• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

أصدقاء أم لحظات حميمية؟

أصدقاء أم لحظات حميمية؟
رؤوف بن الجودي


تاريخ الإضافة: 5/12/2013 ميلادي - 2/2/1435 هجري

الزيارات: 5675

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أصدقاء أم لحظات حميمية؟


أتى على الناس زمانٌ أدرَكُوا فيه عجائب الدنيا السبع، فلم يعُد أحدُهم يَعجب للعجب، وإن رآهُ بأمِّ عينِه، وعايَنَه بنفسِه، وإنك لتسمع قصصًا لولا أنها تَحدُث في واقع الناس هذا، لقلتَ: "ما هذا الهراء؟!"، "عبور جوي عبر حدود الخيال"، "كذب وزور"... وأنكرت بكل الوسائل!

 

فكما يبدو من عنواننا، فـ"الصداقة"، تلك المساحة العاطفية المقدَّسة في كل دساتير الدنيا، طالها داء العجب، وحسب ما تقول الحكمة الفرنسية: "لا يوجد أصدقاء، بل هي لحظات حميمية فقط".

 

الصداقة يا إخوان، شُعورٌ نَبيل يَجمع الحبَّ والأُخوَّة، والحاجة والعطاء، والتواضُع والرأفة، بل قل: كل ما هو نفيس ونبيل، فالشيء الذي يُميِّز الصديق عن غيره، هو انعِدام المصالح التي تُتلِف "الصداقة" كما "تُتلفُ النارُ الهشيمَ"، والحسابات: التي تعتبر سمَّ الصداقة القاتل، والشُّكوك: التي تشلُّ هذه العلاقة الفريدة في ضَربِها.

 

ولقد أدركتُ من الناس أصدقاء لهم طعمُ الأخِ، ونكهة الحبيب، وأريج الأبِ والأمِّ، يُستأنس بهم في الوحشة، ويُستنَد عليهم في النَّكبة، وتَجدُهم في الفرح قواسمَ السُّرور، وفي القرح مواسِحَ الألم، حتى إنك بعد إلفِهم - أي: التعوُّد عليهم - تَستأمنُهم أسرارك وبواطنَكَ التي تُخفيها - حتى - عن أقرب رحمكَ، وتَستودِعُهم همومًا حاكت في صدرك، لا تشاركها إلا توءم روحك وساكن صحفتها؛ هذا "الصديق".

 

وليت كل الأصدقاء كما وصفتُ، فمَن وصفتُ يعزُّون كعزِّ الغراب الأبيض، أو كقُرحة الأدهم، فلا تَراهُم في المجتمع على الهيئة التي وصفْتُ إلا بالمُعاشَرةِ والملازمة وكثرة المُخالطةِ وقراع الخُطوب.

 

ففي الضفَّة المقابلة، موطن نَتِنٌ، يَجتمِع فيه نقيضُ الصديق، إلا أنه في ثوب الصديق ظاهِر، وقد يبدي لك من حسن المعاشرة وحسن القصد ما لا يُبديه الصديق الحقيقي، فيَفتِنكَ ببهرج وفائه وإخلاصه، وما أن تكشف لك الأيام عن ذلك اللثام الخداع، والقِناع السميك، حتى تُصابَ بالذُّهولِ والعجب، والدهشة اللامتناهية، والدهشة بعد الدهشة، والعجب بعد العجب، يفقد العجب والدهشة تلك النشوة عند الحدوث، فيتقرَّر ما تكرَّر، وتُصبِح الخيانة شيئًا مألوفًا، وأمرًا مُعتادًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة