• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

وقفة مع أحداث الأحزاب

نصرالدين بلقاسم أبو هاني


تاريخ الإضافة: 15/12/2013 ميلادي - 12/2/1435 هجري

الزيارات: 7730

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وقفة مع أحداث الأحزاب


إن أحداثَ حصار الأحزاب تجعَلُ المسلمين يقفون وقفةَ تأمُّل وأمل، وتبعَث في نفوسهم اليقين بنصر الله، حتى وإن كانت الشدائد عظيمةً، والمآسي كبيرة، فهو لا شك حصارٌ بكل ما تعنيه الكلمة؛ حيث تداعى الشرقُ والغرب علينا، وصنائعُهم في بلادنا من حكَّام، ومسؤولين، وأصحاب منابر التوجيه والتأثير، ومراكز صُنع القرار، ولَم يبقَ لنا إلا اللهُ -تعالى- ناصرنا وكاشف كربتنا، ورافع عنا ما ألَمَّ بنا من بلاء وألم، ولا بد في ظل هذه الظروف أن نوقنَ بنصر الله، وبصِدْقِ وَعدِه، والواجب في هذه الحالة كما أخبر الله عن أهل الأحزاب: ﴿ إِذْ جَاؤُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ﴾ [الأحزاب: 10، 11]، هذا هو حالُ الصحابة كما صوَّرهم الله في القرآن، وكيف اجتمع عليهم جميع أهل الأرض، وجاءهم النصر، وتولَّى اللهُ ذلك بنفسه؛ ليكشفَ عنهم ذلك البلاءَ، ورد هؤلاء الأعداء بما ذكر، ولا شك أنه لا بد من علاج وحل ومخرَجٍ من ذلك البلاء والمصاب الجلل، وقد نوَّه الله بذلك بما ذكره في نفس السورة؛ قال صاحب أضواء البيان - رحمه الله -: "فإذا عرفتَ ذلك، فاعلم أن العلاجَ الذي قابلوا به هذا الأمرَ العظيم، وحلُّوا به هذه المشكلة العظمى، هو ما بيَّنه - جل وعلا - في سورة الأحزاب بقوله: ﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 22]؛ فهذا الإيمانُ الكامل، وهذا التسليم العظيم لله - جل وعلا - ثقةً به، وتوكلاً عليه، هو سببُ حل هذه المشكلة العظمى".

 

ثم قال - رحمه الله -: فدلَّت الآيةُ على أن الإخلاصَ لله وقوة الإيمان به، هو السببُ لقدرة الضعيفِ على القويِّ وغلبته له؛ ﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249].

 

سبب تسليط الكفَّار على المسلمين:

قد يقول قائل ويتساءل متسائل: لِمَ يتسلَّط الباطل وأهلُه على الحق وأهله، ونحن على الحق وهم على الباطل؟

قال صاحب أضواء البيان - رحمه الله -: استشكل المسلمون ذلك وقالوا: كيف يُدالُ منا المشركون ونحن على الحقِّ وهم على الباطل؟ فأنزَل الله قوله -تعالى-: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ﴾ [آل عمران: 165].

 

قوله -تعالى-: ﴿ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ﴾ [آل عمران: 165]، فيه إجمال، بيَّنه -تعالى- بقوله: ﴿ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا ﴾ [آل عمران: 152] - إلى قوله -: ﴿ لِيَبْتَلِيَكُمْ ﴾ [آل عمران: 152].

 

ثم قال - رحمه الله -: ففي هذه الفتوى السماوية بيانٌ واضح؛ لأن سبب تسليط الكفَّار على المسلمين هو فشلُ المسلمين، وتنازعهم في الأمر، وعصيانهم أمرَه -صلى الله عليه وسلم- وإرادة بعضِهم الدنيا مقدِّمًا لها على أمر الرسولِ -صلى الله عليه وسلم- وقد أوضَحْنا هذا في سورة "آل عمران"، ومن عرَف أصلَ الداء، عرَف الدواءَ.

 

كلام نفيس:

اختلاف القلوب هو أعظم الأسباب في القضاءِ على كيان الأمَّة الإسلامية؛ لاستلزامه الفشلَ، وذهاب القوَّة والدولة؛ كما قال -تعالى-: ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال: 46].

 

وقد أوضَحْنا معنى هذه الآية في سورة "الأنفال".

 

فترى المجتمع الإسلامي اليوم في أقطار الدنيا يُضمِر بعضهم لبعض العداوةَ والبغضاء، وإن جامل بعضُهم بعضًا، فإنه لا يخفى على أحدٍ أنها مجاملة، وأن ما تنطوي عليه الضمائرُ مخالفٌ لذلك.

 

أسأل الله -تعالى- أن يرُدَّ المسلمين إلى دينِهم ردًّا جميلاً، وأن يجعَلَهم إخوانًا متحابِّينَ ومتعاونين، يدًا على من سواهم، قلوبهم على قلب رجلٍ واحد، كما أن قِبْلتهم واحدة، وقرآنهم واحد، ورسولهم واحد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة