• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

هل من سبيل لصحوة رائدة ؟!

هل من سبيل لصحوة رائدة ؟!
أ. سميرة بيطام


تاريخ الإضافة: 7/3/2014 ميلادي - 6/5/1435 هجري

الزيارات: 3960

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هل من سبيل لصحوة رائدة؟!

 

طويل هو عمر غياب الوعي لأمة لم يُصِب الأمم الأخرى ما أصابها من ركود وغفلة، ولما لضياع المصير والضمير أيضًا.

 

كثيرة هي صيحات المسلمين للظفر بمرحلة سعيدة يَتجلَّى الإسلام كالقمر في سماء أهلها مصلِّين ومسبِّحين ومُستغفرين، عديدة هي نداءات التغيير في كل مكان، أن "كفانا فسادًا وهدرًا لمال الفقراء، وسخرية بعرق المساكين"، والأكثر هو استباحة إراقة دماء في وقت نحن أحوج فيه إلى هذه الدماء في أن يتبرَّع بها لمرضى المصحات.

 

هي كبوة الجمود، وتيه ذاكرة الصحوة في متاهة اللاإدراك في أن تنسلخ الأمة الإسلامية من ذاتيتها لتذوب في ذاتية أخرى؛ كما تسلخ الدجاجة من ريشها، فلا دفء بقي، ولا بهاء ألوانٍ يعمرهُ ريش، فقد كان في حقبة ما يعدُّ هذا الريش قلم الدعوة إلى الله عبر رسائل جلدية عَطِرة يرسلها أفضل الرسل محمد صلوات الله عليه وسلامه، أين كانت للريشة القيمة والغاية في الدور الجميل لدعوة النجاشي وغيره من الملوك إلى دين الله، ومِن ريشة بسيطة تُحقِّق العجب في افتتاحية ما بعد البسملة أن خاطب الحبيب المصطفى قائلاً: ((أَسلِم تسلَم)).

 

واليوم هي أقلام جفَّت في أن تفي بالغرض في إنارة عقول بحلول لإشكالية لم يرد فيها النقد البناء الذي يخلف وراءه ضجات ونقاشات لإيجاد مخرَج لما تُعانيه الأمة الإسلامية اليوم من غربة عن الدين، وصراعات قدم فيها الشباب أرواحهم ضريبة في سبيل أن يقتصوا الحق الذي اغتُصب منهم بالقوة باسم الحماية القانونية.

 

نحن نعلم جيدًا أننا ننتمي إلى أمة لا تموت ولن تموت؛ لأن هناك سواعد تشدُّ بمجدافي سفينة الصحوة وسط أمواج التغريب والتضليل، سفينة لم ترسُ بعدُ إلى بر الأمان؛ لأنها لم تجد الربان الماهر ليقود ركبها إلى حيث الأمان والطمأنينة، ولكن يبقى أن ميلاد الصحوة لم يعلن عنه بعد.

 

لستُ أدري إن لم تكن بواعث التحرُّك كافية للميلاد الجديد، وربما لم أدرِ بعدُ أنَّ من طبيعة ثبات الأمة الإسلامية ألا يستمر نومها وغيابها عن الوعي أزمانًا متتالية.

 

ولن أدري أن من شيم الأمة الإسلامية أنها تجتمع على إفشال المشروع الإسلامي على اختلاف طرقه ومظاهره؛ لأنه لا بد لطائفة أن تقوم لها قائمة بأي شكل من الأشكال وبأي سبب من الأسباب، لأجل تأصيل الحق والعدل من جذورهما، حتى يتحقَّق مُراد الله فينا بصحوة أكيدة، متينة، وثابتة، وفق ما ورد في الحديث النبوي الشريف: ((إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة مَن يُجدِّد لها دينها))؛ رواه أبو داود وغيره.

 

ففي معنى الصحوة إيقاظ للفكر على التجديد، وتنبيه العقل على التخطيط، وإحياء القلب بعاطفة صادقة تدفع المسلم إلى العمل في عطاء مُستمر، يَحدوه ذاك الأمل في الظفر بالريادة العالمية وسط الأمم الأخرى التي كانت في أزمان سابقة تَستبِق إلينا لتنهلَ مِن عِلمنا وحضارتنا ومهارة علمائنا وحكمائنا.

 

فسبيل نشر وتبليغ الإسلام أصبح الآن سهلاً مقارنة بحقبة الرسالة المحمدية، فإن كان على مشكل فهم اللغات، فالترجمة حاضرة بقوة وبشتى النماذج، ما يجعل الإقبال على هذا الدين من أبوابه الواسعة.

 

أما ركودنا - نحن المسلمين - فلبُّ الإشكال ليس بالعميق؛ لأن الإسلام أصلاً كامن فينا، وقائم بداخلنا، ومنه الانطلاقة لإعادة بث الوعي من جديد بإحياء المشاعر على الحب الصادق في الله ليَكثُر شَملُنا وتمتن علاقاتنا؛ فالقوة في تجمُّعنا، والضعف والوهن في تفرُّقنا.

 

وليتحقَّق هذا الأمل لا بد من الفهم الحقيقي ومن جديد لديننا الحنيف على أصول ثابتة كما ترَكها فينا الرسول صلى الله عليه وسلم في صُحبة العقول الذكية التي تنورها الحماسة المتَّقدة بداخل فطرتنا، وإعادة بعث ذاك الكبرياء لدينِنا بوابل من الشغف والتلهُّف على إحياء علوم ديننا، بإرهاصات من التفكير المستمر في قلوبنا بعد أن أصابنا البرود في نبض المشاعر، حان الوقت لأن تأخذنا عزة لدينِنا الحنيف، وافتخار بأفضل سيرة ومسيرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

لدينا كل شيء، ولكن كل شيء مُعطَّل فينا، ولا بدَّ من الصدق والإخلاص لنَنطلِق من جديد انطلاقة مصوبة نحو الهدف، وفي انطلاقتنا سرعة هي كالصاروخ، ولكن دونما إضاعة للهدف، فذاك يُفقدنا فرص النجاح والإصابة من جديد بخيبة الأمل.

 

فلا بدَّ للإستراتيجية أن تكون مدروسة جيدًا، وأن نرسي قواعدها بمبادئ عقيدتنا السمحاء حتى لا نضلَّ أو نُضلَّ، أو نزلَّ أو نُزل، أو نَجهل أو يُجهَل علينا، ومن شريعتنا السمحة ما يوقد فينا شعلة الحماس الأصيل أصالة الانتماء.

 

ولنا أن نصحو وننام في التفكير بإخلاص عن هموم قضايانا حتى نشعر أن الهمَّ فينا ولا بد من الخلاص منه؛ كالقضية الفلسطينية التي هي أم القضايا، وللقضايا الأخرى فروع عن الأصل، مثل ما يَحدُث في مصر وسوريا ولبنان، وكل بلاد تَندلِع فيها حرب على الإسلام والمسلمين.

 

والسبيل إلى صحوة إسلامية رائدة هو الالتزام الحقيقي والشرعي بأسسِ ديننا الحنيف، ومِن ثمَّ العمل على التغيير بما فيه فلاح ومخرَج مما نحن فيه من انتكاسة وضعف، وكلما كان حرصنا على إحياء سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كنا أقرب من الهدف، وانتهجنا أقصر طريق إلى ملامح الوعْي بأكثر بركة، وهي في تلك الوحدة ما بين المسلمين.

 

ومنهجية المشروع تَنطلِق في أن يُصلح كل واحد فينا نفسه ولا يُنفِق طاقة كبيرة في إصلاح الآخرين، فهذا من شأنه إثارة بلبلة من طرف مَن يكرهون فرض الرأي عليهم ولو من باب النصيحة أحيانًا، فلا بدَّ إذًا أن يكون كل فرد أمة بذاتها؛ لأنه سيأتي اليوم الذي سيُصبح ذاك الفرد المصلح قدوةً للآخرين بخُلقه السمح، ومعاملته الجيدة والمؤثرة للعقول، فمنهجية التغيير إذًا هي انطلاقة من الذات أولاً، ثم التفرُّع عبر فروع فتية ستنشأ النشأة الصحيحة حينما تجد لها القدوة المثلى، وَفْق ضوابط شرعية، وآليات جذابة ومنطقيَّة، فأي إقبال يُزكِّيه منطق، وأي اقتِناع يُثريه الفضول للمعرفة أكثر.

 

إذًا السبيل واضح، والجواب على التساؤل بدا أكثر إفادةً في إرساء قواعد النهضة الأصيلة، ونسأل الله السداد في الرأي، والتوفيق في العمل؛ حتى نحقق إجابة مقنعة للآخرين... من يتطلعون لغد مشرق ومُتغيِّر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة