• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

عمى القلوب

خميس النقيب


تاريخ الإضافة: 18/11/2013 ميلادي - 15/1/1435 هجري

الزيارات: 85117

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عمى القلوب


ليس الأعمى من لا يرى، وإنما الأعمى هو الذي لا يشعر بالحق الذي يراه، ولا يتدبر الموعظة التي أمامه، فكم من بصير يرى بعينيه، ولكن قلبه لا يرى شيئًا! وكم من أعمى البصر ولكن قلبه يرى الحق!

 

كل أصحاب العقول وكل ذوي الأبصار يرون الحق فيتبعونه، ويعرفون أهله فينضمون إليهم، أما الذين طمس الله علي قلوبهم، فهم يسيرون بلا وعي أو إدراك؛ ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46].

 

نعم ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46] نعمة البصر من أعظم النعم، فلنحمد الله عليها في سجودنا اليوم وكل يوم!

 

يقول ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية، وقوله: ﴿ أفلم يسيروا في الأرض ﴾؛ أي: بأبدانهم وبفكرهم أيضًا، وذلك للاعتبار؛ أي: انظروا ما حل بالأمم المكذبة من النقم والنكال، "فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها"؛ أي: فيعتبرون بها، "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"؛ أي: ليس العمى عمى البصر، وإنما العمى عمى البصيرة، وإن كانت القوة الباصرة سليمة، فإنها لا تنفذ إلى العبر ولا تدري ما الخبر؛ ا.هـ.

 

إذًا ما لفرق بين البصر والبصيرة؟ إذا كان القلب هو مصدر الإبصار فما هي مهمة العينين والعقل الذي إذا اختل أصيب الإنسان بالغيبوبة وربما الوفاة الدماغية؟

 

يقول مجاهد: لكل عين أربع أعين، يعني لكل إنسان أربع أعين، عينان في رأسه لدنياه، وعينان في قلبه لآخرته، فإن عميت عينا رأسه، وأبصرت عينا قلبه، فلم يضره عماه شيئًا، وإن أبصرت عينا رأسه وعميت عينا قلبه، فلم ينفعه نظره شيئًا!

 

الذين طمس الله على قلوبهم يعرفون الحق ويحابون الباطل، يعلمون الحقيقة ويخفونها لمصالح شخصية ونزوات وقتية، ونزعات دنيوية، فيشهدون الزور ويعملون السوء، ويقترفون الإثم؛ مما يؤدي إلى انتشار الفساد وتخريب البلاد، وظلم العباد، وفي الحقيقة أعمى البصيرة لا يلومنَّ إلا نفسه بعد ذلك؛ ﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [الملك: 10، 11]

 

لذلك البصر مختلف كليًّا عن البصيرة التي هي أساسها القلب، ولو كان الرجل أعمى وصلحت بصيرته، لما ضره ذلك شيئًا!

 

والذين يرون الحق في الدنيا ويتبعونه، سيرون الحق في الآخرة والحق اسم الله، كيف؟

قول النبي: ((إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ؟ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ))، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26].‏

 

العمى ليس عمي الأبصار، وإنما هو عمى القلوب، ولقد زرت اليمن (بلد الإيمان والحكمة) في منتصف التسعينيات، وهي حبيبة إلى قلبي وأهلها كذلك، خاصة أهل ريمة وخاصة عزلة بني عبدالعزيز، رأيتهم يلقبون رجل كفيف بالبصير، نعم النظر الحقيقي الرائع، الأجمل والأفضل لأصحاب البصيرة يوم القيامة؛ قال تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23].

 

اللهم ارزقنا النظر إلى وجهك الكريم، اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- البصيرة
أبو وريف - ksa 02/02/2019 12:28 PM

جزاكم الله خير الجزاء ووفقنا الله وإياكم لكل ما يحب ويرضى

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة