• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

العقل والدماغ عند الإمام ابن تيمية

العقل والدماغ عند الإمام ابن تيمية
د. فهمي قطب الدين النجار


تاريخ الإضافة: 19/2/2014 ميلادي - 19/4/1435 هجري

الزيارات: 20933

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العقل والدماغ عند الإمام ابن تيمية


يُضيف ابنُ تيمية إلى قولِه بأن العقل متعلِّق بالقلب، قولَه بأن العقل متعلِّق بالدماغ، ويستشهد بقولِ بعض الأطباء في عصره، ولكن ليس على سبيل التأكيد: "قيل العاقل بالدماغ كما يقول كثير من الأطباء، ويقول طائفةٌ من أصحاب الإمام أحمد: إن أصل الفعل في القلبِ، فإذا كمل انتهى إلى الدماغ"[1].


ولكن ابن تيمية في موضعٍ آخر من فتاواه يرى أن مبدأ الفكر والنظر في الدماغ، ومبدأ الإرادة في القلب، وأن بداية الإدراك ونهايته تكون في الدماغ، يقول: "لكن مبدأ الفكر والنظر في الدماغ، ومبدأ الإرادة في القلب.


والعقل يراد به العلم ويراد به العمل، فالعلم والعمل الاختياري أصلُه الإرادة، وأصل الإرادة في القلب، والمريد لا يكون مريدًا إلا بعد تصوُّر المراد، فلا بد أن يكون القلب متصورًا، فيكون منه هذا وهذا، ويبتدئ ذلك من الدماغ، وآثاره صاعدة إلى الدماغ، فمنه المبتدأ وإليه الانتهاء، وكلا القولينِ له وجه صحيح"[2].


ولا يُفهَم من قولِ ابن تيمية أن مبدأ الفكر والنظر في الدماغ، وقوله: "فمنه المبتدأ وإليه الانتهاء" أن العقل والدماغ شيء واحد، أو أنه يساوي بين العقل والدماغ كالفلاسفة الماديين الذين يَرَوْن أن العقل مادَّة، وأن العملية العقلية عبارة عن هزة عصبية لا أكثر ولا أقل، ولكنه يحدِّد العَلاقة الدقيقة بين العقل والجسم المتمثِّل في الدماغ، وهي العَلاقة التي حيَّرت الفلاسفة والمفكِّرين لغموضها وعمقها، إلى أن جاء الفيلسوف الفرنسي "برغسون" ونقض أقوال الماديين، وبيَّن أن العقل والدماغ ليسا شيئًا واحدًا، صحيح أن الإدراك العقلي يعتمد على الدماغ، فيسمو وينحطُّ تبعًا لسلامة هذا أو انحطاطه، ولكن كما تعتمدُ الملابس على المشجب، تظل عالقة ما دام المشجب مثبتًا في الحائط، وتهوِي إذا ما سقَط من مكانه، وبديهي أن ذلك لا يدل على أن الملابس والمشجب شيء واحد.


وبيَّن برغسون أن الدماغ مجموعةٌ من التصوُّرات، أما الإدراك فهو تلك القوة التي تختارُ من بين تلك المجموعة ما تُرِيدُ، الدماغُ هو المجرى الذي يسير فيه تيار الإدراك، ولكن ليس الماء ومجراه شيئًا واحدًا، وإن يكن ذلك محددًا بهذا، ولا بد له أن يخضع لتعرُّجه والتوائه.


وإن قراءة متأنيةً لأقوال ابن تيمية وأفكارِ برغسون تؤكِّد أن ابن تيمية - رحمه الله - سبق برغسون بستة قرون[3] في تقرير هذه الحقيقة التي تدل على عبقريةِ ابن تيمية وعمق تفكيره في هذه المسألة الشائكةِ.



[1] المرجع السابق.

[2] المرجع السابق 9/304.

[3] ولد ابن تيمية - رحمه الله - في عام 661هـ - 1263م، بينما ولد الفيلسوف الفرنسي 1859م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة