• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الظاهر والباطن والجمال

الظاهر والباطن والجمال
أ. صالح بن أحمد الشامي


تاريخ الإضافة: 9/12/2013 ميلادي - 6/2/1435 هجري

الزيارات: 12319

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الظاهر والباطن والجمال


إن الجمال ليس شيئًا قائمًا بذاته، وإنما هو أمر قوامه بغيره، فنحن نستطيع أن نراه أو نحس به في الإنسان، وفي سلوكه.. وفي عمله.. وفي الأشياء.. وبما أنه كذلك فإن تلك القواعد العامة التي ذكرناها قبل قليل تشمله على اعتبارها قواعد عامة في المنهج.


فالجمال لا يكون له وجود حقيقي إلا حينما يكون سمة للظاهر والباطن في آن واحد، ويكون التناسق تامًا بين هذين الركنين.


أما إذا كان سمة للظاهر فحسب، فهو جمال تافه، من خلفه باطن فارغ، ويضع القرآن الكريم بين أيدينا صورة غاية في الدقة لهذه الحالة الكريهة، محذرًا منها، وذلك حين وصف المنافقين فقال:

﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ.. ﴾[1].


﴿ إِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ﴾ عن أشكالهم حسنة، وهندامهم جميل ورواءهم معجب..


﴿ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ﴾ وإن يتكلموا تصغِ لقولهم، فهم ذوو فصاحة وذلاقة لسان، يحسنون تنميق الحديث..


ولكن ذلك الظاهر من خلف خواء، خواء في معناهم، وكذلك في معنى كلامهم.. فاستحقوا ذلك التشبيه الدقيق.. ﴿ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ﴾ إنها أخشاب جامدة لا حيوية بها بل لا حياة فيها، مسلوبة الإرادة فهي ليست مستندة، ولكنها مسنَّدة.


وفي مقام آخر ردَّ الله على قريش حينما تفاخرت بوضعها الاجتماعي، وذلك فيما نقله القرآن من شأنهم إذ قال: ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا.. ﴾[2].


إنهم يفاخرون بمكانتهم الاجتماعية، بأنديتهم الحسنة، بمنازلهم الرفيعة.. إنها مظاهر.. من الزينة والطلاء..


فرد الله تعالى عليهم بقوله: ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا ﴾[3]. كثيرة تلك الأمم التي أهلكها الله ودمرها، كانت أكثر متاعًا وأحسن أثاثًا، وأجمل صورة وأبهى منظرًا.. ومع ذلك لم يغنِ عنهم ذلك شيئًا.. إن فساد الباطن غلب حسن الظاهر، فكان الهلاك.

••••


وفي إطار تطبيق القاعدة الرابعة - حيث يقدم الباطن على الظاهر - نشهد هذا التوجيه الكريم:

﴿ وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ.. ﴾[4].


إنها مقارنة وتوجيه:

صورة ظاهرة فيها اللمعان والبريق.. إنها تعجب، ففيها الحرية والجمال والمركز الاجتماعي المرموق.. ولكن الباطن مظلم..


وصورة أخرى ليس فيها هذا اللمعان وذاك البريق.. إنها الرق.. بكل ما فيه ولكن الباطن مضيء منير.


إنهما صورتان.. ويقرر القرآن مؤكدًا خيرية الثانية..

••••


وهكذا نجد أنفسنا في المنهج الإسلامي أمام قواعد ثابتة غير خاضعة للتبديل والتغيير، وبهذا تظل الأذواق سليمة لا يصيبها المرض ولا تنتابها الحمى ولا تشتبه عليها الأمور، ولا تضيع في متاهات النظريات[5]... المتلاحقة، حيث ينقض المتأخر منها المتقدم.. حتى فقد الحس الجمالي وجوده، إذ أصابه الصرع نتيجة لهذا التخبط، فلم يعد قادرًا على التمييز بين ما هو جميل وبين ما هو قبيح، وبين ما هو شيء وبين ما ليس بشيء.. وبات الإنسان في هذا الضياع إمَّعة مع الناس يقول ما يقولون.. فأضحى واحدًا في قطيع...



[1] سورة المنافقون: الآية 4.

[2]سورة مريم: الآية 73.

[3]سورة مريم: الآية 74.

[4] سورة البقرة: الآية 221.

[5]هذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل، إن شاء الله، في الجزء الثاني من هذه الدراسة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة