شعاع الأمل - المملكة العربية السعودية 12/05/2014 12:28 PM
ماشاء الله أسلوب جدا رائع وأكثر ما جذبني اليه هو العنوان أهنئك على حسن اختيار العنوان وفقكم الله
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة