• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الظاهر والباطن .. الشكل والمضمون

أ. صالح بن أحمد الشامي


تاريخ الإضافة: 18/11/2013 ميلادي - 15/1/1435 هجري

الزيارات: 13298

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الظاهر والباطن

الشكل والمضمون


سبق الحديث عن الشكل والمضمون في مقالات سابقة وهو الموضوع الذي كان له أثره في الفن سواء أكان تشكيليًا (رسمًا، نحتًا، عمارة) أم تعبيريًا (شعرًا، موسيقا). وإن كان هذا الأثر في فن الرسم أوضح منه في غيره.


وواضح أن مصطلح "الشكل والمضمون" يتناول الفن ولا يكاد يتجاوزه، فنحن أمام اللوحة، أو أمام التمثال، أو أمام القصيدة... وإذا تجاوزه فإنما ذلك من باب المجاز، لا باعتباره مصطلحًا يتناول كل الأبعاد الجمالية.


إنه قاصر عن احتواء "الجمال" حيث كان، ولهذا نرى أن "الإنسان" وهو ميدان هام من ميادين الجمال، لا ينضوي تحت هذا المصطلح، أو أن المصطلح قاصر عن احتوائه.


وما قيل في الشكل والمضمون يمكن أن يقال في "الصورة والمادة".


وبحث "الشكل والمضمون" ليس جديدًا على المنهج الإسلامي، بل هو معروف ومشهور ولكنه استعمل تحت عناوين أخرى. كل منها في ميدان من الميادين.


فقد استعمل القرآن الكريم "السر والعلن"[1] كما استعمل "الجهر والخفاء"[2] واستعملت السنة المطهرة "الصورة والقلب"[3] كما استعملت "العمل والنية"[4] ولكن أوسع المصطلحات في هذا الميدان، هو ما استعمله القرآن الكريم في لفظي "الظاهر والباطن"[5]. وهو ما يحسن اختياره عنوانًا لهذا البحث.


و"الظاهر والباطن" تعبير أدق وأوسع في الدلالة على المطلوب من مصطلح "الشكل والمضمون".


"فالظاهر في اللغة: خلاف الباطن. والظهر من كل شيء: خلاف البطن. ومنه: ظهارة الثوب وبطانته، فالظهارة ما علا وظهر ولم يلِ الجسد، والبطانة: ما ولي منه الجسد وكان داخلاً"[6].


فالظاهر: هو كل ما يظهر وتدركه الحواس من هيكل خارجي (الطول والعرض والارتفاع) وصورة محسوسة، وكذلك لون الشيء وخشونته ونعومته، ولمعانه وبريقه وصوته المسموع.. ورائحته.. فكل هذا مما يظهر.


وعلى هذا فكلمة "الظاهر" أعم وأشمل في مدلولها من كلمة "الشكل" التي تعني: "صورة الشيء المحسوسة أو المتوهمة"[7].


و"الباطن" خلاف الظاهر. أي كل ما خفي عليك أو غاب عنك خلف الظاهر، فكلمة الباطن، هي الوجه المقابل لكلمة الظاهر، وقد يكون هذا الباطن هو "المعنى" وقد يكون هو "النية" أو "الباعث" وقد يكون هو "الفكرة".. أي ما لا تدركه الحواس وإنما يدرك بالعقل.


وعلى هذا فكلمة "الباطن" أيضًا أعم وأشمل من كلمة "المضمون" التي هي في اللغة من "ضمن الشيء: بمعنى تضمنه، ومنه قولهم: مضمون الكتاب كذا وكذا"[8]. فمضمون الكتاب هو ما حواه الكتاب، فلا يشمل النية والباعث...


نخلص من ذلك إلى أن "الظاهر والباطن" أعم في مدلولها وأشمل من "الشكل والمضمون" وأنها المصطلح الذي يلبي حاجة القضية الجمالية، بل إنها مصطلح عام شامل يتناول المنهج بكامله، للجمال فيه نصيب يتساوى مع حجمه الذي يشغله من الحياة.



[1] ورد ذلك في آيات كثيرة منها ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴾ [سورة النحل: 9].

[2] ورد في ذلك في آيات منها ﴿ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ﴾ [سورة الأعلى: 7]، كما ورد استعمال الجهر مع السر في قوله تعالى ﴿ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ ﴾ [سورة الأنعام: 3].

[3] وذلك في قوله -صلى الله عليه وسلم- إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم الحديث من رواية أبي هريرة في صحيح الإمام مسلم. كتاب البر: باب تحريم ظلم المسلم. وقد جعل الحديث "القلب" في مقابل "الصورة والجسم". وقد تكرر ذكر الصورة في القرآن ولكن استعمالها كان قاصراً على الإنسان.

[4] ورد ذلك في الحديث المتفق عليه من قوله -صلى الله عليه وسلم- "إنما الأعمال بالنيات". أما في القرآن الكريم فقد ورد ذكر العمل إما موصوفاً بالصلاح أو بغيره. فمن الأول ﴿ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10]. ومن الثاني ﴿ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ﴾ [هود: 46].

[5] ورد ذلك في آيات منها: ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [سورة لقمان: 20]. ومنها ﴿ وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ﴾ [سورة الأنعام: 120].

[6] معجم لسان العرب.

[7] معجم لسان العرب.

[8] معجم لسان العرب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة