• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

طريق النجاح بين الأوفياء والأدعياء

طريق النجاح بين الأوفياء والأدعياء
خميس النقيب


تاريخ الإضافة: 12/3/2014 ميلادي - 11/5/1435 هجري

الزيارات: 8248

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طريق النجاح بين الأوفياء والأدعياء


قالوا: لا يستقيمُ الظلُّ والعودُ أعوجُ، وقال الله: ﴿ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ﴾ [يونس: 32]، وطريق النجاح بين مدٍّ وجَزر، ويُسر وعُسر، وعلو وانحدار، لكن مساره معروف، ومداره مكشوف، ومجاله موصوف، كيف؟


عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: خطَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خطًّا بيده، ثم قال: ((هذا سبيلُ الله مستقيمًا))، وخط على يمينه وشِماله، ثم قال: ((هذه السبل ليس منها سبيلٌ إلا عليه شيطانٌ يدعو إليه))، ثم قرأ: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153]، طريقٌ مستقيم يحتاج إلى الصبرِ والإيمان، ويتطلَّبُ الثقةَ والاطمئنان.

 

وما دام الإنسانُ وفيًّا مخلصًا، يعطي ويبني، وينجح ويفرح، فهو بلا شك سيتعرَّض لحرب ضروس من التحطيم المعنويِّ لا هَوادةَ فيها؛ فالناس لا تركل ميتًا، والجالسُ على الأرض لا يسقط، والماء الجاري طاهرٌ في نفسِه، مُطهِّر لغيره، وما يضير البحرَ إذا ألقي فيه حجرٌ!

 

النوادي العريقة حارَبوها، والأبطال الفائقة أوقفوها، والمؤسَّسات المنتخبة حلُّوها، والخزائن الممتلئة فرّغوها، والمدارس الأخلاقية عطَّلوها، والروابط الأسرية قطعوها، والعلاقات الخارجية دمَّروها، عادَوُا الأصدقاء، ووالَوُا الأعداء، هؤلاء يتحرَّكون بغبائهم، يفكِّرون بحقدهم، ويُمسِكون بمعاولِهم، يهدمون ولا يَبْنون، يُخرِبون ولا يعمُرون، ويحصدون ولا يزرعون، أليس هؤلاء أعداء النجاح؟ إذًا كيف ينجحون أو يربحون؟! إنهم أدعياءُ النجاح، يظنون أنهم على صواب وغيرهم هم المخطِئون، كما يرى الدميمُ في الجمال تحدِّيًا له، ويرى الغبيُّ في الذكاء عدوانًا عليه، يرى الفاشل في نجاح الآخرين ازدراءً لشخصه، وتهديدًا لاستمراره، فيتحالف مع الشيطان، ويتطاول في البنيان، بينما يتمنَّى للآخرين كلَّ الحرمان، فلا يكف عن التعرُّض لنجاحهم، والترصد لتقدمهم، والتشكيك في أعمالهم، وزرع الشبهات حولهم، بالنِّفاق أحيانًا، والمداهنة أحايين! مع أن الإسلام يدعو إلى غير ذلك، كيف؟ اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خَلْقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر!

 

الذين يدَّعون النجاحَ ينسجون الكثير من خيوط العنكبوت فيما يتوهَّمون أن المُلْك قد دان لهم والملكوت، لكن سرعان ما تزول آثارُهم مع بزوغ الفجر، وانبِلاج الصُّبح، وإن غدًا لناظرِه قريب.

 

والحياة رحلة، والطريق وَعْرة ممتدة، والأمانيُّ لا تتحقق فقط بالتمنِّي أو التجنِّي، دون جهد وإخلاص، ودون أخطاء وأحزان، وأحزمُ الناس مَن لو مات من ظمأٍ لا يقرَبُ الوِرْدَ حتى يعرفَ الصَّدرَ، ولا يبلغ المجدَ مَن لم يركبِ الخطَرَ، ولا ينال العلا مَن قدَّم الحذرَ، وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم، ولا يحق إلا الحق، وكل إناءٍ بما فيه ينضَحُ!

 

هذا رجل لديه ضبابٌ كثيف أعمى بصيرته، وغيوم جثمت على قلبِه، فحرَمَتْه نعمة الرؤية والفهم، وجعلته يخرُجُ بسلاح من الهدم بدلاً من البناء، يستمرئ السبَّ والقَذْف، بدلاً من الوفاء والصفاء، كيف؟


قال رجل لأبي بكر: والله لأسُبَّنَّك سبًّا يدخُلُ معك قبرك، فأجابه رضي الله عنه: بل يدخُلُ معك قبرَك أنت.


إذا عشتَ حياتك وليس لك أثرٌ طيب، وجهد خير، وعمل مُثمِر، فأنت طريق معوج، وسبيل متنكر، ونغمة شاذة، أنت مشروع فاشل قد تصل إلى خانةِ الصِّفر!

 

إن الأعمالَ الناجحة لها دويٌّ وصخب، وإذا قمتَ بعمل خير ناجح، وبدأ الناس يلقون عليك بالحجارة، فاعلَمْ أنك وصلتَ إلى القمم بعيدًا عن شراء الذِّمم!

 

ولكي تكون وفيًّا لنجاحك، محافظًا عليه، اجعَلْ شعارك قول الله عز وجل: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 173، 174]، فإذا صبرتَ على الحق، وتحمَّلت الأذى، فأنتَ مع الكبار، ولا يجب أن تلتفتَ إلى الصغار.

 

خرج الأسد يتشمَّسُ، فقام الفأر يستعرض أمامه ويناوشه، فقال له الأسد: يا حتحوت، يا كتكوت، والله ما أريدُ أن أنجِّسَ فمي بدمك!

 

وتحاول طيور الغرنق أن تشتبكَ مع الصقور، فترفض الصقور ذلك، وتحلّق عاليًا بعيدًا في الفضاء؛ لأن اشتباكَها مع الطيور اعترافٌ ضمني بالنِّديَّة والمساواة، والصقور تأبى هذا الاعتراف!

 

بقدرِ قيمتك يكون النقدُ الموجَّه لك، والبعير الهزيل لا حاسدَ له، الفاشلون يقلِّلون من نجاحك، ويهمِّشون إنجازك، ولا يعطونك ما تستحقه من تقدير، ويحاولون الإطاحة بك، لكنك ما دمتَ على الحق، فكُنْ ثابتًا صامدًا، لا يتزعزع لك ركن، ولا يتزلزل لك قدم، ولا تلين لك قناة، هكذا العظماء! يجبُ أن تثقل نفسَك، ولا تركن إلى السفهاء!

 

يقول عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه: إنِ استطعت فكُنْ عالِمًا، فإن لم تستطع فكن متعلِّمًا، فإن لم تستطع فأحِبَّهم، فإن لم تستطع فلا تُبغِضْهم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة