• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

إنسانية الصالحين وحيوانية الهالكين

أبو العلياء محمد بن سعد


تاريخ الإضافة: 18/11/2013 ميلادي - 15/1/1435 هجري

الزيارات: 7243

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إنسانية الصالحين وحيوانية الهالكين


في ظل الأحداث الجارية في مصر، وما تكشَّفت عنه الأحداثُ؛ من أنفسٍ يستحيي النِّفاقُ من نسبتِها إليه، ووجوهٍ اكتَسَت بكل ألوان الكلاحةِ والبلاهة، وقلوبٍ تبيَّن أنها أَسْودُ من السَّواد، ونفوسٍ طُبِعت على الجبن والخَوَر، وكائناتٍ تُنسَب إلى البشرية لا تنتمي إليها في الحقيقة إلا بحسب تقاسيم علم الأحياء فقط!

 

وعلى الجانبِ الآخر ما تكشَّفت عنه الأحداث - وتتكشَّف عنه كلُّ الأحداث المشابهة بدايةً من حرب الأفغان ضد السوفييت - من قلوبٍ يملؤها الإيمانُ، ووجوهٍ تُغطِّيها سماحة الطاعة والبَذْل لدين الله، وشباب تراه وتسمع سيرتَه، فيُعِيد إلى ذهنك سِيَرًا قرأتَها ولم تكن تظنُّ أن أصحابَها قد يتكرَّرون، فإذا بهم أمامك متمثِّلين في بعض الوجوه السمحة.

 

أقول: مرَّ هذان النوعانِ من البشرِ في خاطري، فتذكَّرت كلامًا لسيد قطب - رحمه الله - وكثيرًا ما أتذكَّرُ كلام هذا الرجل في مواضعَ مشابهةٍ في حياتي كلها، فالرجل وبمنتهى البساطة يجعلُ القرآن متمثلاً أمام عينيك في كل ما يعتري حياتَك، مُفسِّرًا لكل ما يدور حولك من أحداث، فتذكَّرتُ كيف تعلَّمت منه ألاَّ أنظُر للطاعةِ على أنها تكليف وفقط، أو شيء شرَعه الله - عز وجل - لعباده، فمَن فعله رضي عنه، ومَن لم يفعله عاقبه، وفقط، ولا للمعصية على أنها عكس ذلك وفقط!

 

بل تعلَّمتُ أن أنظُرَ للطاعات على أنها صيانةٌ من الله لعباده عن حيوانية المعاصي، فالله - عز وجل - يعصِمُك أيها الإنسان من أن تكونَ أسيرًا لشهواتٍ ودوافعَ هي التي تُحرِّكك، وكأنك إنسان مسلوبُ الإرادة، مثلك مثل كثير من الحيوانات التي تُشارِكُك نفس الشهوات والدوافع، بل تكون هي أفضل؛ إذ هي قد تكون أحيانًا أطوعَ لأمر الله منك!

 

فكيف تتركُ الطاعةَ التي تجعَلُك تسلُكُ مسلك البشرِ؛ لتسير مسيرًا يسيره الحيوانات أيضًا، وقد كرَّمك الله بضوابط، تستطيع بها أن تسُدَّ حاجتك من هذه الشهوات بطريقة مَرْضِيَّة، تصون كرامتك، وتحفظ عليك إنسانيَّتك، فتستطيع أن تتزوَّج لتحصل شهوة الفرج مثلاً، حلالاً طيِّبًا، وتستطيع أن تعمل لتحصل شهوة البطن حلالاً طيِّبًا، وهكذا.

 

إن الإسلام ليس دينًا يكبِتُ الشهواتِ، بل الإسلام دينُ الله الذي خلق الإنسان، وهو أعلم به، فأنزل الشرع الذي يُقِيم حال الإنسان، بلا كَبْتٍ لشهواته، وأيضًا بلا تسيُّبٍ حيواني لا ضابط له.

 

فيستطيع الإنسان إذًا أن يعيشَ طائعًا لربه، حافظًا لكرامته، بلا كبت لشهواته.

 

فالعاقل هو الذي يفهمُ الأمور على هذا النحوِ، فيعيشُ طائعًا لربه، منسجمًا مع نفسه، هادئًا مطمئنًّا يعيش حياة البشر.

 

وغير العاقل هو الذي يفهمُ الأمور على خلاف ذلك فيظنُّ أنه خُلِق ليحصل شهواته بكل السبل، فكلَّما خلا بشيءٍ من محارم الله انتهكها، فيعيش مضطربًا، متصادمًا مع نفسه، كيف لا، وهو تتنازعه فطرةٌ تدعوه إلى عبادة الله، وجوارحُ تدعوه إلى معصية الله، فأيُّ حرب أشد من هذه الحرب؟!

 

فهذان هما الفريقانِ، وكلٌّ منهما تنطبعُ أفعاله على وجهِه وتصوُّراته وتصرُّفاته، وهذا ما يجعلُك ترى إنسانًا تتعجَّب لحسنِ خلقه، وسَمْتِه، وبشاشة وجهِه، وهكذا الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب.

 

وترى إنسانًا ينتمي للبشر من حيث كونُه لا ذيلَ له، لكنه لا ينتمي إليهم بغير ذلك، بل هو أقرب لأن ينتميَ سلوكيًّا وأخلاقيًّا واجتماعيًّا إلى الحيوانات، وهي الطائفة التي انتشرت في هذه العصور النَّكِدة، والتي كانت منتشرةً أيضًا في عصر سيد قطب - رحمه الله - والتي أظن أن من بين الأسباب التي سهَّلت على الرجلِ الإقدامَ على الإعدامِ بنَفْسٍ طيِّبةٍ: أنه يعلم أن الإعدام سيُريحه من العيش في دنيا تَعِجُّ بهذه النوعية من الكائنات.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة