• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الإدمان والطريق القاسي

الإدمان والطريق القاسي
ستيلا سيكستو مارتين


تاريخ الإضافة: 23/11/2013 ميلادي - 20/1/1435 هجري

الزيارات: 6289

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإدمان والطريق القاسي


الإدمان كلمة يسيرة، لكنَّها تحمل في معناها صندوقًا من الألم، وأنواعًا من العذاب.

 

إلاَّ أنَّ المدمنين يعتقدون أنَّ الإدمان أقصر وسيلة للتخلُّص من مشكلات الحياة، وأيسر السُّبل لجلب الانشراح والشُّعور بالسعادة والرِّضا، والواقعُ أنَّ الدلائل تشير إلى أن الابتهاج والفرح الذي يشعر به المتعاطي هو نوع من التخيُّل والوهم المؤقت، فهذه المشاعر والابتهاج تنحصر غالبًا في بدايات التعاطي، أما المراحل المتأخرة، فالنتائج عكس ذلك تمامًا، فالشعور بعدم الرضا والافتقار إلى السعادة هو واقع المدمنين.

 

بل إنَّ الإدمان لا يترك جانبًا من جوانب الحياة إلا أصابه بالتصدُّع أو العطب، ابتداءً بنفسية المدمن التي تصبح متقلبة بين التَّعالي والدُّونية، وضعف الشخصية، والتوتُّر والعصبية، ومرورًا بحواسه التي تبدأ في التداخل، فيتداخل السَّمع مع البَصَر، والتذوق مع اللَّون، فيسمع لون الورد، ويشم صوت الأشياء، ويرى صوته وصوت الآخرين، ويتواصل مسلسل الضرر؛ ليصيب ثوابتَ ووجدانَ هذا المدمن في مَقتل؛ ليكون أقل تديُّنًا وأقل تمسُّكًا بالأخلاق والقيم، وأكثر ميلاً للعدوانيَّة والشراسة، ويتواصل نخر الإدمان؛ ليفسد في طريقه كلَّ ما يجده، حتى إذا تسلل إلى أسرة المُدمن ابتداء بأبنائه، وأَحْدَثَ لهم إرباكًا في تفكيرهم وخللاً في نظرتهم إلى الأمور، وانتابهم شعورٌ متأرجح بين الشفقة والخوف والوحشة تجاه والدهم، فلا يرون أنه الشخص الذي يُمثل قُدوتهم أو ملاذ شكواهم وبث همومهم، بل هو مصدر الهموم والآلام، ويتواصل ذلك المسلسل الأليم حتَّى إذا صحا المدمن من سكرته - إذا قُدِّر له أن يصحو - صحا وقد قضى على كلِّ شيء حوله.

 

لا أحد ينكر أن الحياةَ تحمل في طِيَّاتها كثيرًا من القَسْوة، لكن أقسى منها أن تسلك طريقًا لعبورها وتجاوزها يكون محل نكران الجميع.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة