• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الحق المضاع

الحق المضاع
عبدالله راشد البوعينين


تاريخ الإضافة: 4/11/2013 ميلادي - 1/1/1435 هجري

الزيارات: 3785

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحق المضاع


العدل والإنصاف من سمات أهل النبل والشرف، كما أن الجَوْر والظلم من سمات أهل الطيش والترف، ووضعُ الأمور في نصابها، وتقدير الأمور بقدْرِها، من غير تَزَيُّد ولا نقصان - حاجةٌ ملحة، ومطلبٌ أسمى، تهفو إليه النفوس، ويسعى من أجل تحقيقه ذوو البصائر والألباب، وإنَّ عَدُوًّا يمارس الحق والإنصاف، خيرٌ من صديق لا يتوانى عن جَوْر وإجحاف، ويكاد التاريخ يَغَصُّ بالشواهد والأمثلة في هذا الباب من كثرتها وتعددها، وقد سطر عظماء الإسلام مواقف شهد لها القاصي والداني، والعدو والصديق، بأن هذه الأمة إنما سادت، وعَزَّت، وغلبت بالعدل، بل إن الأمم التي دانت لحكم المسلمين، وتفيأت ظلال عدلهم وإنصافهم أدركوا مدى الفرق والْهُوَّة السحيقة بين سلائقِ وأخلاقِ المسلمين، وبين من شَقُوا تحت حكمهم دهورًا طِوالاً، من حُكام لا يرقبون في محكوميهم إِلاًّ ولا ذِمَّةً، ولا شُلَّتْ يَدٌ سطرت هذا المعنى بيَرَاعِها حين وصفته:

مَلكْنَا فكان العَفْوُ منَّا سَجيَّةً
فلمَّا ملكْتُمْ سالَ بالدَّمِ أَبْطَحُ
وحَلَّلْتُمُ قتلَ الْأُسارى وطالَمَا
غَدَوْنا عن الْأَسْرى نَعفُّ ونصفَحُ
فحسْبُكُمُ هذا التَّفاوتُ بيْنَنا
وكلُّ إِناءٍ بالذي فيهِ يَنْضَحُ

 

وكما أسلفت لست بصدد ذكر الشواهد والأمثلة؛ لأنها محفورة في التاريخ، وَعَصِيَّةٌ على النسيان، ولكني امتطيت القلم، وأركضت حافرَهُ، وأعرقتُ حِبْرَه؛ للدفاع عن المخطئين! نعم للدفاع عن المخطئين، وقد تقول: كيف لك أن تدافع عن مخطئٍ؟ فأقول لك: لا تعجل عليَّ، فأنا لا أدافع عن الخطأ، فالخطأ لا يمكن أن يكون صوابًا، والمخطئ أيًّا كان منصبُهُ، أو مركزه نقول له بملء أفواهنا: أخطأت، وإن كنتَ ابنَ الأكرَمِينَ، ولكنْ هاهنا فرقٌ يا سادةُ بين من كانت حياته أخطاءً قليلاً صوابُها، وبين من كانت السيئةُ والخطيئةُ مغمورةً في حسناته، وكما قال الأولُ:

فإن يكُنِ الفعلُ الذي ساء واحدًا
فأفعالُه اللائي سَرَرْنَ أُلُوفُ

 

فليس من الأخلاق في شيءٍ أن نتصيد أخطاء المحسنين، ونضخم عثراتهم، ونطْرحَ كل كرائم أفعالهم كأن لم تكن شيئًا مذكورًا، ثم نُجْهِز عليهم بُغْيَةَ إِخلائهم من ساحة الوجود، فالحياة مبنية على الموازنة الحقَّة، والقسطاس المستقيم، وتحرِّي العدل والإنصاف، ألم تر كيف أن خالد بن الوليد - رضي الله عنه - لما تعجل في الحكم على بني جذيمة بالقتل، وأراهم بارقة السيف، وتلبدت الأرض بدمائهم، كيف أن هذا الأمر أفزع رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وجعله يعلن أمام الملأ براءته مما فعل خالد حينما رفع يديه وقال: ((اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد)) يكررها ثلاثًا؟ ومع هذا الأمر الكُبَّار، الذي هو من السبع الموبِقَات، لم ينسِفِ النبي -صلى الله عليه وسلم- صنائع الخير، وروائع البطولة، والعبقرية الفذة التي تميز بها أبو سليمان، فقد وصفه بالسيف الذي هو عَلَمُ الجهاد، وآلةُ الحرب، وأداة الفتك بالأعداء، وجعله مسلولاً على أعداء الدين، فانظر كيف أن الموازنة الحقة في معرفة أقدار الرجال تمضي بالسفينة إلى بر الأمان، وتكفل الحقوق إلى أصحابها، فإن المجتمع الذي تُطَفَّفُ فيه المكاييل، وَتُبْخَسُ فيه الحقوق، ويتحكم فيه الهوى، ويَبُحُّ فيه صوت الحق والإنصاف - لَمُجْتَمَعٌ خليق بأن تكون كَبْوَتُهُ قاتلةً، وعثْرَتُهُ مستديمةً، ولن تقوم له قائمةٌ إلا بأن أن يستشعر قول الحق - تبارك وتعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ..... ﴾ [النحل: 90]، حينها يشعر أفراده بالأمان، والناس تصبر على الجوع، وقد تصبر على شَظَف العيش، ولكنها لا تصبر على قهر الرجال، وترى الظلم والإجحاف سُبَّةً وعارًا لا يصفو معه وجهُ الحياة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة