• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الاستعداد الفطري للمعرفة

الاستعداد الفطري للمعرفة
د. فهمي قطب الدين النجار


تاريخ الإضافة: 26/3/2014 ميلادي - 25/5/1435 هجري

الزيارات: 24261

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاستعداد الفطري للمعرفة


إن الإدراك العقلي عند ابن تيمية يعتمِدُ أولاً على الاستعداد الفطري للمعرفة، وبهذا الاستعداد يتميَّز الإنسان عن باقي الحيوانات، والاستعداد الفطري يدفع الإنسان إلى قَبول الحق مباشرةً إن لم يَشُبْه شائبة في البيئة التي نشأ فيها من فتنٍ وشبهات.

 

يقول ابن تيمية: "فأما لو تُرِك وحاله (أي القلب) فارغًا عن كل ذكر، خاليًا عن كل فكر، فقد كان يقبلُ العلم الذي لا جهل فيه، ويرى الحق الذي لا ريب فيه، فيؤمن بربه وينيب إليه، فإنَّ كل مولود يولد على الفطرة..."، "وإنما يَحُولُ بينه وبين الحق في غالب الأحوال شغلُه بغيرِه من فتن الدنيا ومطالب الجسد وشهوات النفس، فهو في هذه الحال كالعين الناظرة إلى وجه الأرض لا يمكنها أن ترى مع ذلك الهلال، أو هو يميل إليه فيصده عن اتباع الحق، فيكون كالعين التي فيها قذى لا يمكنها رؤية الأشياء"[1].

 

ويتفاوت الناس في هذا الاستعداد الفطري للمعرفة العقلية، وهو ما يطلق عليه علم النفس الحديث "الفروق الفردية"، فالناس يتفاوتون في القدرات العقلية والذكاء والتحصيل العلمي والمهارات، وقد سبق ابنُ تيمية عالِمَ النفسِ الفَرَنسيَّ "الفريد بينيه"، الذي يُعَد من أوائل الذين لاحظوا تفاوت التلاميذ - حين دخولهم المدرسة - في القدرات والتحصيل والذكاء[2].

 

يقول ابن تيمية: "وهذا مع أن الناس متباينون في نفس عقلِهم الأشياء من بين كامل وناقص، وفيما يعقِلونهم من بين قليل وكثير وجليل ودقيق وغير ذلك"[3]، ويقول أيضًا: "وكم من ناظر مفكر لم يُحصِّل العلم ولم يَنَلْه، كما أنه كم من ناظر إلى الهلال لا يبصره، ومستمع إلى صوت لا يسمعه"[4].

 

وبعد أن يؤكِّد ابن تيمية تفاوتَ الناس في القدرات العقلية، والتعليم والمهارات، يرتِّب على ذلك اختلافَ ترتيب الواجبات باختلاف أحوال الناس، يقول: "فينبغي أن يُعلَم أن ترتيب الواجبات في الشرع واحدًا بعد واحد ليس أمرًا يستوي فيه جميع الناس، بل هم مُتنوِّعون في ذلك، فكما أنه قد يجب على هذا ما لا يجب على هذا، فكذلك قد يُؤمَر هذا ابتداءً بما يؤمر به هذا"[5].

 

وكذلك الواجبات العقلية والتحصيل العلمي تختلف باختلافِ قدرة الإنسان العقلية، "وهكذا الواجبات العقلية - إذا قيل بالوجوب العقلي - يتنوَّع الناس في ترتيبها... وكما أنهم متنوِّعون في ترتيب الوجوب فهم مُتنوِّعون في ترتيب الحصول علمًا وعملاً"[6].

 

وقضية ترتيب الحصول في مجال العلم والعمل شغَلَت علماء النفس المُحْدَثين كثيرًا، فقالوا بالدراسات النفسية والتجريبية على الأفراد والمجتمعات، ووُجِد ما يسمَّى بعلم النفس الفارق، وعلم النفس العيادي (الإكلينيكي)، وعلم النفس المِهْنِي، وعلم النفس العسكري، وصنِّفت الكتب والدراسات الكثيرة - خاصة في المجتمع الغربي المعاصر الذي تقدَّم فيه العلم شوطًا بعيدًا في مجال الصناعة والتقدُّم العلمي التِّقنِي - التي تدرُسُ الفروق الفردية بين الأفراد والمجتمعات، وقابلية كل فرد وكفايته العلمية والعملية، وقدرة تحصيله، فمنهم مَن ينجح في مجال العمل العقلي، لمن وُهِب ذكاءً عقليًّا، ومنهم مَن ينجح في مجال العمل المِهْنِي، لمَن وُهِب ذكاءً عمليًّا[7].



[1] فتاوى الرياض 9/313 - 314.

[2] انظر كتاب: التربية المثلى؛ لألفريد بينيه، ترجمة كامل بنقسلي وخيرت فخري، 1368هـ/1948.

[3] فتاوى الرياض 9/309.

[4] المرجع السابق 9/308.

[5] درء تعارض العقل والنقل 8/16 - 17، وكذلك ابن تيمية للأستاذ النحلاوي - رحمه الله، ص 97.

[6] المرجع السابق 8/16 - 17.

[7] ارجع إلى: ميادين علم النفس النظرية والتطبيقية، لمجموعة من المؤلفين الغربيين بإشراف جيلفور، والترجمة العربية بإشراف الدكتور يوسف مراد، دار المعارف، القاهرة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة