• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

طرق الفساد وطريق الإصلاح

أبو العلياء محمد بن سعد


تاريخ الإضافة: 26/11/2013 ميلادي - 23/1/1435 هجري

الزيارات: 19219

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طرق الفساد وطريق الإصلاح


يقول الله - عز وجل -: ﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ ﴾ [آل عمران: 62 - 63].


تأتي هذه الآية في سورة آل عمران بعد الحديثِ عن ميلاد عيسى - عليه السلام - وطبيعته، وأنه عبدُ اللهِ، خلقه من تراب كما خلق آدم - عليه السلام - فلا يستقيم لأهل الكتاب أن يتَّخِذوا غرابة ولادته دون أبٍ ذريعةً لرفعِه عن مرتبة البشر إلى درجة الألوهية.


فختم - سبحانه - هذا الحديث بتلك الآية التي يُقرِّر فيها إجمالاً ما قرَّره سابقًا تفصيلاً، وهو حقيقةُ التوحيد لله - عز وجل - وأنه - سبحانه - المُتفرِّد بالعبودية والألوهية، وأنه إذا تولَّى أهل الكتاب عن تلك الحقيقة بعد بيانها، فإن الله - عز وجل - عليم بهم.


لكن العجيب في الآية، والذي يستحق أن نتوقَّف عنده كثيرًا هو التعبير بالمفسدين في قوله: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ ﴾ [آل عمران: 63]، فقد كان يستقيم أن يقولَ: (بالمشركين)، أو (بالظالمين)، أو (بالفاسقين)، ونحو ذلك، ولكن التعبير ﴿ بِالْمُفْسِدِينَ ﴾ يضيف معنى زائدًا، لم يكن ليتقرَّرَ بغيره من التعبيرات، وهو أن المشرك مُفسِدٌ في الأرض، وأن الشرك فساد في الأرض، وأن الأرض ضائعة مطموسة بالفساد والهلاك في ظلال الشرك.


وهذا المعنى هو المنصوص عليه في قوله - تعالى -: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ﴾ [الأنبياء: 22].


فعلى أحد التفسيرينِ، الكونُ يفسُدُ باتخاذِ آلهةٍ مع الله، السموات والأرض لا تقومانِ ولا تنصلحان وفيهما الشرك.


كيف لا، ﴿ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ﴾ [آل عمران: 83]، فكيف يكون كلُّ مَن فيهما قد أسلم لله، ثم يأتي البشر بالشرك، فتنصلحان له؟!


كيف لا، وقد خلقهم الله لعبادته؛ ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، فعبدوا غيره.


كيف لا، وقد خلقهم ورزقهم، وله مُلْك كل شيء، فقالوا: ليس له أن يحكمنا في ملكه، بل يحكمنا بشر؟!

إلا أن هذه الآية، وإن كانت قد وضعت أيديَنا على مواطن الفساد، فإنها أيضًا قد وضعتها على موطن الإصلاح، وهو أن يكون الكون كلُّه لله، والدين كله لله، ولا حكم إلا لله.


هذا هو أساس الإصلاح، إصلاح الفرد، والمجتمع، بل والكون كله.


إنه لا قوام إلا بالرجوع إلا المنبع الأوَّل، إلى المَعِين الصافي.


وليس ذلك الرجوع رجوعًا إلى مجرَّد قراءته، بل ولا مجرد الخشوع والبكاء، بل ولا مجرد تدبره وفهم معانيه؛ بل بكل ذلك مشفوعًا بالعمل، معتقدين أنه الطريق الوحيد للإصلاح.


هذا هو الذي نجا به الجيل الفريد، ومُكِّن له به في الأرض، وهو الذي لا نجاةَ لنا إلا به، وإلا فالقرآن هو هو، والدين لم يتغيَّر، ومع ذلك صاروا سادةَ الدنيا، وصرنا أذلةَ البشر، وأحطَّ أُمَمِهم في كل النواحي تقريبًا.


فالفرق إذًا في إعمال ذلك الكتاب، وتلك الشريعة، وجعلهما منهج الحياة.


إن مما أفادته هذه الآية بوضوح: خطأ مَن ظن أن الإصلاح يأتي أولاً، ثم تأتي الشريعة، وكأنها زينةٌ وأعلامٌ تُعلَّقُ ابتهاجًا بحصول الإصلاح، وذَهاب الفساد.


إنها معادلة بسيطة: طرق الفساد كثيرة، وطريق الإصلاح واحد، هو منهج رب العالمين.


وصلَّى الله وسلَّم على محمد وآله وصحبه أجمعين





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة