• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

التفرغ العلمي

التفرغ العلمي
أ.د. عبدالحكيم الأنيس


تاريخ الإضافة: 23/2/2014 ميلادي - 23/4/1435 هجري

الزيارات: 5123

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التفرغ العلمي


أكثر ما يحتاج إليه العالِمُ الانصرافُ التام إلى العلم ليتمكن من إنجاز أعماله، وتحقيق آماله، وقد تميزتْ مؤلفات العلماء المنصرفين إلى العلم، المعرضين عن الوظائف الشاغلة تميزتْ بالتحقيق وعُرِفتْ بالفائدة، وكانتْ أعلى من مؤلفات العلماء الذين شغلتهم الوظائفُ كالقضاء مثلاً - وإن كان لذلك استثناء -.

 

ومن العلماء الذين أعرضوا عن الوظائف ليتفرغوا تفرغاً كاملاً للعلم، وتحقيق مباحثه، وتدقيق مسائله، العالمُ الحافظ الكبير ابن عبد الهادي الحنبلي: محمد بن أحمد المولود سنة 705 والمتوفى سنة 744 عن تسع وثلاثين سنة، قال الصفدي: " وكان أخيراً قد نزل عن وظائفه بالمدارس ليلازم الاشتغال والعمل، ولو عُمِّر لكان يكون من أفراد الزمان"[1].

 

أي ترَكَ التدريس ليعكف على التأليف، ومع أنَّ الأول يعين على الثاني، وبينهما تلازمٌ وتكاملٌ إلا أنه رأى أن التدريسَ يشغله عن الانصراف التام للتأليف.

 

وقال القاضي أبو الفتح محمد بن عبداللطيف السبكي (705-744هـ): "علقتُ تصانيف كثيرة في غالب ما قرأتُهُ واشتغلتُ به ولكن كما قال بعضهم: تعوَّقتُ بتسويد الصحيفة بالأشغال عن تسويد الصحيفة بالاشتغال"[2].

 

وكأنَّ المقصودَ بقوله: "تسويد الصحيفة بالأشغال" الأعمال الإدارية - كما يُعبَّر الآن - وقد عاقتْه عن تسويد الصحيفة بالاشتغال أي التأليف، واشتغالُ القاضي أبي الفتح بالقضاء والتدريس عاقه عن إتمام هذه المؤلفات وإظهارها.

 

هذا، وقد قال الزركلي في ترجمة المؤرِّخ الباحث أحمد بن خالد السلاوي (1250-1315هـ) صاحب التاريخ الممتع النفيس-والوصف للزركلي- "الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى" وغيره من المؤلفات: "وكان موظفاً في خطة الجمارك ببلده، وتنقل في أعمال حكومية أخرى، ثم انقطع عن مخالطة الناس وانكبَّ على إتمام مؤلفاته إلى أن توفي"[3].

 

ويأتي في هذا السياق ما عزاه ابنُ جماعة إلى الإمام الشافعي من قوله: " لو كُلِّفتُ شراء بصلة لما فهمت مسألة"[4].

 

وقد أدى اشتغالُ العالم بوظائف ومسؤوليات إلى بقاء مؤلفات كثيرة غير تامة، أو بقائها مسودة، أو تشتتها وضياعها، والأمثلةُ على ذلك كثيرة جداً، ومؤسفة جداً.

 

وجديرٌ بالعالِم أنْ يُطبّقَ نصيحة الإمام الزاهد القدوة بشر بن الحارث الحافي (المتوفى سنة 227هـ) الذي كان يقول "لا تُؤثروا على حذف العلائق شيئاً" فالعلائق عوائق، والوقت قصير، وهو يمضي بسرعة لا يتخيلها الإنسان.

 

فإلى كل مَنْ لديه مشروع علمي أو أدبي أقول: "بادر قبل أن تغادر" ومن المبادرة الحزمُ والمبادرةُ والتخفُّفُ من الشواغل، والهروبُ من القواطع.



[1] الوافي (2/161).

[2] الوافي (3/293).

[3] الأعلام (1/121).

[4] تذكرة السامع والمتعلم ص 36.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة