• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

العقلاء وفلسفة الحياة

رشيد العطران


تاريخ الإضافة: 10/12/2013 ميلادي - 7/2/1435 هجري

الزيارات: 6529

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العقلاء وفلسفة الحياة


فلسفة الحياة أن يوافق ما عندك مسماها، بمعنى أن تكون حيًّا في ضميرك، حيًّا في قولك، حيًّا في عملك، حيًّا في سائر شؤون حياتك.

 

الحياة هي ترجمة معانيها إلى واقع عملي، تراه بعينك في نفسك، وفي غيرك، وبهذا يكون أثرك من بعدك، فيقال بعد رحيلك: مرَّ فلانٌ، وهذا الأثر!

 

الحياة هي التفاعل مع كل شيء يدور من حولك، هي الاتصال المباشر مع هذا الكون البديع، هي التنمية المستمرة، وحسن الاستخلاف في هذه الأرض، هي تلك الصورة التي تنشر النور من حولك، وهي المفردة التي لا تُثَنَّى بغيرها.

 

وبالمقابل، فالحياة لا تغني شيئًا إذا كان الجمود والتقوقع والكسل والعدم مسيطرًا عليها؛ لأن صاحبها صنمٌ متحرك، لا يختلف عن غيره من الأصنام المتحجرة، إلا أنه يُحَاسب، ويُعاقَب، ويُؤخذ بتفريطه وتقصيره، وهي لا تخضع لقانون التكليف والأمر والنهي.

 

الحياة فرصة أتيحت مرة واحدة لكل واحد منا، ومن يظن أن لديه فرصة غيرها، فهو مجنون فاقد لعقله، وفي قانون الفرص المعمول به: "اغتنم الفرصة؛ فقد لا تتكرر"، وبما أن الحياة هي الفرصة، فما هو المغنم فيها؟ ما هو السبيل الموصل إلى تحقيقها؟ ماذا لو فاتت الفرصة؟ لست هنا في صدد الإفتاء والتخطيط لمستقبلك، لكني هنا أبعث رسائل تدفعك نحو التفكير السليم لاغتنام أنفاس حياتك.

 

من يتأملْ المَشاهِد التي يعيشها الناس، ويتأمل الصور التي يلتقطونها من أنفاسهم وأعمارهم، يدركْ ما هو حياة، وما هو موت وهلاك! فليس من العقل - مثلاً - أن تجد رجلاً يمتلئ حقدًا وغلاًّ وحسدًا، سَبَّابًا، شتَّامًا، طعَّانًا، همَّازًا، لَمَّازًا، مؤذيًا لجيرانه، معتديًا على حقوق الآخرين، متسخطًا من زوجه وولده ووالديه، ثم تقول: هذه حياة، لا، هذه معيشة نَكِدَة سوداء، يعيشها هذا المسكين ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 124]، أما الحياة، فلا تجتمع مع ما يناقضها، ويكدر صفوها، وجمال محياها ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97]، وتأمل قوله سبحانه: ﴿ حياة ﴾، ولم يقل: "معيشه"؛ لأن البون بينهما كما بين السماء والأرض، ثم شتان بين من يعيش ومن يحيا؛ ذاك يموت بانقطاعه عن الدنيا، وذاك حيٌّ، وإن غادر حياة الأبدان ﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ﴾ [الشعراء: 84].

 

تذكر دائمًا أن حياتك واحدة، وأن تهميش دورك فيها نوع من العبث، كنْ قلبًا رحيمًا سليمًا، وقل قولاً طيبًا سديدًا، واعمل عملاً صالحًا رشيدًا، وابعث رسائل الحب والسلام والخير إلى من حولك، دعْهم يتحدثون عن سلامة صدرك، وجميل قولك، وحسن عملك، لا تغادرهم إلا وأنت مطمئن أنك حيٌّ بين جوانبهم، حقق من دينك معاني الإنسانية والوطنية الشرعية، واصنعْ من ذلك المثلث نسيجًا اجتماعيًّا يمتلئ حبًّا وسلامًا، وتذكَّر دومًا أن تضع قدميك على حبات رملٍ ندي، يُرَى أثرها، ولا يُسْمَع صوتها، فرب جَعجعةٍ ولا يُرى لها طِحْنٌ، أُحِبُّكم يا معشر الأحياء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- فلسفة الحياة
إبراهيم مصلح احمد الصباحي - الكويت 11/12/2013 01:57 PM

هكذا هم العقلاء ... احياء دائما .. متفاعلون مع الحياة بكامل فلسفتها .. لم يرضوا بمجرد العيش ..
نسال الله لنا ولك ولجميع المسلمين حياة طيبة مستمرة بلا انقطاع .

1- أنت مبدع أستاذي
حميد اﻷضرعي - السعودية 11/12/2013 01:36 PM

عرفناك مبدعا ولا زلت ولا زالت الحياة حياة طالما فيها أمثالكم وفقك الله من أصحاب العقول والقلوب الحية وفقك الله مقال رائع جدا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة