• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

من العموميات إلى الكيفيات والتفاصيل

من العموميات إلى الكيفيات والتفاصيل
مصعب الخالد البوعليان


تاريخ الإضافة: 24/2/2014 ميلادي - 24/4/1435 هجري

الزيارات: 4569

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من العموميات إلى الكيفيات والتفاصيل


في لغتنا اليومية، كثيرٌ من المصطلحات ذات الطابع العمومي التي يصعُبُ تحديدُ مدلولاتها على نحوٍ ما، وتكون قابلةً بشكل مستمرٍّ للتكييف حسب المصلحة، أو تكون دلالاتها غيرَ واضحة إلى درجةِ أن يكونَ الاتفاق عليها اتفاقَ ظروف أكثرَ من كونه اعتناقًا لمبدأ، أو إيمانًا بقضية.

 

هذه المصطلحات وما هي فيه ليست إلا إلماحةً أو مفتاحًا للولوج إلى مشكلةٍ أكبرَ وأكثرَ خطورة، تتمثَّل في الخطابات القائمةِ على هذا النوع من المصطلحات الهُلامية، ولا علاقة للأيديولوجيا أو الفِكر الذي ينتسب إليه الخطابُ بالموضوع؛ فالخطاب الإسلامي يواجهُ - في هذا الإطار - نفسَ المشكلةِ التي يواجهها الخطابُ اللِّيبرالي أو الشيوعي، والخطاب الرسمي يشتركُ في ذلك مع الخطاب غيرِ الرسمي، سواء كانا متَّفقين أم مختلفين.

 

إذًا هي مشكلةُ اتصالٍ أكثر من كونها مشكلةَ فِكر، لكنها تبقى رغم ذلك مشكلةً عويصة تحتاج إلى حلٍّ؛ لأنها مرتبطةٌ بما نستخدمُه فيما بيننا من مصطلحاتٍ، نحاول من خلالها تبادُلَ المعرفة والتحاور، وتحقيق الأهداف المشتركة؛ لذلك ينبغي حلُّها، والسؤال: هو كيف يتمُّ ذلك؟

ذكَر الأستاذ جاسم سلطان في إحدى تغريداته أنه: رغم تصنيف (الابتعاد عن الدين) كسببٍ من أهمِّ أسباب أزمةِ أمتنا، فإنه لا أحدَ يعرِفُ أو يملِكُ معيارًا واضحًا لتوصيفِ هذا الابتعاد؛ لذلك قد تجد مسلمَينِ من بيئتين ثقافيتين مختلفتين يتحدثانِ عن ظاهرة واحدة، يصنِّفُها أحدهما كمظهرٍ من مظاهرِ (البُعد عن الدين)، ويُصنِّفها الآخَرُ كمظهرٍ من مظاهر قوةِ الإسلام وحيويته وصلاحيتِه لكل زمان ومكان!

 

هذا الاختلاف هو نموذجٌ يُمكن أن يُدخلَنا إلى مجالِ الإجابة على السؤالِ المُلِح السابق حول حلِّ مشكلةِ المصطلحات العائمة أو الضبابية، ودَعُونا - مثلًا - نتخيل أن كِلا الرَّجُلين السابقين جلَسا لتحديد مظاهرِ التمسُّك بالدِّين على مستوى الفرد مثلًا، فذكَرا المحافظة على القيامِ بالأركان الخمسة للإسلام، والبُعد عن المُوبِقاتِ والكبائر، وصنَّفا ما دون ذلك كأخطاءٍ لا تدنو بالمجتمع إلى مستوى (البُعد عن الدين)، هنا سيكون تشخيصُ حالة الأمة بالنسبة لالتزامها بالدِّين أكثرَ سهولة ووضوحًا من السابق.

 

هذه خطوةٌ في الطريق نحو خطابٍ أكثرَ عناية بالكيفيات، وأبعدَ عن الضبابيات، وهذه خطوةٌ أخرى تتعلَّق بالمستقبل، ولنأخُذْ مصطلح (انتصار الأمة) كمثال، فلو تحدَّثْنا عن الأمر دون تحديدٍ، سنجد اختلافًا كبيرًا، لكن ماذا لو قُلنا بأن انتصارَ الأمة يعني - بشكل دقيقٍ - حصولَها على حقوقِها الوطنية كاملة، ومن ضِمنها: الحقوق السياسية، وجَلاء الاحتلالِ عن جميع أراضيها المغتَصَبة، وائتلافها في مؤسسات اتحاديةٍ، على غرار الاتحاد الأوروبي، أو مجموعة BRICS مثلًا؟ هنا سيكون الحوار أكثرَ جدوى، والمشاريع الإصلاحية أكثرَ توجيهًا، والخطاب أكثرَ عمليَّةً.

 

الحديث في هذا السياق لا ينتهي، ومن الواضح أن خطابَ العموميات غيرِ المفصَّلة هو أمرٌ ليس مقصودًا بحدِّ ذاته وحسب، بل إن هناك مَن يستفيد منه في تنفيذِ مشاريعه، ويحرِصُ على أن تكونَ الخطابات كلُّها على هذه الشَّاكلة الضبابية؛ حتى يتسنَّى له التحرُّكُ وَفْقَ مساراتٍ غيرِ واضحة المعالِم، تُعفِيه من كل مسؤولية، وتُبقِي له الأبواب مُشرَعةً لفعلِ ما يشاء، دون أن يكونَ لأحدٍ حقُّ محاسَبته، ولعل (مكافحة الإرهاب) هي واحدةٌ مِن ثمارِ هذا النَّهج الباحثِ عن الضبابية، والسَّاعي دائمًا وأبدًا إلى بقائِها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة