• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

سعادة الوزير!!!

سعادة الوزير!!!
د. خاطر الشافعي


تاريخ الإضافة: 16/11/2013 ميلادي - 13/1/1435 هجري

الزيارات: 5324

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سعادة الوزير!!!


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،، وبعد...

 

فعلى مقعده الوثير في شرفة منزله الريفي، جلس الوزير يملأ صدره بهواءٍ نقي يفتقده في زحام المدينة المكتظة بسكانها، ويمتع ناظريه بجمال طبيعة تفتقر إليه المدن، ويطرب أذنيه تداخل حفيف الأوراق مع ما يصدر من أصوات الطيور، وهو يداعب ماء النهر بفرعٍ من شجرة الصفصاف يتدلى أمام الشرفة، يرسم ظلاً فوق الماء يعانق أسراب السمك، فيغوص الرجل في المشهد الجميل، ويتمنى لو يبقي كل العمر!!!.

 

كل العمر!!!

تردد الحلم بعنف داخل صدر الرجل، فحرَّك مياهاً راكدة - بفعل مسئوليات المنصب ومتطلبات الوزارة - وفجأة تذكَّر هامان!!!، وقفز إلى الذاكرة سؤال العمر!!!، فرسم على صفحة الماء تاريخ اليوم، يوم عاشوراء، وتذكر موسي وفرعون!!!.

 

اشتعل أوار الحلم، وفرض السؤال نفسه - كما الحلم!!!، لماذا نجا موسى وغرق فرعون؟!!!، وهل عاش هامان سعيداً أم لم تشفع لسعادته وجاهة وزارته؟!!!.

 

﴿ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾ [الفجر: 24]...، وتذكَّر الوزير أنَّ حياته الحقيقية لم تبدأ بعد!!!، فقرَّر أن يعيش تجربة الحلم الحقيقي في السعادة الأبدية، إذ رغم المنصب والجاه ويسر الحياة، فالسعادة مفقودة، وإن هبَّت نسائمها - نادراً - فهي منقوصة!!!.

 

إذاً يشتاق الرجل للجنة!!!، فدمعت عيناه، وجلس يتفكَّر في جمال الجنة وحلاوتها، تذكَّر الكوثر وحوض النبي وحافتاه من الذهب والفضة ويجري على الدر والياقوت وهو مستوي من الجانبين، طينه من المسك، أشد بياضا من اللبن وطعمه أحلى من العسل، أباريقه كنجوم السماء من الذهب والفضة، تطير حوله الطيور وأحجامها كأعناق الجزور (الإبل)، وأما عن نسائها (لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها) رواه البخاري، و إن الحور العين لتغنين في الجنة، يقلن: نحن الحور الحسان، خبئنا لأزواج كرام، ﴿ (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّات وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِم ْذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِين * وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ * يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ ﴾ [الطور: 17-24].

 

تهادت على خد الوزير دمعاتٍ حارة، وصاح ينادي من غرَّه المنصب والجاه:

آه يا من باع الجنة الباقية من أجل دنيا فانية، لقد بارت تجارتك وخسرت الخسران المبين، أتبيع جنة الرحمن بثمن بخس وأنت فيها من الزاهدين، أتعصي الله رب العالمين؟ وتنسى يوم الدين، أتأكل الحرام وتشرب الحرام ورضيت بالطين، أتعبد الدرهم والدينار والخميصة والقطيفة وانت مصر على المعصية والذنب العظيم، ألم تسمع قول الرب العليم: ﴿ إن للمتقين عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ [القلم: 34-36] وقوله تعالى: ﴿ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّار ﴾ [ص: 28].

 

فيا من تبحث عن السعادة، سعادة الدنيا في روضات الإيمان، وسعادة الآخرة في روضات الجنان، ألم تسمع قول من بيده ملكوت السموات والأرض في [سورة النحل آية: 97] ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.

 

ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة، فهل من مشمر؟

واقتنع الرجل أنه لو كانت السعادة بالوزارة لسعد هامان!!!، وتذكَّر كيف نجا موسى وغرق فرعون، ونوى صيام عاشوراء!!!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة